الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظرة مفتوحة أخلاق المهنة

22 ابريل 2009 03:43
ظلت أخلاق المهنة عموما إحدى أهم محددات النجاح فيها على مدى سنوات طويلة مضت، وظل أبناء كل مهنة يحتفظون بدستور خاص بينهم لا يمكن الخروج عليه مهما كانت الأسباب. .. لكن مع تغير الأوضاع وكثرة الدخلاء على كل مهنة وانعدام التعاون بين أبناء المهنة الواحدة تكاثر الدخلاء فأفسدوا الجو العام وباتت كل مهنة مهددة من داخلها بسبب تجاوزات العاملين فيها. ولأن الشيء بالشيء يذكر أقول ما دعاني لذكر هذه الخواطر تلك الدورة التدريبية التي بدأها صحفيو جريدتنا الغراء مطلع الأسبوع الماضي ، فهي تتركز حول أخلاق المهنة ليس فقط على مستوى التعامل مع الآخرين ولا المصادر ولكن مع المعلومات التي يتحصل عليها الصحفي وكيفية صياغتها وتقديم ما يفيد منها للقارئ ، وحجب ما يؤثر سلبا على المجتمع . .. فمن السهل أن يحصل الصحفي على صيد ثمين يمكنه أن يزلزل المجتمع لكن أخلاقه الصحفية تمنعه من البوح بهذا السر الذي يمكن أن يؤدي إلى هدم أسر أو توتير علاقات مع دول أخرى فليس كل ما يعرف يقال وليس ما يقال يمكن كتابته ونشرة إلى الناس ، في نفس الوقت فإن حجب معلومة عن القارئ قد تؤدي إلى العديد من المشاكل وهو ما يعني أن مهنة البحث عن المتاعب هي تحرك مستمر في حقول الألغام والأشواك . ومن يستطيع أن يضبط حركته مع ما يتحصل عليه من معلومات يحقق النجاح له ولجريدته في نفس الوقت. .. وما يقال في مهنة البحث عن المتاعب يظهر بصور أخرى بين الأطباء والمهندسين والمحامين وأساتذة الجامعة بل وبين الحرفيين ، فالطبيب هو من يحفظ سر مريضه ومن شروط نجاحه مع مرضاه أن يذيب المسافة بينهما ، فالطبيب يجب أن يشعر مريضه طوال الوقت في الأمل والشفاء ، وكذلك الحال في بقية المهن والحرف . .. المجتمع أيضا يمكن أن يمارس دورا كبيرا في تضخيم الرقيب الذاتي أكثر من السلطة كما هو شائع بين من يحملون شعار الشفافية والحرية وتداول المعلومات . وخلاصة القول إن أخلاق المهنة هي نتاج طبيعي ممن يعملون بها ، ولقد تحولت هذه التعاملات على مر العصور إلى قانون ملزم لكل أبناء مهنة معينة ،لكن المؤثرات الخارجية والدخلاء ، وانتشار الظواهر السلبية وعدم تفاعل المجتمع مع هذه الفئات بصورة محترمة بات يهدد كل هذه الأخلاقيات ، وهو ما يؤكد أهمية العودة إلى العرف السائد بين أبناء كل مهنة لإعادة الروح لهذه الأخلاقيات إبراهيم العسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©