الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفية.. من أوائل المبايعات لرسول الله وشهدت جميع الغزوات

صفية.. من أوائل المبايعات لرسول الله وشهدت جميع الغزوات
8 أكتوبر 2007 01:22
هي صفية بنت عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف، فهي أخت حمزة لأمه وأبيه، وتزوجت في الجاهلية من الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فولدت له ابناً هو صفي، ثم مات عنها، فتزوجت العوام بن خويلد أخا خديجة -رضي الله عنها، فولدت له ثلاثة الزبير والسائب وعبدالكعبة، ولما مات العوام تكفلت صفية بتربية أولادها، وكانت تضرب الزبير وهو صغير وتغلظ عليه، فعاتبها عمه نوفل بن خويلد في ذلك قائلا: أنت تبغضينه، فقالت: من قال إني أبغضه فقد كذب، وإنما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب يأكل ما في الطل من تمر وحب· ولما جاء الاسلام كانت صفية من أول من استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أهله، وكانت من اوائل المبايعات؛ ولذا كانت أقرب عماته اليه، فلما أمر الله تعالى رسوله بالجهر قائلا: (وأنذر عشيرتك الأقربين) قام فنادى أهله وكان فيما قال: ''يا صفية عمة محمد يا فاطمة بنت محمد استوهبا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئا''· وعندما هاجر المسلمون الى المدينة هاجرت مع أخيها حمزة وابنها الزبير بن العوام· وقيل عنها انها كانت لا تغطي رأسها من رسول الله ولا من عشرة من المهاجرين منهم حمزة وجعفر وعلي ابنا أبي طالب· وشهدت صفية مع رسول الله كل الغزوات وشاركت في أحد، فكانت تحمل الماء الى المجاهدين وتداوي جراحهم حتى أصيب المسلمون ونالتهم الشوكة وانفض الناس عن رسول الله، فقامت صفية وفي يدها رمح تضرب به في وجوه الناس وتقول: انصرفتم عن رسول الله، فلما رآها الرسول خاف ان تقع عينها على جثة أخيها حمزة وقد قتل ومثلت به هند بنت عتبة وبقرت بطنه وقطعت أنفه وأذنيه، فقال للزبير: ''يا زبير المرأة''، يقصد ابعد أمك، فقال لها الزبير: يا أمه اليك اليك فإن رسول الله يأمرك أن ترجعي فردت عليه قائلة: ولم وقد بلغني انه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله، فجاء الزبير الى الرسول وأخبره فقال: ''خلّ سبيلها''، فأتت الى حمزة واستغفرت له واحتسبته عند الله وصلى عليه الرسول وأمر بدفنه، وعند دفنه قال: ''لولا أن يشق على صفية ويكون سنة من بعدي ما دفنته حتى يحشر في حواصل الطير وبطون السباع''· ولما وصل خبر خروج الأحزاب من مكة بقيادة أبي سفيان لقتال المسلمين كانت صفية تعيش مع ابنها الزبير، فضرب رسول الله الخندق على المدينة وأمر بنسائه ونساء المسلمين والأطفال فجعلن في الحصون والقلاع حتى لا ينشغل أحد بنسائه ما دمن في مكان آمن، ونزلت صفية في حصن حسان بن ثابت، وكان حسان معهن فيه· وتروي صفية ما حدث في ذلك اليوم فتقول: مر بنا رجل يهودي فجعل يطوف بالحصن وقد حاربت بنوقريظة وقطعت ما بينها وبين الرسول وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت، فقلت: يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطوف بالحصن وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود وقد شغل عنا رسول الله وأصحابه، فانزل اليه فاقتله، قال حسان: يغفر الله لك يا ابنة عبدالمطلب، والله قد عرفت ما أنا بصاحب هذا -ربما كان في مرض- قالت: فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت -أي شدت وسطها- ثم أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن اليه فضربته بالعمود حتى قتلته، فلما فرغت منه رجعت الى الحصن فقلت: يا حسان انزل اليه فاسلبه فإنه لا يمنعني من سلبه إلا انه رجل· وكانت صفية بذلك اول امرأة قتلت رجلا· وكانت صفية شديدة التعلق بابنها الزبير ترافقه في كل معركة وتشجعه على القتال وتشد من أزره· وعاشت صفية الى خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وتوفيت عام 20 هجرية وعمرها 73 عاما وصلى عليها عمر ودفنها في البقيع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©