تأهل النصر إلى دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بعد الفوز على لوكوموتيف الأوزبكي 3-2، في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس باستاد آل مكتوم في تمهيدي البطولة، ليكمل «العميد» المجموعة الثالثة للبطولة إلى جوار الغرافة القطري والأهلي السعودي وسباهان أصفهان الإيراني، وليكمل مقاعد الإمارات الأربعة في سباق المنافسة على اللقب، وجاءت المباراة قوية ومثيرة، خاصة في الشوط الثاني، الذي شهد 4 أهداف من الأهداف الخمسة.
بدأت المباراة بمحاولات من الفريقين لـ «جس النبض»، واستكشاف كل منهما لطريقة لعب الآخر، وهو ما أعطى المباراة طابع الهدوء خلال الدقائق الثلاث الأولى، ولكن لاعب لوكوموتيف جابروف كسر هذا الهدوء بتسديدة قوية مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى أحمد شمبيه في الدقيقة الرابعة، ليعلن عن نوايا فريقه الهجومية مبكراً بحثاً عن الفوز، وهو ما تسبب في زيادة حماس لاعبي النصر مع إحساسهم بقوة الفريق المنافس.
وعلى عكس المتوقع سيطر لاعبو لوكوموتيف على مجريات اللعب خلال الدقائق الأولى بفضل سرعتهم العالية، وقوة الانقضاض على الكرة، والحركة المستمرة لجميع اللاعبين، في كل أرجاء الملعب، في حين ظهر الارتباك على أداء «العميد»، خلال هذه الفترة في ظل تباعد الخطوط، والفراغ الذي تركه غياب حبيب الفردان، الذي فضل زنجا الإبقاء عليه بين الاحتياطيين في ظل حالة الإجهاد التي يعاني منها، بعد أداء مهمته مع المنتخب الوطني في مباراة فيتنام والعودة متأخراً من هناك.
أظهر الفريق الأوزبكي وعيا كبيرا في التحركات الدفاعية والهجومية، وتفوق لاعبو خط الوسط بدرجة كبيرة في منع النصر من بناء الهجمات من الوسط، وهو ما تسبب في أن تعتمد محاولات «الأزرق» على الشكل الفردي بدرجة أكبر من اللعب الجماعي، وكانت المحاولة الأولى عن طريق يونس أحمد من تسديدة ضعيفة مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى لوكوموتيف في الدقيقة 18.
تحسن أداء النصر بعد ذلك كثيراً، وزادت النزعة الجماعية في الأداء، وذلك مع تحرك ماسكارا ويونس أحمد وبرونو سيزار وموريموتو في الثلث الأمامي بشكل أفضل، وهو ما تسبب في تهديد مرمى الحارس الأوزبكي بافل بوجالو في أكثر من مناسبة، وأمام ذلك اضطر لاعبو لوكوموتيف إلى العودة بكثافة أكبر في الدفاع ليقل تواجدهم الهجومي عما كان عليه مع بداية المباراة.
وفي الدقيقة 28 كانت أخطر فرصة للنصر من ضربة رأس برونو سيزار مرات فوق العارضة بعد كرة عرضية من ماسكارا من جهة اليمين، وفي الدقيقة 30 نجح الياباني موريموتو في إحراز هدف تقدم النصر من تمريرة متقنة لعبها البرازيلي ليما إلى المنطلق من الخلف موريموتو، الذي سدد في الزاوية العليا اليمنى لمرمى بوجالو حارس لوكوموتيف.
وبعد الهدف أصبحت الأفضلية الكاملة للنصر، وأهدر يونس أحمد فرصة إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 33، وسدد ليما كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن في الدقيقة 37 كانت كفيلة بأن تنهي المباراة مبكرا، وذلك وسط سيطرة وتفوق هجومي واضح لمصلحة «الأزرق» على الفريق الضيف، الذي اعتمد بدرجة كبيرة على التسديد من مسافات بعيدة في محاولاته لضرب تماسك الدفاع «النصراوي».
وحاول لاعبو لوكوموتيف عمل شيء قبل نهاية الشوط الأول، فزاد الضغط الأوزبكي باتجاه مرمى أحمد شمبيه على أمل تحقيق التعادل، وسدد اللاعب إيفان ناجيف كرة خلفية مزدوجة رائعة مرت بجوار القائم الأيمن للنصر بقليل في الدقيقة الأخيرة، لينتهي الشوط الأول بتقدم النصر 1 - صفر.
مع بداية الشوط الثاني، استمرت حالة النشاط الهجومي في أداء لوكوموتيف، وقابل لاعبو النصر ذلك بحذر في الدقائق الأولى من هذا الشوط، وضاعت فرصة خطيرة من الفريق الأوزبكي داخل منطقة جزاء النصر في ظل سوء تقدير من مدافعي «العميد» أمام المرمى، وذلك في ظل ضغط وسيطرة أوزبكية خلال الدقائق العشر الأولى من هذا الشوط.
ودفع مدرب لوكوموتيف رافشان موقيموف باثنين من لاعبيه هما إبراهيموف وفيكتور كاربينكو بدلاً من خسانوف ورستم أزاموف، من أجل زيادة العناصر الهجومية بحثاً عن هدف التعادل، ومواجهة التفوق الواضح للاعبي النصر خططياً، وقدرة الدفاع على غلق المساحات ومنع الخطورة على مرمى شمبيه معظم فترات اللعب.
ورد الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر بإشراك الدولي حبيب الفردان بدلاً من يونس أحمد في الدقيقة 69 من أجل زيادة السيطرة على وسط الملعب والتحكم في إيقاع اللعب، من أجل الاحتفاظ بهدف التقدم، لكن ذلك لم يتحقق بعد أن نجح لوكوموتيف في الدقيقة 71 في إدراك التعادل عن طريق «البديل» فيكتور كاربينكو من تسديدة قوية ارتطمت بالقائم الأيمن لمرمى أحمد شمبيه وسكنت الشباك.
بعد التعادل زادت ثقة لاعبي لوكوموتيف، وزادت نزعتهم الهجومية، وفي الدقيقة 76 نجح أكمل هولماتوف في تسجيل هدف الضيوف الثاني من تسديدة قوية غيرت اتجاهها، وخدعت الحارس أحمد شمبيه، لتنقلب حسابات المباراة رأساً على عقب، ولكن حبيب الفردان نجح في إعادة التوازن من جديد بإدراك التعادل من ضربة رأس رائعة عقب كرة عرضية من ضربة ثابتة حولها في المرمى في الدقيقة 78.
زادت المباراة سرعة وإثارة، وتبادل الفريقان الهجمات من أجل حسم اللقاء، ولكن ذلك دون تهور هجومي زائد خشية التعرض لهدف عكسي ينهي المباراة في دقائقها الأخيرة، وفي الدقيقة 87 أنقذ أحمد شمبيه حارس النصر كرة خطيرة من ضربة رأس لعبها إيفان ناجيف من مكان صعب، ليحفظ لأصحاب الأرض فرصة التأهل.
وفي الدقيقة 89، احتسب حكم المباراة الياباني توما ماساكي ضربة جزاء لمصلحة حميد أحمد نجح من خلالها البرازيلي ليو ليما في تسجيل هدف الفوز بالمباراة والتأهل الصعب إلى دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا بالفوز 3 - 2، وذلك بعد النجاح في الاحتفاظ بالنتيجة خلال الدقائق الأخيرة.
عدد اليوم
