قواعد لعبة "أنا أهم منك"!

الحركات الهاتفية تعبير عن نوع من القوة منتشر ونعرفه جميعاً، فالأشخاص المهمون لا يقومون بأنفسهم بإجراء المكالمات، ولكن ماذا لو صدر مثل هذا السلوك من شخصيات غير مهمة ؟· من هنا تأخذنا الكاتبة لاوسي كيلوي في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلى أعماق دراسة هذا السلوك وغيره من السلوكيات المشابهة والتي أطلقت عليها ''لعبة أنا أهم منك''· وتستهل لاوسي حديثها بحكاية حدثت معها مؤخراً عندما خرجت لمقابلة أحد معارفها حيث تقول: ''حين وصلت إلى مكتبه أخبرت موظفة الاستقبال باسمي، فطلبت مني الانتظار، فانتظرت وانتظرت لفترة طويلة كانت كافية لأن يكتب هذا الشخص رسالتين بالبريد الإلكتروني، وأن يقوم بمكالمة هاتفية، وأن يذهب إلى الحمام· وبعد مرور وقت ليس بالقصير خرج علي متهادياً في مشيته دون أن يبدو عليه الاستعجال بأي شكل من الأشكال· فأدركت أنه يلعب معي لعبة ''أنا مهم أكثر منك''· الجميع يلعب هذه اللعبة كل على طريقته، وللفوز يجب أن تظهر للطرف الآخر أن وقتك من ذهب، وأن مشاغلك كثيرة، وأن جدول أعمالك محجوز من أوله إلى آخره، وذلك من خلال مجموعة من القواعد تشير إليها لاوسي كالتالي: طريقة اللبس حيث إن هناك خيارين أمام الشخص لإظهار أهميته إما بارتداء ملابس أنيقة وغالية والأفضل أن تكون من أشهر دور الأزياء العالمية، وإما الظهور بمظهر من يهمل ملابسه تماماً كدليل عن عدم وجود الوقت للعناية بالهندام· ثم يأتي الاستماع للآخرين حيث لابد من الشخص حتى يتقن اللعبة أن يكتفي بسؤال الآخرين عن ''كيف حال الأهل؟'' ثم يدخل مباشرة في الحديث عن العمل· وللأجهزة الإلكترونية دور كبير في هذه اللعبة بحكم سهولة حملها وتعدد استخداماتها التي تتيح لصاحبها خدمة البريد الإلكتروني والهاتف الجوال وإرسال الرسائل النصية وتصفح الإنترنت كل هذا في وقت واحد ومكان واحد، وهنا ينصح بأن تحمل أحد هذه الأجهزة معك في جميع الأوقات واستخدامه في أغلب الأحيان لمقاطعة محدثك، كأن تتلقى مكالمة هاتفية أو تقرأ بريدك الإلكتروني· ولا ننس هنا الدور العظيم الذي يؤديه المكتب بما يمنحه من إيحاءات إيجابية تؤدي الغرض، حيث إنه تم التقاط في يوم ما مجموعة من الصور لك مع عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع فإنه يفضل أن توضع مثل هذه الصور في مكتبك، وإن كان المكتب الصغير فإنه بإمكانك تحقيق الكثير· طريقة الكلام وفي هذا الموضوع لديك ثلاثة خيارات، إما التحدث بمنتهى الهدوء بحيث يجتهد الآخرون لسماع صوتك، وإما التحدث بصوت جهوري مرتفع يجعل الجميع يستمعوا إليك شاؤوا أم أبوا· وإما أن تتحدث بسرعة وكلك حماس وحيوية بحيث تترك انطباعاً بأن من لم يستوعب حديثك ويطلب أن تعيده له هو حتماً من الأغبياء· وفي فترة الغداء اذهب لتناول طعام الغداء في مطعم من المطاعم المعروفة الراقية، حيث يعرفك النادل المسؤول في المطعم· شجـــــع ضيفك على أن يطلب أغلى الأصناف في لائحة الطعام· ثم اجعل النادل يقول لك: ''هل نحضر لك طبقك المعتاد يا سيدي؟''، وهذا الفعل يوحي الطرف الآخر بمدى أهميتك· وفي النهاية تشير لاوسي إلى أنه إذا ما أصبت بالملل وشعرت بالإرهاق لما سبق ذكره، فلا بأس من قلب جميع قواعد اللعبة رأساً على عقب، وهنا تتذكر ما حدث معها في مقابلة مع كبير الإداريين التنفيذيين لدى إحدى الشركات الكبرى عندما هبط من مكتبه وجاء لاصطحابها بنفسه من مكتب الاستقبال، وهذه لعبة أخرى أسمتها ''سأتظاهر بأنني لست أهم منك'' ولكن لسوء الحظ هناك عائق في هذه اللعبة قد لا تستطيع التغلب عليه إطلاقاً حيث يتعين عليك أن تكون في الأصل شخصاً في غاية الأهمية، وغير ذلك سيكون هذا التصرف من باب الرقي واللباقة·