الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوحدة يحسم «الكلاسيكو» بـ «القوة الرباعية» أمام «قلة حيلة» العين

الوحدة يحسم «الكلاسيكو» بـ «القوة الرباعية» أمام «قلة حيلة» العين
17 فبراير 2014 11:25
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي دبي (الاتحاد) - بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. كان أداء الوحدة مقنعاً أمام العين في «الكلاسيكو»، وذلك في مواجهة «الفوضى التكتيكية» في صفوف «الزعيم»، حيث لعب حامل اللقب في غياب الثلاثي عمر عبدالرحمن وهلال سعيد وبروسكو، وهو ما أفقد الفريق لاعباً رابعاً، هو الغاني أسامواه جيان، الذي لم يجد التمريرات الحاسمة في مناطق الخطورة، فلم يظهر بمستواه المعروف، خاصة أنه خضع لرقابة شديدة من حسين فاضل أحد نجوم المباراة. وظهرت «قلة الحيلة» في أداء العين، حيث اتسم الأداء بكثرة اللعب العرضي السلبي، فكانت التمريرات مقروءة من لاعبي «العنابي» دون وجود مفاجأة ودون تأثير إيجابي على الأداء، خاصة أن الإسباني كيكي فوريس، مدرب العين، لم يملك القدرة على اختيار العناصر البديلة للغائبين، كما لم يجد الحلول الخططية المناسبة لمواجهة تفوق الوحدة، وأيضاً افتقد القدرة على التحفيز النفسي للاعبين. ولعب العين المباراة بطريقته المعروفة 4- 2- 3- 1 مع تعويض «عموري» بشقيقه محمد عبدالرحمن، وأحمد الشامسي بدلاً من بروسكو ودياكيه بدلاً من هلال سعيد، لكن البدلاء كانوا أقل كثيراً من الغائبين الذين يملكون القدرة الأكبر على دعم المهاجمين، وهو ما لم يكن موجوداً أمام الوحدة، وكذلك كان الدفاع «هشاً» على المستويين الفردي والجماعي، مع كثرة الأخطاء. لم يمارس المدافعون الضغط على لاعبي الوحدة أصحاب القدرات المتميزة مثل دياز وتيجالي وإسماعيل مطر ومحمد الشحي؛ لذلك أبدع لاعبو «العنابي»، وأظهروا قدراتهم الجيدة، لأن الضغط الدفاعي يحد من قدرات اللاعبين الهجومية، في ظل تضييق المساحات، وعدم منح اللاعب الزمن الكافي لتهيئة نفسه للتسلم والتمرير أو المرور، وهو ما كان ينفذه لاعبو العين في الموسم الماضي بنجاح كبير. وكانت مشاركة هزاع سالم في الجهة اليسرى، استمراراً للخطأ الذي يرتكبه كيكي؛ لأن اللاعب لا يجيد اللعب بالقدم اليسرى، ولذلك فهو لا يساند هجومياً في هذه الجبهة، وذلك في غياب التكوينات الهجومية من العمق، التي يدعمها دائماً عمر عبدالرحمن، في حين لم يتمكن رادوي ودياكيه من الربط بين المدافعين والمهاجمين، خاصة أن تحرك الثلاثي أحمد الشامسي ومحمد عبدالرحمن وياسين الغناسي لم يكن بالشكل الذي يسبب الإزعاج لمدافعي الوحدة في ظل البطء الشديد. ولعب الوحدة بالطريقة نفسها 4- 2- 3- 1، لكن المدرب البرتغالي بيسيرو قام بتعديل مراكز اللاعبين، حيث يلعب إسماعيل مطر في الجهة اليسرى، ومحمد الشحي في الجهة اليمنى ودياز في القلب خلف تيجالي، وبالفعل نجح الرباعي على المستويين الفردي والجماعي لتشكيل قوة هجومية كبيرة على مدافعي العين، مثلما فعلوا من قبل أمام مدافعي بني ياس من خلال الاستحواذ وتغيير إيقاع اللعب. وأدى مدافعو الوحدة الواجبات بشكل جيد، سواء من خلال الرقابة أو الضغط واستخلاص الكرات المشتركة، وعمل التغطيات المتقاطعة، وهو ما جعله يبطل مفعول مهاجمي العين، خاصة بعد تميز حسين فاضل في مراقبة أسامواه جيان، والفوز بكل الكرات العالية والأرضية من خلال تفاهم واضح بينه وبين عيسى سانتو، وهو ما أسهم أيضاً في عملية بناء الهجمات من الخلف بشكل جيد وبوعي كبير ومهارة عالية. وكانت تحركات دياز ومهارته في الوسط من أهم عوامل تفوق الوحدة، حيث قاد اللاعب عملية الاستحواذ وبناء الهجمات وتغيير إيقاع اللعب، وأسهم ذلك في تميز تحركات مطر والشحي وتيجالي وعادل هرماش وتوفيق الحوسني، كما برزت شخصية بيسيرو في إعداد فريقه للمباراة الكبيرة، وهو ما انعكس على تماسك خطوط الفريق طوال المباراة بتوازن دفاعي وهجومي كبير رغم الجمع بين مطر ودياز. وكان أسامواه جيان مضطراً للسقوط لنصف الملعب كثيراً لتسلم الكرة، وهو ما أفقد هجوم العين الخطورة في الأمام، على عكس تيجالي المهاجم الخطير الذي لعب في عمق دفاعات العين، وأجاد ضربات الرأس والتسلم تحت ضغط كبير، وهو ما ظهر في الهدف الرائع الذي سجله من خلال قدرة خاصة على التسلم والتمويه والتسديد المتقن، وفي المجمل لعب «العنابي» مباراة خططية من طراز رفيع. وكانت تدخلات كيكي أثناء المباراة غير مؤثرة، وذلك عندما دفع باللاعب محمد فايز بدلاً من محمد أحمد، ونقل هزاع إلى الظهير الأيمن ليلعب فايز في الجهة اليسرى، وهو تغيير «مجاني» لتصحيح وضع كان يجب أن يكون من البداية، ثم لعب أحمد برمان بدلاً من محمد عبدالرحمن دون مبرر فني مقنع، وهو ما لم يغير في طريقة اللعب أو شكل الأداء شيئاً في ظل تفوق الوحدة. وفي المقابل كانت تبديلات بيسيرو أفضل كثيراً، حيث لعب سالم صالح بدلاً من إسماعيل مطر بعد 75 دقيقة، من أجل تجديد الدماء، ثم أشرك زايد الكثيري بدلاً من دياز في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع بعد أن بذل الثاني جهداً كبيراً، وكانت المباراة انتهت لمصلحة الضيوف على حساب أصحاب الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©