مبعوث الأمم المتحدة يحذر من عواقب خطيرة لأحداث بورما

حذر إبراهيم جمبري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى بورما (ميانمار) من أن يكون للوضع في بورما عواقب دولية خطيرة، وأكد في تقريره الذي قدمه أمام مجلس الأمن أمس أن المظاهرات المناهضة للحكومة في بورما هي تعبير عن إستياء واسع وعميق· وأكدت أميركا من جانبها أنها ستطرح فرض عقوبات ضد النظام الحاكم في بورما بمجلس الأمن· وحذرت الحكومة البورمية من جانبها من اتخاذ إجراءات ضدها، فيما أعلنت زعيمة المعارضة البورمية أونج سان سوكي أنها تفكر بجدية في عرض رئيس المجلس العسكري الحاكم ثان شوي بعقد حوار خلال الفترة المقبلة· وأعرب جمبري عن قلقه إزاء التقارير عن ''إرتكاب قوات الأمن في بورما انتهاكات خاصة خلال حظر التجول، بما فيها مداهمات منازل الافراد والضرب والاعتقالات التعسفية واختفاءات''· وأوضح أن هناك ''تقارير غير مؤكدة بأن عدد الضحايا في الاضطرابات التي شهدتها بورما أعلى بكثير من رقم 10 الذي اعلنته الحكومة''· ودعا إلى الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين· ومن جانبه وصف بان كي مون استخدام القوة ضد المتظاهرين في بورما بأنه ''مثير للاشمئزاز وغير مقبول''· وقال السفير الأميركي في مجلس الأمن زلماي خليل زاده إنه ''إذا لم تستجب حكومة بورما بشكل بناء للمخاوف الدولية غزاء قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية فإن الولايات المتحدة مستعدة لطرح قرار في مجلس الأمن لفرض عقوبات''· ومن جانبه، شدد سفير الصين في الأمم المتحدة وانج جوانجيا على أن المشكلات في بورما شأن داخلي، مؤكداً رفض بكين أي ''حل دولي مفروض''· ومحذرا من أن الضغوط على المجلس العسكري في بورما ''ستؤدي إلى مواجهة''· وقال إن ''أفضل إجراء يمكن أن يتخذه مجلس الأمن هو مساندة جهود جمبري''· ودعا السفير الصيني مجلس الأمن إلى تبني مقاربة حذرة ومسؤولة· وكانت الصين وروسيا استخدمتا في يناير الماضي حق النقض ''الفيتو'' لإحباط قرار في مجلس الأمن صاغته الولايات المتحدة يطالب بإنهاء القمع السياسي وانتهاك حقوق الإنسان في بورما· وفي رانجون، أعلنت زعيمة المعارضة الديمقراطية اونج سان سوكي أنها ستفكر بإيجابية في العرض الذي قدمه ثان شوي للحوار التي طرحها أمس الأول· وكان الحاكم العسكري أعلن عبر التلفزيون الرسمي في بورما أنه أبلغ مبعوث الأمم المتحدة إبراهيم جمبري أنه مستعد لإجراء مباحثات مع سوكي في حال تخليها عن الدعوة إلى المواجهات والخراب وفرض العقوبات الاقتصادية والعقوبات الأخرى على البلاد· وبث تلفزيون بورما في لقطة نادرة لقاء سوكي مع جمبري في رانجون· من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعرض المجلس العسكري بالحوار مع سوكي واعتبره ''أمرا ضروريا للغاية''، فيما أعربت باريس عن أملها ألا يكون اقتراح الاجتماع ''مجرد مناورة'' تهدف إلى كسب الوقت· وأوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فريدريك دوزانيو ''بطبيعة الحال يعود للمعارضة اونج سان سوكي وحزبها الاستجابة لهذا الاقتراح أم لا، لكن من وجهة نظرنا، فقد حان الوقت ليلتزم المجلس العسكري الحاكم اخيراً بحوار حقيقي مع المعارضة''· من ناحية أخرى، التقت القائمة بالأعمال الأميركية شاري فيلاروسا في بورما مع عدد من المسؤولين في البلاد في العاصمة الجديدة لبورما نايبييداو، ولم يسفر اللقاء عن نتيجة· واعلنت الولايات المتحدة أنها وجهت رسالة واضحة جدا إلى السلطة العسكرية الحاكمة في بورما لبدء حوار بناء مع كل المجموعات المعارضة وانهاء القمع وتشجيع الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والسماح بالمزيد من الحريات والانفتاح·