السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاكم جاكرتا... هل يخوض انتخابات الرئاسة؟

16 فبراير 2014 23:02
بينما تخوض الحافلة التي كان يستقلها جوكو ويدودو أحد الشوارع التي غمرتها المياه لدخول واحد من الأحياء الفقيرة في جاكرتا، يقول حاكم المدينة إنه لا يتعجل الترشح لمنصب وطني: «إنني لا أفكر في الأمر»، هكذا قال. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ويدودو هو المرشح السياسي الأكثر شعبية والأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يوليو القادم. لكنه لا يملك اتخاذ القرار: فبمقتضى النظام الانتخابي لأندونيسيا، فإن الأحزاب السياسية الرئيسية فقط هي التي يمكنها تقديم مرشحين على القائمة. أما المرشحين المستقلين فلا يحق لهم الترشح. وبالنسبة لويدودو، فإن صاحب القرار في هذا الشأن هو الرئيسة السابقة ميجاواتي سوكارنوبوتري، التي ترأس حزب المعارضة التي ينتمي ويدودو إليه. ولأنها خسرت في الدورتين السابقتين للانتخابات، فإنها راغبة في التنحي لإفساح المجال لحاكم جاكارتا الذي يتمتع بشخصية جذابة قد تؤدي إلى تحقيق فوز في السباق الرئاسي، كما يعترف ويدودو بوضوح. ثم يضيف: «إنني أركز اهتمامي على البقاء حاكما لجاكرتا. إذا ما أردتم معرفة من سيكون المرشح، اسألوا السيدة ميجاواتي». وبينما يتكهن النقاد حول ما تفكر به ميجاواتي، بما في ذلك تعيين ويدودو في منصب نائب الرئيس، فإن هذه السيدة التي كانت تعمل سابقاً في تجارة الأثاث، تشحذ سمعته كسياسي محتمل في جاكرتا، المدينة الكبيرة التي تضم 20 مليون مواطن. ويركز ويدودو، الذي انتخب في عام 2012، على معالجة المشاكل التي تعاني منها جاكرتا، مثل الفقر وأزمة المرور والمستوى المعيشي للسكان، وهي سياسية خدَمته كثيراً في عمله السابق كعمدة لسولو ، المدينة الصغيرة في وسط جاوة. وفي الشهر الماضي، نشرت جريدة «كومباس» اليومية استطلاعاً للرأي، بلغت نسبة التأييد فيه لويدودو 44 بالمئة، أي أكثر من النسبة الممنوحة لكافة المرشحين المحتملين مجتمعين. وجاء برابوو سوبيانتو، وهو جنرال متقاعد في الجيش، في المرتبة الثانية بنسبة 11 في المئة. أما ميجاواتي، التي شغلت منصب الرئيس خلال الفترة من 2001 إلى 2004، فحصلت على 6 في المئة. وتجلت شعبية ويدودو عندما ترجّل من الحافلة التي يستخدمها لزيارة الأحياء الفقيرة في جاكرتا، حيث تقدَّم المئات من السكان لمصافحته وسط هتافات باسم «جوكوي» كما هو معروف. كما عكف مساعدوه على تدوين شكاوى السكان حول أسعار اللحم وارتفاع قيمة الإيجار في المساكن الشعبية. وبعد استراحة لأداء صلاة الظهر في أحد المساجد، وسط حشد من الرجال الذين يرتدون العباءات الملونة، صعد ويدودو إلى سيارة رياضية سوداء. ورغم رطوبة الطقس، فإنه لم يشغل أجهزة التكييف. وبينما كان يقوم بتوزيع الدفاتر على الأطفال، كان بعض العمال في مكان قريب يفرغون القمامة من إحدى الشاحنات، حيث انتشرت رائحة النفايات العضوية في الهواء. وفي أحد الأبنية السكنية المتداعية المقامة بجانب قناة تفيض بالروائح الكريهة، شكا السكان من ارتفاع متوقع في أسعار الإيجار. وعند عودته إلى الحافلة، أشار ويدودو إلى أن المدينة بإمكانها تقديم التمويل اللازم لإدخال بعض التحسينات؛ مثل الصرف الصحي وتوفير إضاءة أفضل، بينما تحافظ على أسعار الإيجارات... لكنه لم يلتزم بتسوية نهائية. «سوف أدعو الإدارة إلى مكتبي ونناقش التوصل إلى اتفاق». إن الملف الشخصي لويدودو والزخم الذي يحظى به، يجعلان منه قوة فاعلة في السياسة الوطنية، كما قال أنيس باسويدان، رئيس جامعة بارامادينا في جاكرتا. وفي نهاية الأمر، كما يتوقع، فإن ميجاواتي سوف تتنحى ويمكن لويدودو أن يصبح مرشح الحزب. وأضاف الأستاذ الجامعي أن الانتخابات تشير إلى تغيير في الأجيال في السياسة الإندونيسية. فهناك طبقة جديدة وناشئة من الناخبين تتحول ضد مجموعة من السياسيين المسنين الذين برزوا في ظل دكتاتورية سوهارتو وينظر إليهم باعتبارهم فاسدين. وأشار باسويدان قائلا: «هذه الانتخابات لا تدور حول ميجاواتي. إنها لا تتعلق بما يريده شخص، إنها تتعلق بآمال الملايين». ومن المقرر أن يذهب نحو 30 مليون ناخب لأول مرة إلى صناديق الاقتراع هذا العام، بدءاً بإجراء الانتخابات التشريعية في شهر أبريل. لا أحد يتذكر حكم سوهارتو أو الفوضى التي عمت البلاد عقب الإطاحة به في عام 1998؛ إنهم لا يشاركون آباءهم الحنين إلى الاستقرار والأمن، وهو الحنين الذي ساعد الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو، وهو جنرال متقاعد، على الفوز في الدورتين السابقتين للانتخابات. وبدلا من ذلك، فهم يريدون تحسين الأحوال المعيشية، ووضع حد للفساد السائد في إندونيسيا، ورواتب أفضل للموظفين. وهذا هو المكان الذي يتمتع فيه المسئول البارز في جاكارتا بأفضلية. «ويدودو ينظر إليه كرجل قادر على اتخاذ إجراءات، وعلى تنفيذ قراراته»، حسبما ذكرت ناتاليا سويباججو، المديرة التنفيذية بمركز دراسة الحوكمة بجامعة إندونيسيا. وبينما كان ويدودو يسلم الدفاتر لأطفال المدارس الفرحين، أصرت أسبيا، وهي أم لثلاثة أبناء، على وجوب ترشح ويدودو للرئاسة. وأوضحت: «إنه يأتي إلى هنا ويتحدث إلينا. أما الآخرون فلا يأتون إلى هنا مطلقاً. إنه جاد في مساعدتنا، إنه لا يتكلم وحسب». ومن ناحية أخرى، قال وزير التجارة الإندونيسي، جيتا ويرجاوان، إنه استقال من منصبه للتركيز على حملته للفوز بترشيح «الحزب الديمقراطي» الحاكم لانتخابات الرئاسة. وهذا المصرفي السابق يأتي ضمن عشرة مرشحين يتنافسون على الفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة، لكن فرصه تتراجع في استطلاعات الرأي. ومن المتوقع أن يخوض المنافسة أيضاً دهلان اسكان، وزير الدولة لشؤون الشركات، وقطب الإعلام، وسيتطلب ذلك إجراء تعديل وزاري محدود في نهاية هذا الأسبوع. ‎جيفري هوتون جاكارتا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©