الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هيئة صحة أبوظبي تشكل مجلساً علمياً يبحث في الأمراض المزمنة

هيئة صحة أبوظبي تشكل مجلساً علمياً يبحث في الأمراض المزمنة
14 مارس 2010 00:52
تتجه هيئة الصحة بأبوظبي الأسبوع المقبل إلى تشكيل مجلس علمي للأبحاث، مسؤوليته إعداد الأبحاث في مجال الأمراض المزمنة بما في ذلك مرض السكري. وجاء الكشف عن تشكيل المجلس خلال أعمال مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للسكري الذي انطلقت أعماله في قصر الإمارات أمس بتنظيم هيئة الصحة – أبوظبي وبمشاركة 500 طبيب وخبير من مختلف دول العالم متخصصين في داء السكري وممارسي الرعاية الصحية، سيركز خلال يومين على مرض السكري الذي تتراوح نسبة انتشاره في دولة الإمارات بين 18 – 24%. ودق الأطباء المشاركون في المؤتمر أمس ناقوس خطر من تفاقم مشكلة السمنة في مختلف دول العالم باعتبارها أحد المسببات الرئيسية لانتشار مرض السكري، محذرين من استمرار الأنماط الحياتية الخاطئة والمتمثلة بقلة ممارسة التمارين الرياضية والإقبال على تناول الأغذية السريعة والابتعاد عن النمط الغذائي الصحي. شراكة عالمية أشار زيد السكسك مدير عام هيئة الصحة- أبوظبي إلى أن مرض السكري يعد من أبرز المشاكل الصحية التي تواجه القطاع الصحي في حكومة أبوظبي ودولة الإمارات وذلك لانتشاره بنسبة كبيرة بين المواطنين والمقيمين وتسببه في مضاعفات تؤثر على القلب وأمراض الأوعية الدموية والفشل الكلوي وغيره من الأمراض. وكشف السكسك عن توجه هيئة الصحة إلى بناء علاقات استراتيجية مع مراكز طبية عالمية للمشاركة في إجراء أبحاث عالمية عن وبائية مرض السكري، وسبل الوقاية والحد من انتشاره المرض ومضاعفاته، مؤكدا أن المؤتمر يتيح المجال أمام المشاركين والمسؤولين والعاملين في القطاعات الصحية للتعرف على أحدث ما توصل إليه العلم والبحث العلمي في شأن تشخيص وعلاج مرض السكري والتوعية ضد المرض. وذكر السكسك أن مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للسكري هو أول مؤتمر دولي يعقد في أبوظبي لمناقشة القضايا المتصلة بمرض السكري، لافتا إلى أن المؤتمر سيعقد سنويا، علما أنه في ضوء توصيات ونتائج المؤتمر ستحدد هيئة الصحة في أبوظبي برامجها المستقبلية بشأن التوعية بمرض السكري والوقاية منه. وأوضح في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر أن هناك مشاركة فاعلة من المستشفيات الحكومية والخاصة في المؤتمر، معلنة من خلال مشاركتها عن البرامج الوقائية والتثقيفية والعلاجية للحد من انتشار مرض السكري. وردا على سؤال حول تكلفة علاج مرض السكري في مستشفيات إمارة أبوظبي، أوضح السكسك أن التكلفة بلا شك عالية في ضوء الأعداد الكبيرة من المرضى والمضاعفات التي يتسبب فيها، وإذا أخذ بالاعتبار تأثير المرض على إنتاجية المريض وعطائه في المجتمع فالتكلفة ستكون مضاعفة، وهو ما يحتم تبني الاستراتيجيات الوقائية التي من شأنها الحد من الإصابات والمضاعفات الناتجة عن المرض. عوامل السمنة من جانبها لفتت الدكتورة أمنيات الهاجري مديرة إدارة التراخيص والمهن الصحية في هيئة الصحة – أبوظبي واستشارية الغدد والسكري إلى أن التطور الحضاري وتغيير نمط الحياة أمر لا بد منه، لاسيما أن قلة الحركة وممارسة الرياضة والإقبال المتزايد على الوجبات السريعة والأكلات المشبعة بالدهون هي كلها عوامل أدت إلى ظهور السمنة وأمراض السكري. وقالت إن المسؤولية مشتركة بين المؤسسات الصحية وأفراد المجتمع لمواجهة ذلك، حيث إن الجهود التي تقوم بها المؤسسات الصحية وتركز على مجالات الوقاية والتثقيف والعلاج، تتطلب لتترجم على أرض الواقع أن يرافقها جهود ووعي مجتمعي ليحدث التحول الضروري نحو نمط الحياة الصحي. وعن أهمية المؤتمر لفتت الهاجري إلى أن المؤتمر هو مقدمة لمؤتمرات متتالية تبحث في مرض السكري، وأهميته تكمن في تناوله لموضوع مرض السكر من الناحية الإحصائية والجينية والأدوية العلاجية، إضافة إلى مناقشة التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الصحي لمعالجة السكر عند المراهقين والأطفال والفحص المتواصل لمرض السكري. وأوضحت الهاجري أن 20 خبيرا من الجمعية الأوروبية سيقدمون أوراقا بحثية خلال المؤتمر تركز على استراتيجيات العلاج والحديث في علاجات مرض السكري. 