الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العاهل السعودي: «الفيتو» المزدوج هز الثقة بالأمم المتحدة

العاهل السعودي: «الفيتو» المزدوج هز الثقة بالأمم المتحدة
11 فبراير 2012
انتقد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمة بثها التلفزيون الحكومي أمس، موقفي الصين وروسيا في مجلس الأمن قائلاً إن الثقة في الأمم المتحدة “اهتزت” بعد استخدام البلدين حق النقض “الفيتو” لإجهاض قرار يدين قمع النظام السوري للاحتجاجات السلمية. يأتي ذلك فيما اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الغرب بأنه أصبح “شريكاً” في تأجيج الأزمة السورية من خلال تزويد خصوم الرئيس بشار الأسد بالأسلحة محملاً المعارضة المسؤولية في حال استمر “نزيف الدم” في هذا البلد المضطرب. بالتوازي، انضمت كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى الأصوات الدولية التي تدعو موسكو إلى مساندة قرار في الأمم المتحدة يطالب الأسد بإيقاف حملته الدموية على المحتجين، داعية روسيا إلى “الإقرار بما يجري على أرض الواقع في سوريا”. من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في واشنطن أمس الأول أن المجتمع الدولي لا يجوز أن يقف متفرجاً أمام “المذبحة” الجارية في سوريا، في حين حذر سفيره لدى الاتحاد الأوروبي سليم إينل من أن الرئيس الأسد ما زال يحظى بتأييد الطبقة الوسطى في سوريا، وأن المعارضة مشتتة الأمر الذي يعرض البلاد لخطر السقوط في هاوية حرب أهلية تشعل الوضع في المنطقة. وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية أمس، أنها تنتظر نتائج الاجتماع مجلس الجامعة حول سوريا غداً والذي يترافق مع اجتماع لمجلس وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة أنها “تدعم تحرك” الجامعة وتواصل مشاوراتها ل”مساعدة الشعب السوري”. وذكر المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في لقاء مع الصحفيين ان “هذا التحرك سيترجم باجتماع هام للجامعة العربية خلال الأيام القادمة في القاهرة يترافق مع اجتماع لمجلس التعاون الخليجي لدفع الخطة التي عرضتها الجامعة على مجلس الأمن”. من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي في مقابلة نشرت أمس غداة لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، أن واشنطن وروما تدعمان جهود الجامعة العربية “ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين” إلى سوريا، تكون أكبر عدداً وأكثر وضوحاً لوضع نظام الأسد أمام مسؤولياته، وذلك بعد إعلان الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي أن وزراء الخارجية العرب سيدرسون غداً اقتراحاً بإيفاد بعثة مشتركة من الجامعة والأمم المتحدة إلى سوريا بعد فشل فريق عربي في إنهاء حملة القمع ضد المحتجين. وقال العاهل السعودي “مع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة (الفيتو الروسي الصيني) في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبداً”. وأضاف أنها “..كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة..تجمع وما تفرق تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير..لكن الحادثة التي حدثت ما تبشر بخير لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت”. وتابع خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله علماء وأدباء ومفكرين ورجال الإعلام والصحافة داخل المملكة وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين والمقام حالياً بالجنادرية “نحن في أيام مخيفة..