الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المرصد تصميم أماكن العمل

المرصد تصميم أماكن العمل
8 أكتوبر 2007 00:09
بات العمل الجماعي في اقتصاد المعرفة ركناً أساسياً في إنجاح العمل وقيادة الشركة إلى مصاف كبرى الشركات العالمية، وبالتالي لم يعد منطقياً لأنواع معينة من العاملين بأن يعطوا محطة عمل مستقلة، ولاسيما في قطاع الخدمات الذي أصبح الموظفون يتنقلون فيه بشكل مستمر، غير أن فكرة مشاطرة الطاولة مازالت تجمد الدم في عروق العديد من المدراء والموظفين· ويشير أخصائيو علم النفس المهني أنه وبدافع الطبيعة الإنسانية يحب جميع الأشخاص في مختلف مجالات العلم وحقول العمل أن يتخذوا أماكن خاصة بهم يقومون بتحديد حدودها والدفاع عنها، وعليه فإذا لم تعط الناس حدوداً فإن ذلك يسبب عدم الاستقرار لهم وبالتالي عادة ما يظنون: ''لو أنني لا أستحق حتى أن تكون لدي طاولة منفصلة، إذن فإن وضعي في الشركة مهدد للغاية''· وعلى الرغم من ذلك فإن مسألة مشاطرة الطاولة أصبحت من الممارسات الراسخة في عدد من الصناعات مثل شركات الخدمات المالية وحول هذا الوضع يشير خبراء المال والأعمال إلى أن سلوك شركات الخدمات المالية هذا التوجه يعود إلى سببين، الأول هو التكلفة، حيث يلاحظ ارتفاع عدد الموظفين في القطاع خلال السنوات الأخيرة مما يعني ضرورة إيجاد مساحة أكبر لاستيعاب هذا العدد من الموظفين، وهذا يضيف عبئاً مالياً على الشركة، خاصة عندما نعلم ارتفاع الإيجارات والصيانة في وسط لندن بمعدل 13% عن العام الماضي وفقاً لمسح أجري بواسطة شركة ''أكتيوم كونسلت'' البريطانية التي تعمل في مجال استشارات مكان العمل· والسبب الثاني هو أن أساليب العمل في تغير مستمر حيث أصبح الموظفون فيه متنقلين بشكل مستمر· ويشار هنا إلى أن الاهتمام بمشاطرة المكتب ظاهرة عالمية تجد مؤيدين ومعارضين، ففي هونج كونج مثلاً يلاحظ مقاومة العاملين لمثل هذه التغييرات بسبب الارتباط الأقوى بين الوضع الوظيفي والمساحة المخصصة للموظف· وهناك تجارب ناجحة في عدد من المصارف العالمية قائمة على عمل الموظفين ضمن مساحة عمل محددة يحمل في أثنائها كل موظف الكمبيوتر المحمول ويضعه أينما شاء ضمن تلك المساحة المحددة لفريق العمل· وهذا أفضل من استراتيجية المكتب الساخن التي تتيح لأي شخص الجلوس في أي مكان على أساس أن من يصل أولاً يخدم أولاً· ولكن عندما تكون الأمور المالية ليست بمشكلة، فإن الجانب الثقافي يظهر، حيث يعد أمر مشاطرة طاولة مشكلة عويصة، ويذكر الخبراء أن أسلوب مشاطرة الطاولة أخفق في الماضي لأن الشركة انتزعت الأماكن من مندوبيها، دون التعويض بأي شكل من أشكال الأمن أو الوضع الوظيفي· ولكن ما يحدث مؤخراً نتيجة للفهم العميق لهذا الأسلوب ساعد في إنجاحه حيث وجد أن العديد من الشركات تمنح موظفيها عقوداً بمدد طويلة وفترات إنذار أطول وحتى عطلات أطول مدفوعة الأجر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©