نور الشريف: شخصيتي في الدالي لا علاقة لها بأي وزير

على شاشة رمضان هذا العام يرتدي نور الشريف ثوب رجل الأعمال ووزير الإسكان ليقدم دراما اجتماعية ترصد المتغيرات المتلاحقة في الفترة بين عامي 1956 و1979 من خلال مسلسل ''الدالي'' الذي تبثه عدد من الفضائيات العربية طوال الشهر الكريم· فماذا قال عن المسلسل؟ ؟ من هو ''سعد الدالي''؟ ؟؟ سعد الدالي رجل الأعمال والوزير في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ويمتلك مجموعة اقتصادية ضخمة ويتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة، وأثناء ذلك نتعرف على شخصيته الحقيقية من خلال كلام الناس عنه ونجد صورته متعددة الأشكال، فهو طيب وشرير ومحب للخير ومتورط في أعمال منافية ويقف بجوار بعض الناس في الوقت الذي يعمل على تدمير آخرين· والمشاهد سيظل في حيرة حتى آخر حلقة حيث تقع بعض الأحداث التي تغير مجرى المسلسل· ؟ ما الذي جذبك الى العمل؟ ؟؟ عندما عرض عليّ المنتج محمد فوزي الفكرة التي كتبها وليد يوسف أعجبتني لأن شخصية ''الدالي'' مغرية لي كممثل يحب الأدوار الصعبة، وهو دور صعب لأنه رجل يعاني الظلم والفقر والقهر، ولكنه يصبح من أهم رجال الأعمال ويتم اختياره وزيرا ولم يصل إلى هذا إلا بعد رحلة مليئة بالمواقف والمتغيرات التي تطرأ على الشخصية· ؟ يتردد أن شخصية ''سعد الدالي'' حقيقية؟ ؟؟ شخصية سعد الدالي ليست حقيقية بل من وحي خيال المؤلف وليد يوسف، وتدور أحداث المسلسل بداية من عام 1956 وحتى 1979 حول رحلة صعود لصبي من الصعيد أكل الفقر عظامه جاء للقاهرة وبداخله حلم أن يصبح مهندسا وعندما تقدم للحصول على الإعفاء من المصاريف في الجامعة طلبوا منه ''شهادة فقر'' لم يستطع الحصول عليها رغم فقره الشديد فهاجر الى الخارج للحصول على الشهادة وبعد سنوات عاد وهو يحمل الشهادة والثروة والمال وحلم محاربة الفقر وتكوين اسرة كبيرة ويدخل في صدامات كثيرة· ؟ تردد أن المقصود بالدالي قصة حياة أحد الوزراء المعروفين؟ ؟؟ لا يوجد تعمد للاقتراب من حياة وزير بعينه لكن الأحداث تتلامس مع شخصية الوزير كشخصية عامة دون أن يكون هناك تحديد أو اقتراب من شخص بعينه، ولا أعرف من وراء الربط بين أحداث المسلسل وأحد الوزراء، كما أن أحداث المسلسل تبدأ وتنتهي في السبعينات في عصر الرئيس السادات، وهناك الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال ''فلاش باك'' عن حياة سعد الدالي منذ ان كان صبياً فقيراً حتى أصبح من الأغنياء عن طريق الكفاح، والمحور الرئيسي هو البحث عن الحقيقة والوهم الذي يعيشه الانسان في ان الامان في الحياة بوجود المال· أنا وابنتي ؟ تشاركك البطولة ابنتك ''مي'' في المسلسل هل كنت وراء ترشيحها؟ ؟؟ مي كانت لها تجربة في التمثيل وهي صغيرة عندما شاركتني أنا وبوسي فيلم ''الحكم آخر الجلسة''، وبعدها تفرغت تماما لدراستها حتى حصلت أخيرا على بكالوريوس الإعلام من الجامعة الأميركية، والتمثيل بالنسبة لها هواية، ولم ارشحها بل اختارها المخرج يوسف شرف الدين ووافقت ولكن كانت لي شروط أهمها أن تنقص وزنها ليكون مناسبا للشخصية، ولم أتعامل معها بأي تمييز في الكواليس لكنني عاملتها مثل كل الوجوه الشابة في المسلسل، وليس عيبا أبدا أن تأخذ فرصتها، وتثبت نفسها والجمهور هو الذي سيحدد مصيرها في التمثيل· ؟ وهل تدخلت في اختيار بقية الأبطال؟ ؟؟ ليس تدخلا بحيث أجور على حق المخرج في اختيار فريق العمل، لكنني أحب أن اشعر بأن كل ممثل في دوره المناسب ولهذا تتم الاختيارات بالتشاور بيني وبين مخرجي أعمالي· وفي مسلسل ''الدالي'' كل الاختيارات في رأيي موفقة· ؟ ماذا عن الوجوه الجديدة التي قدمتها في المسلسل؟ ؟؟ في كل عمل اقدم وجوها جديدة وهذا من مسؤولياتي كفنان وقدمت في هذا المسلسل اربعة مذيعين يمثلون لاول مرة وهم دينا فؤاد من قناة ''الحرة'' وعمرو يوسف من ''روتانا'' وإيناس كامل من ''المحور'' ومحمد فوزي من'' النيل الدولية''، إلى جانب عدد كبير من الشباب منهم أيتن عامر وأحمد يوسف وأحمد صفوت· ؟ هل تحرص على عرض اعمالك في رمضان؟ ؟؟ لا يهمني عرض اعمالي في رمضان والتسابق على العرض في رمضان كموسم وحيد كارثة تسببت فيها وكالات الاعلان لأن العام كله اصبح يخلو من المسلسلات المهمة بالرغم من ان جيلنا حقق نجوميته من خلال تواجده طوال العام على الشاشة وليس في رمضان فقط كما يحدث الآن، ومسلسل مثل ''القاهرة والناس'' كان يذاع طوال العام ولذلك حقق لكل العاملين فيه الشهرة والنجومية، وأتمنى ان يعود هذا النظام لان هناك مواسم للمشاهدة التليفزيونية كانت تتفوق على شهر رمضان منها الشتاء مثلا· ؟ استعجال النجوم المصريين دخول سباق رمضان أدى الى تفوق الدراما السورية؟ ؟؟ التفوق له سبب واحد هو عقل المخرج ووجهة النظر الفنية والموضوعية، وغير صحيح ان الدراما السورية التاريخية مثلا تفوقت بسبب الامكانيات والانتاج الضخم لأن هناك اعمالا مصرية في هذا الاطار تكلفت اكثر من الأعمال السورية ورغم ذلك لم تحقق النجاح، ومن الظلم ايضا ان نسلم بفكرة التفوق السوري المطلق لأن هناك الكثير من الأعمال السورية دون المستوى· ؟ ما رأيك في قرار التليفزيون المصري عدم عرض الأعمال الدرامية العربية على شاشته؟ ؟؟ أرفضه شكلا ومضمونا، فهذا القرار يشعر الأشقاء العرب بأنهم مضطهدون فى مصر، وطالبت عدة مرات بإلغائه واتاحة الفرصة لعرض كافة الأعمال حتى لا تتعرض الأعمال المصرية لقرارات مماثلة بمنع عرضها فى الدول العربية· ؟ بعد فيلم ''عمارة يعقوبيان'' ابتعدت عن السينما؟ ؟؟ لدي عدة سيناريوهات تحمست لها لكن المشكلة أن شركات الإنتاج لا ترحب بها لأنها ليست أفلاما تجارية وربما لو كنت اخترت أعمالاً خفيفة ومسلية لأنتجتها الشركات فورا لكنني في مرحلة أريد فيها تقديم موضوعات تشغلني كفنان، ويراها المنتجون لا تصلح للسينما في الوقت الحالي وهذه معاناة أعيشها ولا أجد لها حلاً خاصة أن العمر لم يتبق فيه الكثير، لأؤجل ما أريد عرضه، ولكن لا يوجد شيء بيدي لأفعله ولا أجد أمامي سوى الانتظار· ؟ لماذا لا تنتج الأفلام بنفسك خاصة أنك تمتلك شركة إنتاج وكانت لك تجارب إنتاجية سابقة؟ ؟؟ لو كنت أملك إنتاج هذه الأفلام بنفسي ما ترددت لحظة، لكن الإنتاج الآن لم يعد فيه مجال للمنتج الفرد، فهناك شركات إنتاج كبرى وأي فيلم يكلف الملايين والوضع اختلف عن زمان عندما كنت أستطيع إنتاج أفلامي بنفسي· ؟ هل تشعر بالتشاؤم تجاه مستقبل السينما في مصر؟ ؟؟ ليس تشاؤما لكنني اشعر بالقلق والخوف على السينما؛ لأن السينمائيين الشباب الجادين الذين يريدون تقديم رؤية مختلفة تعبر عن وجهة نظرهم فيما يحدث حولهم لن يجدوا التمويل اللازم لأفكارهم وأحلامهم، لأن تركيز الإنتاج السينمائي منذ أكثر من سبع سنوات ينصب على نوعية الأفلام الخفيفة والكوميدية فقط مع استثناءات قليلة، ولست ضد الأفلام الخفيفة والمسلية لكنني ضد تقديم وجبة سينمائية واحدة للجمهور، بل هناك أمر خطير لا ينتبه له الكثيرون وهو أن التركيز على إنتاج الكوميديا أكثر من غيرها سيستهلك الكوميديانات أنفسهم في سنوات قليلة خاصة أنهم يجدون صعوبة في العثور على سيناريوهات جيدة وأفلامهم تتراجع لوجود أزمة في المؤلفين الموهوبين في الكتابة الكوميدية وهي أصعب كثيرا من التراجيدية، أي أن ما يحدث الآن ليس في مصلحة أحد ولابد أن يكون هناك تغيير في تفكير جهات الانتاج لتقديم نوعيات سينمائية مختلفة· ؟ متى تراودك فكرة الاعتزال؟ ؟؟ الاعتزال أمر واقع يفرضه التقدم فى العمر على الفنان بحيث لا يستطيع مواصلة العمل مثله مثل أي كائن آخر لكن العمر ليس السبب الوحيد وانما هناك حكم أكثر قسوة يفرض على الفنان الاعتزال ويتمثل فى اكتشافه أن موهبته نضبت ولم يعد لديه جديد يقدمه·