الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مآثر زايد خالدة·· ومنجزاته لخدمة البشرية

مآثر زايد خالدة·· ومنجزاته لخدمة البشرية
6 أكتوبر 2007 02:37
أكد عدد من علماء الدين والشخصيات المجتمعية على أن منجزات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' ستظل خالدة على مر التاريخ، وسيظل العالم على موعد مع القيم العظيمة التي أرساها الفقيد الراحل وفي مقدمتها قيم التضحية والبذل والعطاء والإيثار والتسامح ونجدة الملهوف وإغاثة المنكوب ورأب الصدع، ونشر الخير دون نظر إلى جنس أو دين أو عرق أو لون أو قومية، فالأيادي البيضاء لفقيد الأمة امتدت حانية إلى القاصي والداني وشملت مختلف ربوع العالم· جاء ذلك في المجلس الرمضاني لسعادة عبدالله سلطان الرميثي في أبوظبي والذي شارك فيه كل من الدكتور عزالدين إبراهيم، والمستشار حسن الحفناوي، وجموع من المواطنين، كما حضر المجلس سلطان عبدالله الرميثي المستشار بوزارة شؤون الرئاسة وإخوانه وأبناؤهم· ذخيرة الأمة وفي بداية المجلس أكد سعادة عبدالله سلطان الرميثي على أن العشر الأواخر من رمضان ستظل مرتبطة دائماً برحيل الوالد المؤسس والقائد الباني الذي نهض بالوطن من لا شيء وشاد صروحاً حضارية من المدارس والجامعات والمراكز العلمية، والمستشفيات وجميع مرافق التنمية الوطنية مشيراً إلى أن ما قدمه فقيد الأمة سيظل حاضراً على مر التاريخ، ويمثل هذا الإرث الحضاري ذخيرة الأمة وعتادها القوي في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم، إذ أرسى فقيد الأمة قيماً ذات جذور ضاربة في عمق هذه الأرض الطيبة وفي مقدمة ما نجح الفقيد في غرسه على أسس علمية هو بناء الانسان الذي نفخر به اليوم ونفخر بدوره في التنمية الوطنية والنهضة التي تشهدها دولتنا الفتية برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي· قيمة التواضع وبعــــد ذلك تحـــــدث الـــدكتور عز الدين إبراهيم عن عدد من المواقف التاريخية التي كان شاهداً عليها في رحلة فقيد الأمة لبناء الوطن، وذكر من هذه المواقف ذلك الموقف الذي كان فيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' في مدينة لاهور بباكستان وجاءه عدد من المواطنين من أبناء القبائل لزيارته، وهناك بادره المواطنون التحية وقالوا له: من قبلك لم يكن في بلادنا شيء، ولم نكن نعرف الخير، فقد كانت الحياة شظفة ومعركتنا معها كانت ممتدة آناء الليل وأطراف النهار، فلا نهجع من ركضٍ وراء ''حلالنا'' من البوش، وكنا نكد في سعينا لتأمين متطلبات هذا الحلال ورعاية أبنائنا، واليوم فقد أنعم الله علينا بك وهي نعمة كبيرة نحمد الله عليها، وبدون جهود هذا القائد لم تكن هناك زراعة ولا عمران بل كانت الصحراء هي السيد، وهي السائدة على امتداد البصر في ربوع الوطن· وأضاف د· عزالدين إبراهيم ''أن الشيخ زايد عندما سمع هذا الكلام من أبنائه البدو رفع يديه إلى السماء ولم يقل سوى كلمة واحدة هي ''الحمد لله''، وتلك الكلمة كانت دائماً على لسانه ''رحمة الله عليه''، فلم نعرف عنه كبراً أو خيلاء بل كان متواضعاً أسمى درجات التواضع لا يفرق بين الناس فالجميع بين يديه سواسية، وتلك هي أحد مفاتيح العظمة والعبقرية في شخصيته''· ديرة رخية وأشار د· عزالدين إبراهيم إلى أن فقيد الأمة ترك لنا ديرة رخية هنية آمنة مطمئنة سعيدة مستقرة، وجزاؤه إن شاء الله سيكون من جنس العمل، ونحسبه في منزلة رفيعة عند الشهداء