الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الجبل الأخضر.. رحلة الصيف والشتاء

26 فبراير 2018 13:15
يهواه عُشاق الهدوء، الباحثون عن الاسترخاء بعيداً عن ضوضاء المدن وصخب أضوائها، حيث العودة إلى أحضان الطبيعة، وأخذ قسطٍ من الراحة وسط دعوات إلى إمتاع العيون برؤية المناظر الخلابة، عبر رحلة تستقطب الزوار، خاصة هواة السفر بالسيارة، إذ يبعد ساعتين من مطار مسقط الدولي أو 5 ساعات من دبي، يمر خلالها المسافر بين المرتفعات المذهلة ومزارع النخيل والوديان الصخرية والقلاع التاريخية، متتبعاً خطى ديانا أميرة القلوب، عندما زارت الجبل الأخضر في سلطنة عُمان عام 1986. يشهد الجبل الأخضر هذه الأيام إقبالاً كبيراً من السياح الخليجيين، خاصة أبناء الإمارات.. ومن هذا المنطلق، زاد اهتمام الحكومة العُمانية بالمنطقة، فمهدت الطرق وزودتها بالمرافق والخدمات، ووفرت لها الأمن والسلامة، وشجعت على إقامة المنشآت السياحية سعياً إلى زيادة الإقبال على زيارة المكان، الذي يتمتع بمقومات، تجعله مؤهلاً ليكون وجهة عالمية للسياحة الشتوية والصيفية، وتصدر أجندة الباحثين عن البرامج التي تتميز بروح المغامرة، وفي الوقت نفسه السكينة والهدوء على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر... ومن بين تلك المنشآت يشرع «أنانتارا» الجبل الأخضر أبوابه على كنوز الثقافة وروائع التراث، من خلال قلعة عصرية مصممة على طراز معماري يعزف لحن الأصالة، من خلال تناغم ديكورات مجموعة غرف وفلل، تقف بثبات على الوادي الباهر أو الحدائق الوارفة، كل منها عنوان للفخامة، تجسده لمسات الأثاث العماني، فمنها 82 غرفة تغلق على ساكنيها تلقائياً، كأنها تعزلهم عن كل ما «يعكر صفو حياتهم»، و33 فيلا تحملهم على بساط الرفاهية، إلى خدمات مميزة، منها حوض سباحة على المنحدرات أو وسط الحدائق. ترحيب بالضيوف: من لحظة الوصول إلى الجبل الأخضر، ترتسم الابتسامة على أفراد الأمن عند بداية خط الصعود، وخلال ترحيبهم يتأكدون من إجراءات الأمن والسلامة، ثم يرفعون حاجز المرور، وكأنهم يطلقون صفارة التشويق، حيث يلاحظ السائح مهارة السائق المخضرم في سلك الدروب الصعبة، فيطمئن ولا يشغل باله بمسار السيارة، وهي تصعد عالياً إلى القمة، ثم تنحدر إلى أسفل، وينشغل بمشاهدة الطبيعة ويكثر من توجيه الأسئلة إلى «السائق المرشد»، الذي درس المكان جيداً وعرف عنه كل كبيرة وصغيرة، حيث يستغرق الوصول إلى منطقة الفنادق أكثر من 60 دقيقة، يتخللها حديث الزوار عن الفرق بين صخب الحياة وهدوئها، ثم ينتقل طرف الحديث إلى من يدعي علم الفلك، أو معرفته بما تقول الأبراج عن شخصيات أصحابها، وسط جرعة مزح وضحك ترنو إليها النفس.. حتى يلفت المرشد الانتباه إلى نقطة النهاية، لتبدأ مراسم استقبال وضيافة لا تتوقف إلى أن يغادر الزائر، متمنياً العودة مرَّة أخرى. وبإمكان زوار الجبل الأخضر من ساكني «أنانتارا» الاختيار من بين ستة مطاعم، حيث يتسنّى للضيوف تجربة المشاوي العربية، أو زيارة أحد المطاعم المجاورة لحوض سباحة على القمة، إلى مطعم مفتوح يقدم الأطباق العالمية. الميزات الأخرى للمكان تتضمن حوض سباحة مترامي