الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثائر هلال يستخدم اللون والصورة والكولاج للتعبير عن قسوة الحرب

ثائر هلال يستخدم اللون والصورة والكولاج للتعبير عن قسوة الحرب
11 فبراير 2012
يقدم الفنان السوري ثائر هلال في معرضه المقام حاليا بدبي من خلال أربعة عشر عملاً تشكيلياً بأحجام كبيرة، تعبيرات عن حجم الآلة العسكرية التي تعمل على طحن الإنسان، وبالتالي حجم الألم الذي يعانيه البشر في مواجهة آلة الموت، مرتكزا في ذلك على واقع الأحداث الجارية في سورية. في المعرض الذي يستمر حتى الخامس عشر من مارس المقبل في “جالري ايام” يمكن لمتابعي تجربة الفنان ثائر هلال مشاهدة تطور لافت، بعد أن عرف عنه منذ سنوات تقديم أعماله تجريدية قائمة على تكرار ثيمة محددة عشرات ومئات المرات، لكن في الوقت نفسه لا يمكن القول إننا أمام نقلة حقيقية في تجربته، بل ربما أمام تحول على صعيد العلاقة بين التجريد والتجسيد، فلوحة ثائر في السابق، قبل هذا المعرض، كانت تغلب التجريد، لكنها تنطوي على تجسيد الكثير من الصور المعبرة التي تتطلب تدقيقا، أما في معرضه هذا الذي أطلق عليه عنوانا في غاية المباشرة “جيشنا الذي نثق به”، فجاءت الصورة معكوسة، حيث التجسيد يغلب على التجريد، لكن ضمن رؤية فنية للموضوع الذي يشتغل عليه الفنان. دون أن ننسى أن التأثيرات اللونية ما تزال هي العنصر المؤثر في بناء اللوحة. مستخدما المواد المختلفة، على الخشب مرة، وعلى القماش ثلاث عشرة مرة، يبني لوحته بمفردات تستوحي الواقع وتستلهم ما يجيش به من وقائع وأهوال، تبرز من خلال صور شديدة الواقعية لمفردات الجيش من عسكر وآليات وطائرات، وقد تم توظيف الصور المستنسخة من وسائل الميديا، دون تغيير كبير في أشكالها، لتكون جزءا من المشهد الذي يعيشه الإنسان اليوم، سواء في سوريا والشرق الأوسط، وما جرى في الربيع العربي وغيره من حوادث كارثية. اللوحة الأضخم، وربما الأساسية في المعرض، هي صورة الآلة العسكرية الضخمة، بحضورها المرعب المهيمن على المشهد كله، فهي من الأعمال التي تقدم الصورة عارية وقريبا من المباشرة، لولا اختيار زاوية النظر التي جرى التقاطها منها، مع الخلفية التي تحيط بها. هي شاحنة محملة بما لا يقدر من مواد حربية بالطبع، تتقدم في مقدمة اللوحة فتبدو مندفعة باتجاه المتفرج، فتخلق لديه مشاعر الرعب والتقزز في آن. ومثلها يظهر مشهد الطائرة الحربية في شكل يعبر عن شدة القسوة المستخدمة في الحرب ضد البشر. في المعرض يتجول الزائر بين أشكال من لغة الموت ودرجات منها، بالأسود والرمادي أساسا، ولكن التكوينات التي يقوم الفنان بصنعها تقدم الانطباع حول ما يصيب الإنسان من مشاعر وأحاسيس، في خضم عالم تتم “عسكرته” بأدوات الموت والخراب والدمار، ويبدو ذلك من خلال استخدام القطع الصغيرة للسلاح باللون البني، بأسلوب اللصق على أرضية قماشية باللون البني ولكن بتدرج في القتامة نحو أعلى اللوحة. نحن أمام عمل فني واحد، في سلسلة من اللوحات التي تنتمي إلى عالم واحد، لكن وحدة الموضوع لم تفرض وحدة المعالجة والأسلوب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©