والصديقين، وهي المنزلة التي اختارها الله تعالى لعباده الصالحين، مؤكداً على أنه عقب انتهاء هذا الموقف بين فقيد الأمة وأبناء شعبه قال له: لم يقف خير سموكم عند حدود جغرافية بل تجاوز الآفاق، وفتحتم قلوبكم قبل البيوت لتحتضن العلماء والمفكرين من جميع ربوع الوطن العربي بل والعالم، حيث طاب لهؤلاء المقام في تلك الديرة العامرة، جعلها الله دائماً سنداً وملاذاً لكل محتاج· وأوضح د· عزالدين إبراهيم أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' يسير على نهج أبيه في التواضع والحكمة والكرم والقيادة الرشيدة، والاهتمام بشؤون الشعب والرعية، وهذه السمات الحميدة التي يتحلى بها صاحب السمو رئيس الدولة تغرس في قلوب المواطنين والمقيمين الطمأنينة والألفة وتحثهم على بذل الجهد والعطاء في سبيل استمرار ومواصلة نهوض دولة الإمارات· نبراس القضاء وأوضح المستشار حسن الحفناوي أن هذه الذكرى العطرة ستظل معيناً لا ينضب نقلب فيه صفحاتها ونأخذ عنها الكثير كل يوم مشيراً إلى حرص المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' على تحقيق استقلال القضاء وحياده ونذكر أن فقيد الأمة بعث بمحاميه إلى الدائرة الجنائية الاستئنافية في محكمة أبوظبي وفوجئنا بهذا المحامي يقف أمامنا نحن القضاة ويقول: إن الشيخ زايد كلفه بأن يرفع قضية على أحد الأشخاص الذين اختلف معهم الشيخ زايد، ونبه المحامي وأعلن بملء صوته أن الشيخ زايد لن يحضر المحكمة التي يوقرها ويقر لها بكل تميز وحيادية، وأوضح المحامي أن موقف موكله ''الشيخ زايد'' ليس جديداً عليه فهو الشهم العادل الذي لا يهضم في حضرته حق· وأشار الحفناوي إلى أنه كان عضواً في اليمين في تلك الدائرة القضائية في ذلك الوقت ووجد في هذا الكلام وهذا التكليف الذي يحمله المحامي وثيقة تاريخية لا يمكن التفريط فيها، ولذلك طلب من هيئة المحكمة أن تضم هذه المذكرة التاريخية لتكون ضمن أضابير القضية مؤكداً على أن هذه الواقعة القضائية ستظل نبراساً للقضاء يهتدي بها القضاة ويذكرها التاريخ بحروف من نور، وهي مماثلة تماماً لمقوله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وجه قاضياً بتلك الكلمات العظيمة ''آسي بين الناس في وجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في جيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك''· الجيل المحظوظ وتطرق سلطان عبدالله الرميثي إلى جوانب عديدة في شخصية فقيد الأمة في مقدمتها حرصه على أن يكون أبناء الإمارات من العلم والحكمة والتحضر في مستوى أبناء الدول الراقية بل وأعلى من هذا المستوى بمعدلات كبيرة، لذلك جعل فقيد الأمة التعليم كالماء والهواء فانتشرت المدارس في ربوع الصحراء التي كانت قاحلة وتحولت إلى جنان غناء، ولم يعد لدى أي مواطن أو مواطنة عذر في عدم انخراطه في التعليم وبقائه رهين الجهل والأمية· وأشار الرميثي إلى أنه وأبناء جيله كانوا محظوظين بهذا القائد الذي وجدوا فيه أباً حنوناً فخرجت من حناجرهم الكلمات تلقائية وهي تقول ''بابا زايد''، وصار حب زايد في القلوب مثل الدم في العروق، ولذلك فإن الحزن بعد رحيله لا يقاس، فالألم كبير، ولكن الله سبحانه وتعالى ترك لنا ''خير خلف لخير سلف'' فصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' تربى في مدرسة زايد الجامعة ونقل عنه تلك القيم العظيمة وحبه للشعب، والحمد لله فإن دولتنا تسير من رخاء إلى رخاء، وتمضي من