الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى نبدأ الإصلاح؟

8 أكتوبر 2007 01:25
سؤال يلح دائماً على الذهن كلما هلت مواسم التدين وصاحبتها المهرجانات الثقافية والإعلامية المرتبطة بها· في كل عام تسمع وتقرأ نفس الأفكار ونفس المشاكل، ولكن لا تشم رائحة الحلول أو الاستراتيجيات أو الآمال التي تفتح الطريق أمام المسلم وتشعره أن هناك طاقة نور في نهاية نفق الأمة المظلم· وقد لا نبالغ إذا قلنا إن هذا هو حال أمتنا منذ أكثر من قرن من الزمان· وتعالوا نراجع ما كتبه الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا أو من عارضهم وحاول التحرك في عكس اتجاهاتهم مثل فرح أنطون أو سلامة موسى أو غيرهم سيكون من المفاجئ أن نجد أنهم تكلموا عن الموضوعات وطرحوا نفس الأفكار ونادوا بنفس الدعوات· والأصح أن نقول إننا كررنا نفس الموضوعات والأفكار والدعوات؛ لأنهم هم الأسبق زمانا على الأقل· فهل هذا يعني أن هناك قرناً ضائعاً من هذه الأمة، أي أن مائة عام ترسبت في أيدينا ولم نستفد منها شيئا؟ إذا كان ذلك كذلك فمأساتنا كبيرة، ولابد من وقفة مع النفس وتوقف عن الحديث عن المشاكل والأزمات والانطلاق إلى الحلول والاستراتيجيات· لابد أن نقول كفى حديثاً عن الأزمة، وهيا نبدأ بالحديث عن حلول الأزمات· كفى جلداً للذات ولعناً للأخوة والآباء والأجداد، وهيا نكون نحن البداية·· بداية التغيير والإصلاح· ولكن هذه البداية تحتاج إلى حالة عقلية مختلفة عن تلك التي تعودنا عليها وألفناها، حالة عقلية لا تحترف النقد والتجريح والبحث عن مواطن الفشل وبقع الظلام، وأن نفتش عن نقاط الضوء وبذور الحلول وإمكانيات الاصلاح والتغيير· وهذه الحالة أيضاً تحتاج أن نفك الاشتباك بين الناقدين والمنقودين· فإن أول ما نحتاج إليه لتحقيق عملية حقيقية من الإصلاح المؤدي إلى نهوض حضاري للأمة تستطيع من خلاله أن تستأنف دورها كأمة وسط شاهدة على العالمين لكونها خير أمة أخرجت للناس، هو التخلص من حالة الفصام النكد بين الناقدين والمنقودين· فقد انقسمت الأمة إلى حزبين أحدهما متعال يعيش في برج عاجي، خارج عن إطار الزمان والمكان، يمارس النقد ويكيل الاتهامات وأحياناً السباب والشتائم إلى أولئك الآخرين الذين قد يكونون متطرفين أو رجعيين أو ظلاميين أو حالمين أو قبوريين أو علمانيين أو قوميين··· إلخ· أي أنه ينتقد وبصورة مستمرة لا تنقطع، قطاعاً عريضاً من الأمة يعتبره هو سبب التخلف ومصدر التأخر والعائق الوحيد أمام النهضة والتنمية والانطلاق· وقد يكون هذا الناقد خطيب جمعة أو واعظاً أو صحفياً أو مفكراً أو استاذاً جامعياً، ولكنه في كل الأحوال يرى نفسه خارج إطار التخلف أو خارج إطار البدعة أو خارج إطار العلمانية أو غيرها· وللحديث بقية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©