5.6 بليون دولار تكلفة علاج مرض السكري في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. برنامج وقاية عرض دكتور خالد الجابري استشاري ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمستشفى المفرق النتائج الأولية لبرنامج “وقاية” الذي يشمل المواطنين وتنفذه هيئة الصحة، مبينة النتائج أن نسبة انتشار المرض بين المواطنين من أعمارهم بين 18 – 79 عاما تراوحت بين 20- 21%، فيما بلغت نسبة من يعانون زيادة في الوزن 34%، و56 % يعانون من السمنة، و17% يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و23%هم من المدخنين. وعن تكلفة العلاج في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوضح الجابري أن الأرقام تشير إلى 5.6 بليون دولار هي التكلفة التي تتحملها الدول لتوفير علاجات السكري. وأوضح الجابري أن 26 مليون شخص في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط يعانون من مرض السكري، فيما المتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 51.7 مليون شخص عام 2030 في حال استمرار نمط الحياة كما هو. وقال الجابري إن النسبة العالية لانتشار مرض السكري بين سكان الدولة تدق ناقوس خطر يجب التنبه إليه من قبل الأهالي والالتزام باتباع نظام غذائي وصحي يقي من الإصابة بالمرض. لاسيما أن 24% من السكان لديهم القابلية للإصابة بالمرض، فيما 75? من السكان يعانون من زيادة الوزن الذي يعتبر مؤشرا للإصابة بمرض السكري. وقال إن برامج التوعية تفيد بشكل كبير في تقليل نسبة الأشخاص ممن لديهم قابلية للإصابة بالمرض من النوع الثاني، مشيرا إلى أن الكشف المبكر عن السكري من النوع الثاني يفيد في السيطرة على المرض ومضاعفاته من خلال علاجات الأنسولين واتباع الحمية للعلاج. وقال إن هناك جهودا على المستوى الاتحادي والمحلي لمواجهة المرض والتثقيف بسبل التخفيف من نسب الإصابة به. محاضرات ونقاشات افتتحت أعمال المؤتمر أمس بمحاضرة رئيسية ألقاها أخصائي السكري الدكتور جيمس ميغز، من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية والذي تطرق إلى القضايا المتعلقة بتحديد المرض والوقاية منه. بعد ذلك عقدت سلسلة من النقاشات والمحاضرات على مدار اليوم بمشاركة نخبة من المتخصصين من دولة الإمارات وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والتي تناولت الأعباء التي يخلفها مرض السكري، وأسبابه المتعددة، وعوامل الخطر، واستراتيجيات العلاج للمرضى الذين يعانون من السكري نتيجة للبدانة. فيما ستفتتح فعاليات المؤتمر اليوم بمحاضرة رئيسية للبروفيسور إدوين جيل من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، والذي سيتناول قضية العلاج بالأنسولين، وكيفية اكتشاف المرض. كما ستتضمن فعاليات اليوم الثاني عدة محاضرات تبحث في قضايا “مرض السكري في مرحلة الطفولة والحمل”، و”علاج السكري من النوع الثاني”، بالإضافة إلى أحدث الأبحاث التي تتناول نوعية الرعاية وعلاج المرضى. 40% من النساء الحوامل في الدولة والخليج يعانون من مرض السكري أشار دكتور بشير طه صالح استشاري ورئيس قسم أمراض الباطني في مستشفى الكورنيش إلى أن هناك خطة خليجية للحد من انتشار مرض السكري خلال العشر سنوات المقبلة، مشيرا إلى أنه أكثر من 40% من النساء الحوامل في الدولة ومنطقة الخليج العربي يعانون من مرض السكري. وقال إن مستشفى الكورنيش بالتعاون مع جونز هوبكنز لديها خطة لفحص مرض السكري عند النساء ما قبل الحمل، وذلك بما يضمن الحصول على أفضل النتائج أثناء الحمل والتخفيف من أعراض المرض، مشيرا إلى وجود عيادة متخصصة في مستشفى الكورنيش بالتعامل مع النساء المصابات بمرض السكري من الحوامل، علما بأن العيادة تتعامل شهريا مع 100 مريضة بالسكري. وبحسب أحدث الأبحاث، تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث معدل الإصابات بمرض السكري، ويعاني أكثر من 20 ? من سكان المنطقة من هذا المرض الذي يهدد الحي. وينتشر المرض بنسب متشابهة بين الرجال والنساء، في حين يرتفع معدل الإصابة قليلاً بين الرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، والنساء اللواتي تزيد أعمارهن على 60 عاما، ومع ارتفاع التعداد السكاني في دولة الإمارات العربية المتحدة يتوقع أن تتزايد هذه المعدلات في المستقبل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©