الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التبرك بآثار الرسول·· بين الاقتداء والابتداع

التبرك بآثار الرسول·· بين الاقتداء والابتداع
8 أكتوبر 2007 01:20
أجمع كل من نقل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أن الصحابة كانوا يسارعون إلى وضوئه صلى الله عليه وسلم، والفائز من يلتقط قطرة من المياه التي لامست جسده، وأن خالد بن الوليد قد ذكر أنه كان يأمل النصر ببركة شعرات من النبي صلى الله عليه وسلم وضعها في مقدمة عمامته، وأن معاوية بن أبي سفيان في وفاته وصّى أن توضع من قلامة الرسول وأظافره في عينيه فلعلها تشفع له، وأن الصحابة أيضا كانوا يقتتلون على أي أثر منه، مثل الصحابي سواد بن غزية الذي قبل بطن النبي الكريم قبل ابتداء معركة بدر، وقوله أنه قد يستشهد فأراد أن يكون آخر عهد له بالدنيا أن يمس جلد النبي الكريم، وكثيرة جداً هي الحوادث التي كان الصحابة يتبركون فيها بأي أثر من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يعترض على أي من هذه الأمور، وعدم اعتراضه إقرار بالموافقة· يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق: التبرك بالنبي عليه الصلاة والسلام في حياته يشمل نوعين من البركة: البركة الذاتية والبركة المعنوية· فأما البركة الذاتية فقد كان الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يتبركون بذات النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله عز وجل جعل فيه البركة، وكما ثبت ذلك في الصحيحين وغيرهما أنهم كانوا يتبركون بشعره ويتبركون بريقه وبثيابه·· إلخ· وأما البركة المعنوية، فالنبي عليه الصلاة والسلام، هو أعظم أسباب البركة على أمته في تعليمهم وإرشادهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور· وأما بعد وفاته فالبركة الحسية قد انقطعت، اللهم إلا ما ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يحتفظون بأشياء تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتبركون بها· وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبركون بآثاره صلى الله عليه وسلم، وثيابه وطعامه وشرابه، وذاك لإيمانهم بأنها جميعاً مليئة بالخيرات والبركات· فقد تبرك الصحابة بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمهم له وحرصهم عليه·· روى مسلم عن أنس -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل، أي تعظيماً لها وتبركاً بها· وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال: اطلبوها، فلم يجدوها· فقال: اطلبوها، فوجدوها، فإذا هي قلنسوة خلقة -أي ليست بجديدة- فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره، فسبقتهم إلى ناصيته، فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت بالنصر· كما أجاز الفقهاء نقل الميت ودفنه في مقبرة فيها صالحون لينال بركتهم·· قال العلامة ابن حجر: يجوز نقل الميت إلى أحد الأمكنة الثلاثة: مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، نص عليه الشافعي· وتبركت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها وأرضاها- بتراب قبر رسول الله·· يقول الإمام علي -رضي الله عنه: لما رمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت فاطمة فوقفت على قبره صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعتها على عينيها وبكت، وأنشأت تقول: ماذا على من شمَّ تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت عليّ مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا المفتي يدافع عن فتواه دافع مفتي مصر الدكتور علي جمعة عن فتواه، التي أثارت جدلاً واسعاً، حول طهارة بول الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال إن الأساس في ذلك هو أن كل جسد النبي، في ظاهره وباطنه، طاهر وليس فيه أي شيء يستقذر أو يتأفف أحد منه، فكان عرقه عليه السلام أطيب من ريح المسك· وأضاف: فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم طاهر بما في ذلك فضلاته· وبيّن د· جمعة أن سبب طهارة كل جسد الرسول أنه تهيأ للوحي وللإسراء والمعراج، وجسده ليس كجسد أحد آخر، فقد غسل الملكان جوفه الشريف عدة مرات مرة في بني ساعدة، وأخرى في الكعبة، وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: ''أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني''· وأضاف: أن هذه الخصوصية لا تخرج النبي صلى الله عليه وسلم عن حد البشرية وإنما هو اعتقاد من المسلمين يعظم بينهم ولا يجعل شيئا منه على حد الاستقباح، وكل الأديان تعتقد مثل هذا وأشد في أوليائها، فما بالنا في أنبيائها؟· وأشار إلى أن العقل العلمي هو الذي يتبع الأدلة النقلية والحسية والعقلية وليس الذي يقصر معرفته على الحسي فقط· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©