تحرك أميركي فرنسي بريطاني لإدانة حكومة بورما

وزعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع بيان يدين ''القمع العنيف'' من قبل السلطة الحاكمة في بورما ضد المتظاهرين، فيما سعى المجلس العسكري الحاكم في بورما (ميانمار) إلى تهدئة الضغط الدولي بعرضه إجراء محادثات مشروطة مع المعارضة· بينما انطلقت في عدد من العواصم العالمية تظاهرات في إطار يوم احتجاجي على الحكومة البورمية· ويدعو مشروع البيان غير الملزم والذي يحتاج توافقا بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر-إلى حوار ''بدون شروط'' بين الحكومة وزعيمة المعارضة في بورما أونج سان سو كي، مدينا ''استخدام القوة ضد شخصيات ومؤسسات دينية''، ويطالب ''بتعداد كامل للمعتقلين والمفقودين والقتلى'' على إثر المظاهرات الأخيرة التي شهدتها البلاد، داعيا إلى ''الإفراج فورا عن الموقوفين وتمكين الجرحى من الحصول على الخدمات الطبية المناسبة''· ووزعت الدول الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن مشروع البيان بعد استماع المجلس إلى تقرير موفد الأمم المتحدة إلى بورما إبراهيم جمبري حول مهمته· وجاء في نص مشروع القرار ان ''مجلس الامن يدين القمع العنيف من قبل حكومة بورما ضد تظاهرات سلمية مع استخدام القوة ضد شخصيات ومؤسسات دينية''· وصرح جمبري للصحفيين ان هناك توافقا بين اعضاء مجلس الامن بان الوضع الراهن في بورما ''غير مقبول وربما غير واقعي''· كما اشار الى ان معنويات زعيمة المعارضة اونج سان سو كي كانت مرتفعة عندما التقاها في بورما· وقال ''اعتقد الان انها ترغب في اغتنام هذه الفرصة للدخول حقا في حوار مع السلطات''· وقالت واشنطن على لسان سفيرها في الامم المتحدة زلماي خليل زاد انه من الممكن فرض عقوبات جديدة على بورما· وقال خليل زاد ان ''الولايات المتحدة مستعدة لأن تقترح على مجلس الأمن الدولي قرارا يفرض عقوبات'' معتبرا انه من الملح ان يعود جمبري الى بورما ''في اسرع وقت ممكن لمواصلة الجهود الدبلوماسية''· من جهته دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس الى تكثيف الضغوط الدولية على الحكام العسكريين في بورما وفرض عقوبات اشد من جانب الاتحاد الاوروبي وتعهد بتقديم مليون جنيه استرليني (2 مليون دولار) كمساعدات لبورما وقال في اجتماع مع وفد لانصار الديمقراطية من ميانمار في اطار يوم عالمي للاحتجاجات ''اريد ان يفرض الاتحاد الاوروبي المزيد من العقوبات على النظام، اننا لن نتسامح مع الانتهاكات التي وقعت، وعلى جميع قادة العالم التعاون معنا من اجل تحقيق تقدم''· وسعى المجلس العسكري الحاكم في بورما من جهته الى تهدئة الضغوط الدولية وعرض اجراء محادثات على زعيمة المعارضة سو كي، وقدم زعيم المجلس ثان شوي عرضا مقيدا بالعديد من الشروط لاجراء محادثات مع سو كي، واصر على تخلي زعيمة المعارضة عن دعمها لفرض عقوبات على بورما وان تأمر انصارها بوقف المواجهات مع الحكومة· وقال وين مين ''ان هذه اشارة تظهر ان ثان شوي يعترف على الاقل بالدعوات الداخلية والدولية للحوار مع سو كي''· واضاف''، وفي الوقت ذاته فان الشروط التي فرضها شوي غير واقعية اطلاقا، ويبدو ان النظام لا يرغب حقيقة في اجراء محادثات معها''· وفي نفس السياق أطلق المجلس العسكري الحاكم سراح 404 من بين 513 راهبا بوذيا معتقلا، وشهدت أمس عدد من المدن العالمية مظاهرات للتنديد بقمع المظاهرات في ميانمار دعت إليها منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، في كل من آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية·