المشوار السابع يبدأ من هانوي

التأهل واللعب في كأس العالم يمثل حلم كل لاعب وكل مسؤول وكل مشجع، الجميع يحلم بالتواجد بين النخبة والصفوة ،الجميع يرغب في أن يكون محط أنظار العالم طوال فترة البطولة، ومن عاش أيام ايطاليا 1990 يعرف الطعم الحقيقي لكرة القدم ويعرف لماذا لا يزال الجميع يغني بأسماء اللاعبين الذين طاروا بعلم الإمارات وحلقوا في أجواء روما ورفعوا علم الدولة وسط 24 علما لأفضل فرق العالم في كرة القدم· المشوار إلى جنوب أفريقيا 2010 يبدأ اليوم من هانوي عاصمة فيتنام حيث تنطلق الحملة الإماراتية باتجاه 2010 لتحمل آمال لاعبين ومسؤولين وجماهير في التواجد في التظاهرة الكبرى واهم بطولة رياضية في الكرة الأرضية· الأولى رأس الفهد تهدي الإمارات الهدف الأول 12/4/1985 هو التاريخ وهي البداية الحقيقية والمرة الأولى التي تحط فيها الأقدام الإماراتية في سباق التأهل لبطولة كأس العالم والمكان كان السعودية حيث مباراة الذهاب بين منتخب الإمارات والسعودية في تصـفيات كأس العالم 1986 في المكسيك· نجح الابيض الإماراتي في انتزاع التعادل من بطل آسيا 1984 دون أهداف واستدرجه للقاء الرد في ستاد زعبيل بنادي الوصل، يومها امتلأ الملعب بالجماهير وانطلقت الكرة من قدم عبدالرحمن محمد بالتخصص ليرفعها لرأس الفهد لتحط الرحال في شباك السعودية معلنة هدفا كان كافيا لتأهل الإمارات للدور الثاني وأول هدف إماراتي في تاريخ المشاركة في تصفيات كأس العالم· انطلقت أفراح الإمارات بإخراج بطل آسيا من التصفيات والتأهل إلى الدور الثاني لمقابلة الفريق العراقي، وفي مباراة الذهاب في دبي خسر منتخب الإمارات بنتيجة هدفين مقابل ثلاثة وفي لقاء الرد في السعودية حقق منتخب الإمارات المطلوب منه إلى ما قبل صافرة الحكم بثوان معدودة وتقدم منتخبنا الوطني بهدفين للفهد وللطلياني وبعد أن كان التأهل قريبا للغاية من أجواء الإمارات اخطأ محمد سالم رضوان وسجل منتخب العراق هدفا قاتلا أعاد أحلامنا إلى مكانها واضطررنا للانتظار لأربع سنوات مقبلة· الثانية فرحة من رحم المعاناة المحاولة الثانية رافقتها احداث دراماتيكية حيث بدأت بخسارة بفعل فاعل في مباراة مع المنتخب الكويتي وتم إيقاف مدرب المنتخب ماريو زاجالو لاعتراضه على التحكيم والعودة إلى المنافسة من جديد بفوز عريض على باكستان بخماسية نظيفة· وفي المباراة الحاسمة مع المنتخب الكويتي مر الشوط الأول فيها سريعا وانتهى بإصابة زهير بخيت وإشارة المدرب زاجالو من المدرجات وهو يستمع إلى مطالبات الجماهير التي ملأت ستاد نادي الشارقة بنزول نجم النجوم عدنان الطلياني، وفي لحظة لن تسقط من ذاكرة الكرة الإماراتية يرفع عبد الرحمن محمد الكرة يهيئها خالد اسماعيل للطلياني يستقبلها ويقبلها ويفجرها قنبلة في الشباك الكويتية لتعلن هدفا رائعا انتهت عليه المباراة · تبقت مهمة الفريق في اسلام آباد التي حسمها النجوم بالأربعة لتتأهل الإمارات إلى الدور الثاني الحاسم في سنغافورة· قبل التصفيات حدثت عاصفة في الإمارات ادت إلى استقالة اتحاد الكرة ليدار الاتحاد بواسطة لجنة مؤقتة برئاسة سلطان صقر السويدي، وخرجت بعض الأصوات التي طالبت بالانسحاب من المرحلة الثانية بسبب الظروف الصعبة والخزينة الخاوية يومها ولكن القدر كان يخبيء لكرة الإمارات الفرحة من رحم المعاناة، وفي جو ممطر انطلقت تصفيات سنغافورة وبدأت أولى المباريات وتعادلنا مع كوريا الشمالية بدون أهداف، وفي مباراة من أروع ما بقي في ذاكرة الكرة الإماراتية وتحت أمطار سنغافورة انطلقت مباراة الإمارات والصين وتقدمت الصين بهدف إلى ما قبل النهاية بدقيقتين عندما تقدم المدافع خليل غانم ونفذ إبراهيم مير ركنية على رأس خليل أرسلها هدفا في الشباك الصينية وفي تلك اللحظة ساد الذهول على وجوه الصينيين فانطلق ملك الوسط عبد الرزاق إبراهيم وابرز نجوم المباراة وكأنه لا يبالي بأي لاعب صيني يواجهه ومرر كرة متقنة لعدنان