أسماء الله الحسنى(الحَــــــي)

من قال يا حي يا قيوم 40 مرة بين أذان الفجر والإقامة أحيا الله قلبه فلا يمرض، وذلك ببركة اسم الله الحي الذي لا يصيبه موت ولا فناء ولا زوال· وتقول د· أمال يس -أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات العربية والاسلامية بالقاهرة: الحي اسم من أسماء الله تعالى الحسنى ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الجامع لهذه الأسماء وورد في اكثر من موضع في القرآن الكريم منها قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (البقرة: 255) وقوله تعالى أيضا: (وعنت الوجوه للحي القيوم) (طه: 111)، وقوله -جل شأنه: (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (الفرقان: 58)· فهذه الآيات تشير الى انه تعالى حي له صفة القيومية، أي هو الحي الدائم الذي لا يصيبه موت أو فناء أو زوال، وهو قيوم لكل شيء، بمعنى القائم بأمر السموات والارض بما فيهن من مخلوقات وموجودات، والقائم على أمر هذا كله لابد ان يكون حيا قادرا يهب الحياة لكل موجود ومخلوق وهي مهما طالت لها قدر معلوم (لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، فالكل سوف يلحقه الموت فيما عداه جل شأنه الحي القيوم والذي قال عن نفسه: (هو الحي لا إله إلا هو) (غافر: 65)· وتضيف د· أمال: والحي هو الفعال المدرك، وما لا فعل له أصلا ولا إدراك فهو ميت، وأقل درجات الإدراك أن يشعر المدرك بنفسه، فما لا يشعر بنفسه فهو الجماد والميت، والحي الكامل المطلق هو الذي تندرج جميع المدركات تحت إدراكه وجميع الموجودات تحت فعله حتى لا يخرج عن علمه مدرك ولا عن فعله مفعول، وكل ذلك لله تعالى وحده الحي المطلق الذي لا يموت، وكل حي سواه حياته بقدر إدراكه وفعله وكل ذلك محصور في قلة، بينما إدراك الله لنفسه ولغيره دائم أبدي أزلي، ثم إن الأحياء يتفاوتون ومراتبهم بقدر تفاوتهم مثل مراتب الملائكة والانس والبهائم· وتوضح د· أمال أن لهذا الاسم معاني عدة منها: الحي الباقي الذي لا يفنى والمتفرد بالألوهية، والحي الذي لا يزول ولا يحول، والحي المدبر للأمور والمقدر للاشياء، والحي ايضا هو الحي في نفسه الذي لا يموت ابدا، وقد اختص الله تعالى نفسه بصفة الحياة في قوله: (وتوكل على الحي) اشارة الى أن الحي ولا حياة على الدوام إلا له سبحانه وتعالى دون الأحياء المنقطعة حياتهم فإنهم إذا ماتوا ضاع من يتوكل عليهم، لكن الله سبحانه وتعالى هو الحي الدائم الباقي الذي لا يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم، فهو القائم بذاته على تدبير ملكه وخلقه·