أيمن سلامة: الإعلانات وراء تهميش الأعمال الدينية

اتجه المؤلف أيمن سلامة في سن مبكرة الى الدراما الدينية، وقدم عدداً من المسلسلات التي تتناول سيرة الأئمة والعظماء في التاريخ الاسلامي ودعاة الحق· ورغم عدم الإقبال في السنوات الاخيرة على إنتاج الدراما الدينية والتاريخية خاصة من جانب قطاعات الانتاج الحكومي فإنه يعتبر نفسه محظوظاً لأنه وجد في القطاع الخاص وبعض المحطات العربية من يتحمس لتقديم أعماله بعيداً عن الروتين· ويقول أيمن سلامة إن أول اعماله الدينية ظهر قبل 15 عاما عام 1992 من خلال مسلسل ''عظماء في التاريخ الاسلامي'' الذي لعب بطولته أشرف عبدالغفور ومحمد وفيق وأحمد ماهر وأخرجه عبداللطيف زكي، وكان عبارة عن حلقات منفصلة تناولت سير التابعين، وقدم بعده مسلسل ''صدق الله العظيم'' في سبعة أجزاء، ثم مسلسل ''أئمة الهدى'' لأشرف عبدالغفور ومديحة حمدي وطارق دسوقي ووجدي العربي، وتناول خلاله قصص حياة عدد من الأئمة منهم البخاري وابن تيمية، ومسلسلات اخرى منها ''دعاة الحق'' و''ليالي ذي الحجة''· حوار الحضارات وعن سبب تركيزه على الدراما الدينية يقول أيمن سلامة إن العالم الاسلامي يعاني أزمة كبيرة تتلخص في عدم فهم الآخر لحقيقة الاسلام، وهذه الاعمال تصب فيما يسمى حوار الحضارات· وأشار الى أن ترجمة أو دبلجة الاعمال الدينية كان لها أثر بالغ في تغيير بعض المفاهيم الخاطئة عن الاسلام· وأكد ان الدراما الدينية تواجه العديد من الصعوبات والمشاكل أبرزها هروب المنتجين لأنها تحتاج لدراسة متأنية الى جانب عدم إقبال الممثلين عليها؛ لما تتطلبه من جهد ووقت ووجود ما يشبه الاتفاق بين جميع التليفزيونات العربية على تقديم هذه الاعمال في توقيت ميت والتركيز على شهر رمضان رغم امكانية تقديمها على مدار العام· ويرجع سلامة اختيار التوقيت الميت لعرض الاعمال الدينية الى دخول عنصر الإعلان الى الدراما، حيث أصبح يتحكم في مواعيد عرض المسلسلات بشكل عام، والمعلنون لا يهتمون بنوعية الاعمال الدينية ويركزون على النجوم في اعمالهم الاجتماعية؛ مما يجعل الدراما الدينية تنحصر في فئة معينة من الفنانين أصبحوا مادة مكررة ومقررة في جميع المسلسلات· ويرى أن مصر تملك العديد من مؤلفي الدراما الدينية الذين استطاعوا تقديم نماذج رائعة من التراث الاسلامي خصوصا المؤلف الراحل عبدالسلام أمين أفضل من كتب الدراما الدينية التاريخية ومنها ''عمر بن عبدالعزيز'' و''هارون الرشيد'' و''ذو النون المصري''· الاختيار الجذاب وعن اتهام مؤلفي الدراما الدينية بالاستسهال والنقل من المراجع والمصادر يقول: إن أصعب شيء في الدراما الالتزام بالحقيقة التاريخية وصياغة المادة في شكل درامي لا مجال فيه لما يحدث مع الدراما الاجتماعية، ولابد أن يكون مؤلف الدراما الدينية مؤمناً بما يكتب؛ لأنه يحمل سلاحاً وسيكون خائناً لنفسه ودينه وتاريخه إن لم يكن مؤمناً بقضيته· وطالب مؤلفي الدراما الدينية باختيار لغة بسيطة وتقديم العمل بشكل جذاب بدلا من اللجوء الى المواعظ والخطب خاصة وان الدراما الدينية شهدت نقلة من حيث النص وفهم الكاتب للدراما الى جانب التطور التقني في الإخراج ورصد الامكانيات المادية التي لم تتوفر في الماضي وسهولة التصوير في اماكن مفتوحة والسفر الى اماكن الأحداث الحقيقية· ويقول إن الدراما الدينية رسالة قوية في الوقت الحالي والفترة الحالية هي الأنسب لتكاتف جميع كتاب الدراما التاريخية والدينية لتقديم حقيقة الاسلام· وطالب بضرورة الانتاج العربي المشترك للدراما الدينية لتيسير الامور الخاصة بإمكانية التصوير في شتى الاماكن العربية والاستفادة من الكوادر الفنية في شتى الدول العربية· وعن مصير مسلسله عن الإمام الشافعي رغم تقديم عمل تليفزيوني حالياً يلعب بطولته ايمان البحر درويش ومنى عبدالغني وتأليف الدكتور بهاء الدين ابراهيم وإخراج شيرين قاسم يقول إن عمله كان الأسبق من حيث الكتابة، ولكن ظروف الانتاج حالت دون تنفيذه وتعاقد مع جهة اخرى لتنفيذه لشهر رمضان القادم، وتقديم عملين عن الامام الشافعي ليس امراً مستحدثاً لأن الإمام يحتمل تقديم اكثر من عمل يتناول قصة حياته·