الطلياني عالجها يسارية في مرمى حارس الصين لتنقلب الخسارة إلى فوز في دقيقتين · وفي المباراة الثالثة قابل منتخبنا منتخب السعودية والغى الحكم الأمريكي هدفا صحيحا لعلي ثاني فانتهت المباراة سلبية النتيجة· وفي المباراة قبل الأخيرة تعادلنا مع قطر بهدف، وفي المباراة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية تصل برقية عاجلة من الاتحاد الدولي تفيد بإيقاف عبد الرزاق إبراهيم احد ابرز صناع الإنجاز السنغافوري بسبب مباراة في كأس العالم العسكرية لتضع جماهير الإمارات يدها على قلبها مما يمكن أن يحدث في المباراة وتوقيت الرسالة الذي أثار الشكوك ولكن بسالة محسن مصبح ورأس عدنان الطلياني وكل نجوم الأبيض يخرجون من المباراة بالتعادل بهدف، وتفوز قطر على الصين وينطلق صوت المعلق الرائع عدنان حمد ليبارك للإمارات التأهل إلى كأس العالم ووصول أبناء الإمارات نجوم الإنجاز إلى الإمارات في لحظة استقبال تاريخية و كانت الإمارات تستقبلهم كبيرها وصغيرها بالورود والحب الذي لا تزال آثاره باقية إلى يومنا هذا· الثالثة عندما لا تسجل ·· تخرج مثلما هو الفوز مهم فان إحراز الأهداف أمر مهم أيضا، وفي تصفيات كأس العالم 1994 غاب النجم زهير بخيت بسبب الإيقاف لخروجه عن النص في مباراة آسيوية مع فريقه الوصل ووقع منتخب الإمارات في مجموعة مع اليابان بطل آسيا وتايلاند وبنجلاديش وسريلانكا، أقيمت التصفيات على مرحلتين الأولى في اليابان والثانية في الإمارات وفي الوقت الذي فازت فيه اليابان على تايلاند بهدف نظيف فازت الإمارات على سريلانكا بأربعة أهداف وفازت اليابان على بنجلاديش بثمانية أهداف نظيفة بينما فازت الإمارات على تايلاند بهدف يتيم، ثم فازت اليابان على سريلانكا بخمسة أهداف واكتفت الإمارات بهز الشباك البنجلاديشية مرة واحدة فقط، ثم يتقابل منتخب الإمارات اليابان وخسرنا بهدفين دون مقابل، لتشد الفرق الرحال إلى الإمارات· وفي المباراة الأولى فازت الإمارات على سريلانكا بثلاثية نظيفة واليابـــان على تايــــلاند بهدف وحيد، ثــــم فازت الـــيابان على بنجلاديش بأربعة أهداف مقابل هدف والإمـــارات على تايلاند بهدفين مقابل هدف ثم الإمارات على بنجلاديش بسبعة أهداف نظيفة واليابان على سريلانكا بســـــتة أهداف دون مقابل وهنا حسمت الأمــــور بشكــــل شبه تام، بدا فارق الأهداف لمصلحة اليابان بفرق 26 هدف مقابل 15 هدف للإمارات ولم تكن المباراة الأخيرة سوى محاولة لتحقيق المستحيل وهو هزيمة اليابان بنتيجة ستة أهداف دون مقابل وهو مالم نحققه على سريلانكا وتعادل الفريقان وصعدت اليابان للدور الحاسم وودعت الإمارات· الرابعة نهاية عصر جميل بعد الحصول على لقب وصيف آسيا كانت مهمة تصفيات كأس العالم 1998 بعد خيبة الأمل و الإحباط من خسارة لقب كأس آسيا بدا أن التأهل لكأس العالم كفيل بتجاوز آثار تلك الخسارة وبالفعل في الدور الأول جمعت القرعة منتخب الإمارات مع البحرين والأردن في مجموعة واحدة وتجاوز المنتخب المجموعة بشكل جيد وتأهل إلى الدور الثاني لتضعه القرعة ضد كوريا الجنوبية واليابان وأوزبكستان وكازاخستان· وفي بداية المشوار هزمنا كازاخستان برباعية نظيفة وبعدها تعادل منتخبنا مع اليابان بدون أهداف في مدينة زايد، وفي المباراة الثالثة في طشقند تمكن منتخب الإمارات من هزيمة الفريق الاوزبكي في أرضه بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل أن يتجه إلى كوريا ويخسر بثلاثية نظيفة ومنها إلى إلى الماتا في كازاخستان وخسر بنفس النتيجة لتزداد المهمة صعوبة حيث أن الموعد كان في طوكيو· وفي طوكيو وبعد ملحمة رائعة تعادل منتخب الإمارات مع اليابان بهدف لكل منهما لتزداد حظوظ منتخب الإمارات ويكسب الأفضلية من جديد ولكن كل شيء انتهى في الإمارات وفي مباراة لا تقبل أنصاف الحلول في مدينة زايد وعلى مرأى ومسمع كل الإمارات وفي مباراة شارك فيها كل مهاجمي منتخب الإمارات الذين ضمتهم