الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمير فلسفي يعرض جماليات فن الخط العربي وروحانياته

أمير فلسفي يعرض جماليات فن الخط العربي وروحانياته
11 فبراير 2012
منذ بدء التجوال بين أعمال الفنان أمير فلسفي، تشعر بروح الفن العربي الإسلامي تسري في روحك، فتنقلك إلى عالمه الفني الشفاف وغير المباشر في التعبير عن عوالمه، ففي بعض أعماله لا تستطيع فك لغز العبارة أو الكلمة بسهولة، فهو يقدم خطاً جميلاً وحسب، لكن التعمق في اللوحة، والتجوال على المزيد من أعمال معرض “محمديات”، المقام حالياً في قاعة فرجام بدبي، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، يزيد الإحساس بأن الفنان يعمل في الاتجاهين الفني الجمالي والروحاني. يعتبر الفنان الإيراني أمير أحمد فلسفي أحد أبرز الخطاطين والمشتغلين بفن الخط العربي في العالمين العربي والإسلامي، وهو ممن عملوا بجد في تطوير هذا الفن عبر مسيرته الممتدة منذ الثمانينات حتى اليوم، وخصوصا من خلال اشتغاله على خط “النستعليق” الذي يعتبر هو أحد من عملوا على تطويره وتحديثه. وهو خط من الخطوط التي اخترعها الإيرانيون من الخط الفارسي أو خط “التعليق” الذي استخلصوه من خطوط النسخ والرقاع والثلث. والنستعليق كما يبدو في أعمال فلسفي عموماً خط جميل تمتاز حروفه بالدقة والامتداد. كما يمتاز بكونه لا يتحمّل التشكيل، كما يعد من أفضل الخطوط في العالم وأفضلها من دون منافس، ويلقى إعجاب الكثير من الخطاطين العرب، ولا يكاد يخلو أي معرض ثقافي أو أدبي من لوحة مكتوبة بالخط الفارسي. وفي أعمال فلسفي في هذا المعرض تجده يتميز بالرشاقة في حروفه وتكوينات كلماته، فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع. وفي تكوينه لحرفي الميم والحاء تحديداً، وقبل اكتمال الكلمة (محمد)، تجد تكوينا ممشوقا يختلف من لوحة لأخرى. والخطاط فلسفي يعمل بعشق يتملكه أثناء الـ”المشق”، ما يجعله يبدع ويتفنن في إظهار مواطن جماله الحرف، مثل كثيرين من الفنانين المسلمين (الأتراك والإيرانيين تحديداً) الذين عشقوا فن الخط العربي متجاوزين كونهم لا يتحدثون اللغة العربية، فجاد كل فنان بما لديه من فنون في هذا الخط لتكون له بصمة تميزه. وما ميز فلسفي هو كما يقول كونه “واحداً من عشاق الخط العربي، عشق الخط منذ كان طفلاً في السابعة، وتعلم خط التعليق، وهو ما يميز الفنانين الإيرانيين. ولد الخطاط أمير أحمد فلسفي في إيران العام 1959، ويذكر في حواراته أنه تدرب على يد السيد ابن علي، وهو في السابعة من عمره بالمدرسة الابتدائية، فتعلم خط النستعليق. كتب أول مؤلفاته، وهو في السابعة عشرة، وكانت تلك بداية لدخوله عالم الخطاطين. ومما اشتهر به أنه كتب رباعيات الخيام بخط التعليق وترجمة للقرآن الكريم مع بعض الخطاطين. له عدد من المؤلفات، وشارك في معارض عالمية في فرنسا وأميركا وإنجلترا وإلمانيا وإيطاليا وأذربيجان والصين والهند، إضافة إلى معارض شخصية في إيران والإمارات والهند. يقول فلسفي عن فن الخط إنه “يستهوي قلوب وعيون الناس منذ ألفي عام بواسطة الفنانين والمبدعين. وقد كان الإيرانيون قبل الإسلام يكتبون كتبهم المقدسة بأجمل خط ويقومون بزخرفتها، وبعد تشرفهم بدين الإسلام الحنيف استخدموا عبقريتهم الفنية بكل إيمان وإتقان لكتابة المصحف الشريف. إن الخطاط بلوحاته الرائعة يدعو إلى عبادة الله وتكريس المحبة والوئام والتسامح بين الناس، ويشجع بخطوطه على الخُلق الحسن والعدل والمساواة”. وإضافة إلى جمالياته فإن فن الخط بالنسبة إلى فلسفي “يدفع الإنسان إلى النظرة الثاقبة والدقيقة للحياة، حيث من خلالها يستطيع رؤية الظواهر على أحسن وجه، والخط تمرين على الصبر والتحمل وترويض النفس على تحمل المشاقّ، وهو درس للمحبة والشفقة والتعاطف، ويعتبر حلقة مهمة للتواصل بين الثقافات، وتعايش الحضارات، وبث روح الأخوة والتعاون بين أبناء البشر”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©