تركيا ترفض استخدام أجوائها لمهاجمة سوريا

التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس وزير الخارجية التركي علي باباجان، الذي وصف مباحثاته بأنها ''مفيدة وبناءة'' وشملت العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك· وقد طمأن باباجان دمشق حول ما اثير عن الغارة الاسرائيلية على سوريا في السادس من الشهر الماضي، وقال ان بلاده ترفض استخدام مجالها الجوي لمهاجمة سوريا· وقال باباجان في مؤتمر صحفي عقد مع نظيره السوري وليد المعلم في مطار دمشق الدولي قبيل مغادرته سوريا، إن المنطقة تمر ''بمرحلة خطيرة للغاية وحساسة جدا وتواجه مشاكل وعلى رأسها مشكلة العراق، ومشكلة فلسطين والمشكلة اللبنانية''· وأضاف أن هذه المسائل تتأثر بعضها ببعض وتسجل تصاعدا، مشددا على أهمية دور سوريا لإيجاد حلول لهذه المسائل''· وأكد على ''ضرورة التوصل لسلام عادل وشامل وأن تسير العملية السلمية في كافة المسارات بما فيها سوريا''، مضيفا أن ''بلاده ستواصل جهودها ودعمها لكافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في المنطقة''· وأكد على أهمية مؤتمر دول جوار العراق، وقال إنه ''يتوجب أن يكون لتوصياته دور في تحقيق المصالحة الوطنية''· من جهته ، قال المعلم إن ''باباجان قد نقل رسالة من الرئيس التركي عبدالله جول إلى الأسد تضمنت دعوة لزيارة تركيا، وعد الأسد بتلبيتها في أقرب فرصة''· وقال المعلم إن زيارة باباجان لسوريا كانت ''بناءة للغاية،'' مضيفا أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعميقها، والأوضاع الراهنة في المنطقة في هذه ''المرحلة الحساسة''، بالإضافة إلى الأوضاع في العراق ''وكانت وجهات النظر متفقة حول ضرورة حماية وحدة العراق أرضا وشعبه، وتحقيق أمنه واستقلاله''· وسئل عما يشاع عن علم تركيا المسبق بالغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية الشهر الماضي، قال المعلم ''إن هذه مجرد إشاعة·· تركيا لا يمكن أن تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها أو مياهها للعدوان على سوريا وهذا ما سمعته من الإخوة في تركيا''· وأكد باباجان أن ''تركيا لا يمكن أن تسمح أن تستخدم الأجواء التركية من أجل الإضرار بالجارة سوريا''· وقال المعلم إن ''الحديث تطرق أيضا إلى مؤتمر دول جوار العراق الذي من المقرر ان تستضيفه اسطنبول أواخر الشهر الجاري''· وحول إمكانية لقائه بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال لقاء اسطنبول، قال المعلم إن ''اجتماعي مع رايس في شرم الشيخ كان بناء على طلبها و''خرجنا بانطباع أن الأميركيين سيعودون إلينا برؤيتهم للمواضيع التي طرحناها في الاجتماع''· وجدد التأكيد على مشاركة سوريا بالاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وقال المعلم إن ''هذا يتوقف على الدعوة للمؤتمر ومرجعياته وأهدافه وهل سيكون الجولان على طاولة المفاوضات''· وقال المعلم إن المباحثات شملت أيضا الأوضاع في لبنان ''وكانت وجهات النظر متفقة على أن يتم التوافق على مرشح للرئاسة يؤدي إلى توحيد اللبنانيين، وعلى ضرورة التوصل إلى سلام شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي''· وكانت بعض وسائل الإعلام التركية قد ذكرت أن مباحثات باباجان، الذي ترتبط بلاده بعلاقات جيدة مع كل من سوريا وإسرائيل، ستتركز حول إمكانية لعب دور تركي جديد في الوساطة بين سوريا وإسرائيل· وقالت إن الوزير التركي سيعمل على إقناع دمشق بالمشاركة في مؤتمر الخريف المقبل الذي قالت دمشق إنها لن تحضره إذا لم يتم إدراج مسألة مرتفعات الجولان السورية المحتلة على طاولة البحث· وحول الأوضاع الفلسطينية، قال المعلم إن ''الجانبين أكدا على ضرورة وحدة العمل الفلسطيني واستئناف الحوار من أجل ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني''، مضيفا أن الحديث تناول عملية السلام، حيث تم التوافق على ضرورة ''مواصلة الجهود لاستئناف عملية السلام وفقا لصيغة مدريد وقرارات الشرعية الدولية''· يذكر أن باباجان يقوم بجولة عربية ستشمل أيضا كلا من الأردن والاراضي الفلسطينية وإسرائيل·