فقط في دورينا، يفقد الفريق كل الألقاب، كل البطولات، وكل ما كان يشغل باله من منافسات، وبعدها يبدأ في التغييرات والتعاقدات والصفقات، ويسافر بعدها لمعسكر قصير لمزيد من التركيز والتحضير، قمة النظام!.
فقط في دورينا، يطلب أحد المدربين شبه الناجحين بعض اللاعبين، فيتفاجأ بوجود مدرب أو مستشار فوق رأسه، يجلس على المنصة ويراقب عمله، قمة الثقة!
فقط في دورينا، يتحدث أحد الجماهير بحرقة عن حال فريقه، من دون قذف أو إهانة، فيجده نفسه من دون مقدمات في مركز الشرطة، قمة الهدوء!
فقط في دورينا، يبحث الملاحقون والمبتعدون عن سر تميز المتصدر، وسر قوة صاحب المركز الأول، يتعبون من معاناة البحث عن أسرار ذلك المنافس، ويكتشفون بعدها أنهم نسوا أنفسهم وفرقهم، راح الدوري.
فقط في دورينا، تتورط الإدارة في أحد المدربين بسبب الميزانية، وتصبر على مدربها مجبورة ومكسورة، ينتصر الفريق ويبقى المدرب وتصمد الميزانية، قمة الاستراتيجية!
فقط في دورينا، يرحل المدرب فينكشف الفريق، تتأزم النتائج، ويتراجع المستوى، يتراشق المسؤولون، ويُقال الإداري، يتغير الأجانب، ويضيع مفتاح «الباص»، والسؤال البريء ماذا لو لم يأت هذا المدرب أساساً؟
فقط في دورينا، يعيش المدربون والإداريون في كل أسبوع على أعصابهم، ليس لأنهم سيقالون، وليس بسبب وجود اجتماعات دورية وجلسات تقييمية، بل بسبب اجتماع لجنة مرعبة اسمها الانضباط .
وأخيراً فقط في كرتنا، يفوز المدرب، ويأتي بالبطولات والألقاب، ويفتح الباب له للاستقبالات والمكرمات، ومن أول معسكر ينسون كل شيء، حتى الصورة التذكارية، ويصبح وحيداً يعاني غربة المعسكر وقسوة المناخ، قمة الحب!
من الآخر
ما كتب في هذه المقالة، قد يكون مفهوماً أو غامضاً أو قد يكون مقبولاً أو مستنكراً أو قد يصبح مجرد خيال قلم يعشق «الفبركة» أو حقيقة كاتب يرفض سماع الواقع وتداوله ليسرده على شكل ألغاز، وقصاصات غامضة وسطور مبهمة.
الهدف ليس التشهير أو الشماتة أو حتى التعبير عن الرأي، بل هي حقائق لم نعرف بعد كيف نكشفها كاملة، فنضطر لأن نخرجها هكذا، فالشارع الرياضي يتقبل النقد، والإدارات تتفاعل مع الحقائق بإيجابية، والمشجع يرحب بنقل الصورة كاملة، حتى لو كانت على حساب سمعة ناديه، فنحن نحب الصراحة، نحبها جداً.
عمران محمد | Omran.admedia@live.com
عدد اليوم