الأطراف، مطلاً على حافة المنحدر مع مركز اللياقة البدينة الحديث وملعب تنس و«سبا عالمي»، وبجوهر البيئة العربية يتواصل الترحيب بتقليد الحمام المغربي والتركي القديم مع خمسة أجنحة للمعالجة، ومناطق استرخاء في الهواء الطلق وأحواض سباحة منفصلة للنساء وأخرى للرجال، ويوجد نادٍ خاص للأبناء «من الطفولة إلى الشباب»، يقدم نشاطات ممتعة، بالإضافة إلى أماكن للاجتماعات، وقاعة تحتفي بزوارها عبر فقرات ترفيهية تعلق في الأذهان، خاصة حفلات الزفاف فوق السحاب. ومن الخدمات المتاحة خلال الزيارة، اصطحاب الضيوف لاستكشاف مجموعة واسعة من المنتجات الطازجة المتوافرة بالجبل، خلال مرافقة الطاهي إلى السوق المحلي، وكذلك عقد جلسات تفاعلية لتعليم الطهي. وعند المغادرة، يحصل كل ضيف على شهادة وبطاقة وصفات للمأكولات. ويتعرَّف الزوار على الثقافة المحيطة، والتاريخ والمناظر الطبيعية، والمشي عبر الأودية الغنية بالورد وأشجار الرمان والتين والزيتون البري، والتمتع بالحدائق التي تعبق بشذا الزهور وممارسة اليوجا فوق قمة الجبل، بالإضافة إلى الهبوط من القمم أو تسلقها والرماية وركوب الدراجات الهوائية، وزيارة القرى القديمة التي تجاور الجبال، وسط أجواء باردة ليلاً مشمشة نهاراً خلال الشتاء، إلى معتدلة الحرارة صيفاً، على خلاف الجو الحار السائد بمنطقة الخليج، حيث يجد محبو المشي في الجبال متعتهم أثناء السير بين أشجار الورد والعرعر، وبقايا ماضٍ غابر وقرى هادئة ووديان الأنهار الجافة.. وبمرافقة دليل محلي يستكشف الزائر بحيرات مخفية تحت الأرض في كهوف عميقة، وذلك بالإضافة إلى رحلات تتبع الفراشات لمحبي الطبيعة مع الدليل المتمرس. وبفضل وجود مدربين مؤهلين يمكن للضيوف من جميع الأعمار الوصول إلى سفوح الجبال بوساطة «الكابل الفولاذي» الممتد على طول الجرف، حيث يمكن التقاط الصور الاحترافية، كما يستطيع محبو الإثارة النزول بالحبال على الصخور لعيش تجربة لا تنسى. وبعد التمتع بكل ذلك يمكن للضيوف تناول الطعام عند حافة الجبل، أو نقطة ديانا «أميرة القلوب»، حيث تم إطلاق هذا الاسم بعد زيارة أميرة ويلز هذه المنطقة في نوفمبر 1986، ويتم تزيين المكان بالشموع، وبالتالي يمكن الاستمتاع بوجبة طعام في جو خاص. تصميم المكان: تم تصميم «أنانتارا» من قبل المهندس المعماري الفرنسي المغربي لطفي سيدي رحال من شركة «أتيليه بود» الشهيرة بانسجام التصميم المعماري والتصميم الداخلي والحدائق، حيث يعكس المكان الخلفية الغنية بالثقافة المتنوعة، وقبل الشروع في التصميم استغرق لطفي وفريقه وقتاً طويلاً في سبيل استكشاف المنطقة المحيطة وقاطنيها والجبال، وقاموا بزيارة القرى المهجورة، وذلك ليغمروا أنفسهم في الثقافة. مركز للتجارة: ومدينة نزوى التي يطل عليها الجبل الأخضر كانت قديماً مركزاً مهماً للتجارة والدراسات الإسلامية، وهو ما يلاحظه الزوار خلال مشاركتهم في الحياة اليومية لسكانها أثناء زيارة السوق لشراء الخناجر العمانية المنقوشة ببدائع النقوش والمزينة بالفضة، والتعجب من فن الهندسة القديمة الظاهر في قرية بركة الموز التي تم تسجيلها ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©