الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنيف-2... إحباط أميركي في الأزمة السورية

جنيف-2... إحباط أميركي في الأزمة السورية
16 فبراير 2014 23:01
يوم السبت الماضي، انتهت محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة إلى الباب المسدود بسبب الخلاف حول مستقبل الرئيس بشار الأسد، في وقت وجهت فيه إدارة أوباما المحبطة سهام انتقاداتها لروسيا التي اتهمتها بتمديد النزاع. وفي هذا السياق، قال مسؤول رفيع في إدارة أوباما عن روسيا، التي تُعتبر الداعم الدولي الرئيسي للأسد والتي وافقت أيضاً على الفكرة الأميركية المتمثلة في دعوة كلا الجانبين إلى المفاوضات: «لا يمكنهم الحصول على الأمرين معاً». فروسيا لا يمكنها أن تقول إنها تريد تلك المقاربة السلمية و«ألعاباً أولمبية سعيدة»، يقول المسؤول الأميركي، بينما تقوم بـ«دعم هذا النظام الذي يقتل شعبه بطريقة وحشية». المسؤول طلب عدم الكشف عن هويته للحديث عن أجندة اجتماع غير عادي جمع يوم السبت الماضي في كاليفورنيا الرئيس باراك أوباما والعاهل الأردني عبدالله الثاني، وناقش خلاله الزعيمان الجهود الدولية المتعثرة لرعاية السلام وتخفيف الظروف الصعبة في سوريا. وكان الملك عبدالله هو الذي طلب عقد اللقاء، جزئياً من أجل الحصول على مساعدة أميركية إضافية للتعاطي مع التدفق الكبير للاجئين، ذلك أن بلده قلق للغاية بشأن الانهيار الوشيك لسوريا وانتشار الحركات الإسلامية المقاتلة في الفراغ. وقال المسؤول الأميركي، مغتنماً مناسبة استضافة روسيا للألعاب الشتوية في سوتشي، إن هذه الأخيرة غير صادقة في مقاربتها للنزاع في سوريا، حيث حصدت الحرب أرواح 140 ألف شخص. وفي الأثناء، قال المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في جنيف، التي انتهت فيها المحادثات: «ليس من مصلحة سوريا أننا عدنا من أجل جولة أخرى ووقعنا في الفخ نفسه الذي كنا نتصارع معه هذا الأسبوع ومعظم الجولة الأولى». واعتذر الإبراهيمي للشعب السوري لعدم إحراز أي تقدم بعد جولتين من الاجتماعات المباشرة بين ممثلي الأسد وأعضاء المعارضة في المنفى، داعياً كلا الجانبين إلى بحث ما إن كانا مستعدين ويرغبان في الاستمرار، ومحمِّلاً الحكومةَ السورية لأول مرة مسؤوليةَ فشل المحادثات. المعارضة، المدعومة من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، شددت على أن المحادثات تقوم على تعيين حكومة لتقاسم السلطة لتحل محل الأسد؛ ولكن مبعوثي الأسد سخروا من ذلـك وقالوا إنهـم جـاؤوا إلى جنيف لزيـادة الوعي بما يصفه زعيم النظام السوري بأنه تهديد إرهابي يتغذى على الفوضى ويمتد إلى بلـدان أخرى في الشرق الأوسط. وقد شكلت المحادثات خطراً بالنسبة للمعارضة السورية المعتدلة، التي كانت تخشى خسارة ما تبقى لها من تأثير ومصداقية بين مقاتلي الخط الأول؛ حيث لم يستطع الإبراهيمي حمل النظام على الموافقة حتى على حزمة صغيرة من التنازلات الإنسانية، وهي خطوة كان القصد منها مساعدة المعارضة على إظهار أن المحادثات يمكن أن توفر مساعدة ملموسة للمحاصَرين. وكان وقف إنساني لإطلاق النار قد قُدم باعتباره نقطة مضيئة رغم أن ذلك ظل موضوع نقاش لأشهر. واعتبر الإبراهيمي أن التقدم المتواضع في المدينة منح الشعب السوري الأمل في أن العملية يمكن أن تؤتي أكلها. وقال: «إنني اعتذر لهم لأننا لم نساعدهم كثيراً في هاتين الجولتين». السفير السوري إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال إن الحكومة وافقت على الأجندة، ولكن لديها مشاكل مع تفسير المعارضة غير الواقعي لها. وبالمقابل، قالت المعارضة في بيان لها إن ممثليها جاؤوا إلى جنيف من أجل صنع السلام، ولكنهم لم يجدوا على الطاولة «شريكاً مفاوضاً، وإنما دمى تحركها دمشق». وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض السبت أن زعيمه أحمد الجربا سافر إلى الخطوط الأمامية أثناء إجراء المحادثات؛ حيث أعلن مكتبه أن الجربا، الذي يقيم في تركيا معظم الوقت، زار مواقع في محيط محافظة إدلب. ونقل عنه مكتبه قوله: «إننا مرتبطون بهذه الأرض ولن نتخلى عن قيم الثورة»، مضيفا «إننا سنتخلص من هذه العائلة الإجرامية والفاسدة التي تحكم هذا البلد منذ عقود». وفي وقت لم يتم فيه تحديد أي تاريخ لاستئناف المحادثات، يبدو أن العنف لن يزداد إلا قوة، وخاصة مع اعتراف الدبلوماسيين الغربيين بأنهم لا يملكون مخططاً بديلاً بخصوص ما ينبغي فعله في حال فشل المفاوضات. وتمثل محادثات جنيف الاستراتيجيةَ الوحيدة التي دفع بها أوباما في محاولة لإنهاء الحرب. ولكن أوباما ووزير الخارجية جون كيري أقرا خلال الأيام الأخيرة بعدم نجاحها. وكان أوباما قد أعاد التأكيد الأسبوع الماضي على أنه يستبعد عملًا عسكرياً مباشراً، وأن إدارته تبحث طرقاً أخرى لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة على الأقل. وفي الأثناء، تعرقل روسيا أي نقاش حول عواقب وخيمة للأسد في الأمم المتحدة، مما زاد من الإحباط الأميركي هذا الأسبوع. وقال المسؤول الأميركي إن الولايات المتحدة تأمل الدفع بقرار لمجلس الأمن الدولي ينص على إغاثة إنسانية أكبر في سوريا. وقال عن الروس: «طالما ظلوا متمسكين بالوضع القائم، فإن ذلك سيمثل مشكلة من الصعب جداً حلها»، مضيفاً «إن لديهم سجلاً جد مؤسف»؛ حيث سبق لهم أن استعملوا حق الفيتو ضد ثلاث محاولات لتحميل الأسد المسؤولية في مجلس الأمن، يقول المسؤول الذي يضيف: «لا أعتقد أن أي أحد منا يتوقع منهم أن يغيِّروا الاتجاه بسرعة». آن جيران - واشنطن لافداي موريس - بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©