تطور إلى تطور أسرع منه، فالازدهار الحضاري الذي نعيشه حالياً هو ثمار ذلك الغرس الطيب لفقيد الأمة الذي نسأل الله تعالى في هذه الأيام المباركة أن يتغمد روحه الطاهرة في واسع رحمته وفسيح جنانه، ويجعلنا من بعده بررة بتراثه ومآثره العظيمة· مكارم الأخلاق وأكد حمد راشد الهاجري على أن هذه الجلسة الرمضانية لن توفي فقيد الأمة حقه ولن تستطع أن تحصي مآثره الخالدة، مشيراً إلى أنه تربى في بيت زايد منذ أن كان عمره أربع سنوات وتعلم في هذه المدرسة الجامعة في بيت القائد الذي اتسع ليشمل أبناء الوطن جميعاً، فقد كانت أمنية القائد التي لا تفارق قلبه هي أن يرى شعبه في سعة من العيش، ينعم بالاستقرار والرخاء والأمن، والحمد لله فقد تحقق له ما أراد وكانت سعادة فقيد الأمة لا توصف عندما يخبره أحد بإنجاز مشروع ما، أو حل مشكلة ما على يديه بين الأشقاء في الدول العربية والإسلامية، أو أن يسمع عن أثر النعمة التي بعث بها إلى دولة أو مجتمع ما· وأشار الهاجري إلى أن مكارم الأخلاق اجتمعت في سعة صدر فقيد الأمة الذي قرّب إلى مجلسه الفقير قبل الغني، وجعل أبواب قلبه مفتوحة قبل أبواب بيته، فشعر الناس بالأمان واطمأنوا لغدهم، وحرص فقيد الأمة على أن يغرس هذه القيم النبيلة في نفوس أبنائه جعلهم الله ذخراً للوطن· وفي نهاية المجلس أكد سلطان عبدالله الرميثي على أن خير زايد سيظل موصولاً بإذن الله في خليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وفي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي وإخوانهما سمو الشيوخ· الكرم والجود أوضح عبدالله الرميثي أن هذه الجلسة الرمضانية تتزامن مع ذكرى رحيل فقيد الأمة ذلك الرجل الذي وهب حياته وماله ووقته في سبيل رفعة الأمة ونمائها، ولم يدخر يوماً عرقاً أو جهداً في سبيل النهوض بأمته العربية والإسلامية ورأب الصدع بين صفوفها، وهذه الخصال الحميدة من القائد الباني هي التي رسمت لدولة الإمارات العربية المتحدة سمعة ومكانة عظيمة في مقدمة دول العالم ومجتمعاته المرموقة، فلا أحد يذكر الإمارات إلا ويقترن اسمها بالكرم والجود ونجدة الملهوف وإغاثة المنكوب ونشر الخير والسلام والصلح بين الناس، وهذه الصورة التي نجد عليها دولتنا هي أسمى ما تركه الفقيد في أبناء الوطن· نصيحة للقضاة ذكر المستشار الحفناوي موقفاً للخليفة أبي جعفر المنصور الذي ذهب إلى القاضي في إحدى القضايا، وحكم القاضي للطرف الثاني الذي كان معه الحق ولم يحكم للخليفة، وبعد يومين فوجئ القاضي بالخليفة يستدعيه إلى بيته فظن القاضي وكان اسمه عمران الطلخي الظنون، وكتب استقالته ودخل على الخليفة وقال له: والله لقد تعبنا من القضاء وأتعبنا وجئنا إليك لتريحنا من هذه المهمة، ونظر إليه الخليفة باستغراب وقال له: لم أدعك لهذا بل دعوتك اليوم لأشكرك على ما قدمت وجزاك الله خيراً على ما قضيت به من حق· قصائد شعرية قدم عدد من الحضور قصائد شعرية بهذه المناسبة منهم المستشار الحفناوي، والزميل الأديب حبيب الصايغ، والدكتور حسن إسماعيل الذي جاء من مصر يحمل قصيدة مؤثرة في رثاء فقيد الأمة، وأشار الصايغ إلى أن الأمة العربية لو كانت انصاعت لنصيحة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ''طيب الله ثراه'' فيما يتعلق بالأزمة العراقية لكنا في حال غير هذه الحال الذي يشهدها العراق الحبيب والتي تدمى لها القلوب كل يوم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©