القائمة وغاب عنهم زهير بخيت بسبب الإنذار الثاني لم يفلح أي لاعب في هز الشباك الاوزبكية ليتعادل الفريقان بلا أهداف ولتذهب الأفضلية لليابان من جديد وتأهلت اليابان إلى كأس العالم بعد خوضها للملحق وخرجت الإمارات ورحل جيل سطر أروع الذكريات في تاريخ كرة الإمارات· الخامسة هزائم مخجلة وملحق المحاولة الخامسة في تصفيات كأس العالم 2002 بدأت بداية مأساوية وبقيادة الفرنسي هنري ميشيل حيث خرج منتخب الإمارات من الهند بفضيحة مدوية وخسارة غير متوقعة اثارت حفيظة الشارع الرياضي في الإمارات، ووسط ثورة الغليان فازت الإمارات على بروناي بنتيجة هي الأعلى في تاريخها الكروي 12/0 لتهدأ الجماهير والرأي العام و يعود المنتخب إلى ارض الوطن ويفوز على الهند بنتيجة 1/0 ومن ثم على بروناي بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل، ثم اتجهت الأنظار إلى اليمن التي شد منتخبنا الرحال إليها ويحدث مالم يتوقعه احد وخسر منتخب الإمارات وأصبحت بطاقة التأهل على كف عفريت وعادت الجماهير الكروية إلى ثورتها وذهب الفرنسي هنري ميشيل ضحية هذه الثورة وحل بدلا منه المدرب الإماراتي عبد الله صقر الذي قاد المنتخب في المباراة الأخيرة إلى الفوز على منتخب اليمن وتأهل الإمارات إلى الدور الثاني بشق الأنفس· قبل الدور الثاني استقرت الأمور على أن يواصل عبد الله صقر مهمته مع الفريق وقام المدرب باستدعاء زهير بخيت بعد إيقاف استمر أربع سنوات وعاد معه اثنان من مخضرمي كرة الإمارات وهما بخيت سعد ومحمد علي، وفي أولى مباريات الدور الثاني فاز منتخب الإمارات على أوزبكستان بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف، ثم عاد ليخسر من الصين في بكين بثلاثية نظيفة ومن قطر في ابوظبي بهدفين دون مقابل فتقدم عبد الله صقر باستقالته وتم تكليف الهولندي تيني ريخس لقيادة الفريق في بقية مباريات التصفيات وتعادل منتخب الإمارات مع عمان في مسقط بهدف لكل منهما ثم فاز على أوزبكستان في طشقند بهدف وخسر من الصين بهدف نظيف في ابوظبي، وبعدها حقق منتخب الإمارات فوزا تاريخيا على قطر في الدوحة بهدفين مقابل هدف واحد والفوز هو الأول من نوعه في ملاعب قطر، و بعدها تعادل مع عمان بهدفين لكل منهما ليحل منتخبنا في المركز الثاني ليصعد إلى مباراة الملحق مع منتخب إيران ويخسر في الذهاب بطهران بنتيجة 0/1 وعاد ليخسر مباراة الإياب في ابوظبي بثلاثية نظيفة ليخرج منتخب الإمارات من الملحق ويصعد منتخب إيران و يقابل منتخب ايرلندا ويخسر ويخرج· السادسة صدارة لم تستمر حتى النهاية تم تكليف المدرب الفرنسي جان جودار لقيادة المنتخب في تصفيات كأس العالم 2006 خلفا للإنجليزي روي هودجسون وجمعت القرعة منتخب الإمارات مع فرق تايلاند وكوريا الشمالية واليمن، وعاد منتخب الإمارات ليشارك من جديد في سباق التأهل إلى كأس العالم وكانت المحاولة السادسة في تصفيات كأس العالم 2006 حيث بدأ المهمة في الإمارات عندما تقابل مع منتخب تايلاند، وانتهت المباراة بفوز مهم بهدف نظيف، قبل أن يسافر المنتخب إلى بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية ويعود منها بتعادل ثمين بدون أهداف· بعدها فزنا على منتخب اليمن بثلاثية ليتصدر منتخب الإمارات المرحلة الأولى من التصفيات، وفي المرحلة الثانية تمت إقالة الفرنسي جودار والتعاقد مع الهولندي اديموس الذي واجه مهمة صعبة في بداية مشواره وضرورة الحفاظ على صدارة المجموعة التي ورثها من جودار· بدأت المهمة كأسوأ ما يمكن عندما خسرنا من اليمن في صنعاء بثلاثة أهداف مقابل هدف، ثم غادر منتخبنا إلى العاصمة التايلاندية بانكوك وعاد منها بخسارة ثانية وبثلاثية نظيفة ليخرج منتخب الإمارات من سباق التأهل بهاتين الخسارتين وخطفت كوريا الشمالية البطاقة الوحيدة، ولم يكن الفوز على هذه الأخيرة في ختام مباريات المجموعة له أي فائدة تذكر فقد تأهلت كوريا وخرج منتخب الإمارات من الدور الأول·