«روبوتات» ذكية وسيارات كهربائية تذهل الحضور وتسير عكس تيار الأزمة العالمية

جميل أن تجتمع أهم الابتكارات الصناعية التي تفتقت عنها مخيلات المهندسين والمخترعين في العالم تحت قبّة واحدة، حتى يتسنى للزائر الاطلاع خلال دقائق على التوجهات التطورية الجديدة في عالم الصناعة. وهذا ما حدث في مدينة هانوفر الألمانية منذ يوم الأحد الماضي 19 أبريل عندما افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (معرض هانوفر الدولي للابتكارات الصناعية) بمشاركة 6150 عارضاً من 61 دولة، وتتواصل فعالياته حتى يوم الجمعة المقبل الموافق للرابع والعشرين من الشهر الجاري. كل عام، تختار إدارة المعرض (دولة شريكة) partner country يكون لها حظ التركيز على منتجاتها، واختيرت لهذا العام كوريا الجنوبية التي لفتت أنظار الزوّار بابتكاراتها الذكية المتقدمة من الروبوتات وخاصة منها الروبوت (هوبو) Hubo، الذي وصف بأنه المنافس القوي للروبوت البشري الياباني الشهير (آسيمو). ويلاحظ من خلال التجوّل في معروضات هانوفر لهذا العام، تركيز العارضين على تقديم أحدث المبتكرات في تقنيات الأتمتة الصناعية وتكنولوجيات توليد واستخدام مصادر الطاقة المستدامة والمتجددة ونقل وبثّ الطاقة الكهربائية والتحكم بها وأجهزة الموبايل والأدوات القابلة للحمل وأجهزة تحقيق أقصى الفعالية في استهلاك الطاقة. وتسابقت مئات الشركات العالمية على تقديم أحدث الحلول التقنية المتعلقة بابتداع الحلول التقنية الذكية للمشاكل الصناعية، خاصة منها تلك التي تستهدف تخفيض تكاليف تشغيل المؤسسات والمصانع باستخدام الطرق المبتكرة في الأتمتة الإلكترونية لكافة مراحل العمل والإنتاج. ولم يتردد بعض المراقبين عن توجيه النقد لهذا التركيز اللافت على هذه الأساليب التي ستؤدي من دون شك إلى تكريس مشكلة البطالة التي تتفاقم في العالم أجمع. ومن بين عشرات الابتكارات التي قدمها الكوريون في هانوفر، حظيت الأنظمة المتكاملة من توربينات توليد الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح باهتمام خاص من المستشارة ميركل التي توقفت عندها طويلاً. وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التي أصبح العالم يعلّقها على كل أنواع الابتكارات المتعلقة بتوليد الطاقات النظيفة بعد أن أصبحت ظاهرة تسخّن جو الأرض تثير الكثير من مخاوف خبراء البيئة. ومن بين أكثر المعروضات جذباً للجمهور الروبوت البشري (هومو)، الذي يمثّل عصارة الفكر الكوري في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه فهم الأوامر المنطوقة والتعرّف إلى الوجوه والإجابة عن أسئلة محددة ويمكن استخدامه كموظف استقبال في قاعات المؤتمرات والمعارض العالمية والفنادق والمطاعم. وقدمت شركة كارمان بالاشتراك مع شريكتها الألمانية (أولدينبورج إنيرجي جروب) سيارة كهربائية أنيقة تحت اسم (إي3 إلكتريك كار) يمكن تصنيفها في فئة (السيارات الليموزين الكهربائية) الفخمة بسبب أناقة تصميمها واعتمادها الكامل على محرك كهربائي مغذّى بسلسلة من بطاريات الليثيوم آيون ويمكن شحنها من أي مفتاح منزلي. وبالرغم من أن الشركة الألمانية متخصصة في إنتاج الطاقة الكهربائية والطاقات البديلة، إلا أنها فضلت دخول سباق بناء وترويج السيارات الكهربائية، وهي الصناعة التي أصبحت تستأثر باهتمام مئات الشركات العالمية بما فيها تلك التي دخلت السوق حديثاً. وبالرغم من الأزمة المالية والاقتصادية التي يعيشها العالم، إلا أن معرض هانوفر استقطب خلال يومين من افتتاحه أعداداً كبيرة من الزوّار، بما يعكس الاهتمام العالمي الكبير بتقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول توليد الطاقات البديلة ومكافحة التلوث وتسخن الأرض. وتسابقت دول العالم المنتجة لهذه التكنولوجيات إلى هانوفر؛ ومن ذلك مثلاً أن الصين وحدها تمثّلت فيه من خلال 480 شركة مهتمة بهذه الصناعات المتقدمة