مخيفة” مستطرداً بقوله “الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً أبداً، بل يحكم العالم العقل، يحكم العالم الإنصاف، يحكم العالم الأخلاق، يحكم العالم الإنصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم، لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلها”. وكانت موسكو وبكين الحليفتان الرئيستان لسوريا، استخدمتا الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار حظي بدعم أغلب الدول العربية والأوروبية ويدعو الرئيس الأسد إلى التنحي. وفي محاولة لتجنيب روسيا الانتقادات بعد أن حالت دون صدور القرار الدولي، قال نائب وزير الخارجية الروسي أمس، إن الدول الغربية تثير المشاكل في سوريا. ونقلت وكالة “ايتار تاس” عن ريابكوف قوله إن “قيام الدول الغربية بتحريض المعارضة السورية على القيام بأفعال لا يمكن التسامح معها فضلاً عمن يرسلون أسلحة ويقدمون لهم النصح والتوجيه، يشاركون في عملية تصعيد الأزمة”. ولم يحدد الدول التي تزود المعارضين بالسلاح في سوريا. وأضاف ريابكوف متحدثاً خلال زيارة لكولومبيا إن موسكو ستتخذ “تدابير صارمة” إذا استمر الغرب في محاولة التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا من خلال مجلس الأمن. وأضاف “المجلس التابع للأمم المتحدة ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية وليس الوكالة التي تقرر ما هي الحكومة القادمة في هذا البلد أو ذاك”، مضيفا “إذا لم يتفهم الشركاء الأجانب ذلك سنضطر لاستخدام تدابير صارمة لإعادتهم إلى أرض الواقع”. وقال ريابكوف في تصريحاته “الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على أعمال متعنتة..شريكة في تأجيج الأزمة”. وتابع “السلطات السورية أكدت استعدادها لإجراء استفتاء سريع حول الدستور وتنظيم انتخابات..وعليه فإن مسؤولية البحث عن حل لوقف إهراق الدماء تقع على المعارضة” التي ترفض التفاوض مع السلطات السورية. ورفض ريابكوف الانتقادات التي وجهت إلى موسكو لاستخدامها حق النقص من أجل عرقلة مشروع القرار الدولي الذي يندد بالنظام السوري ويطالب بتطبيق مبادرة الجامعة العربية. وأضاف “لقد حاول البعض وبسبب الفيتو الروسي الصيني على مشروع القرار في مجلس الأمن، أن يتهم روسيا بأنها مسؤولة عن حمام الدم. هذا محض افتراء”. وقال إن “المسؤولية تقع على الذين لديهم تأثير على المعارضة ويعجزون عن كبحها ومطالبتها بأن تقبل اقتراح الحكومة البدء بحوار فعلي بما أن دمشق مستعدة لذلك”. من جهته، أقر مجلس النواب الروسي “الدوما” بياناً أمس، يدين قيام الغرب “بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وفرض قرارات من الخارج عليها”. ودعا بعض النواب في البرلمان الذي يسيطر عليه حزب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إلى مقاومة أشد صلابة للغرب. وقال اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما لرويترز “هناك انتقادات في الدوما مفادها أن موقف روسيا بشأن سوريا ليس قوياً بدرجة كافية. يقولون إنه يتعين على روسيا أن تشدد موقفها”. وجاء في إعلان الدوما أن “الموقف غير المتوازن الذي تضمنته مسودة القرار الأخير في مجلس الأمن حول سوريا، كان من شأنه أن يقوض كل الفرص لإجراء حوار بناء ومتساوي الحقوق “بين أطراف النزاع في البلاد. وأعلن رئيس المجلس سيرجي ناريشكين استعداد البرلمان لإرسال مبعوثين إلى سوريا في مهمة مراقبة “عند الضرورة” للانضمام إلى المراقبين العرب. إلى ذلك، قالت آشتون خلال زيارة للمكسيك “رسالتي إلى زملائي الروس هي أنه يجب عليهم إدراك حقيقة الموقف على الأرض وأنه ينبغي ألا نستمر في السماح بتعطيل أي تحرك لمجلس الأمن لوقف القتل والقمع سوريا”. وأضافت قولها “مجلس الأمن هو المكان الذي ينبغي أن تمضي فيه هذه الأمور قدماً، مضيفة أنها تنوي أن تحادث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أدان في وقت سابق “الوحشية المروعة” لحملة الحكومة السورية للقضاء على المعارضة. ودعت موسكو إلى مساندة قرار في الأمم المتحدة يطالب الأسد بإيقاف حملته الدموية على المحتجين. بدوره، أكد أوغلو خلال مؤتمر في جامعة جورج واشنطن بالعاصمة الاميركية الليلة قبل الماضية، بقوله “لا يمكننا أن نتفرج على السوريين وهم يقتلون كل يوم دون أن يتحرك المجتمع الدولي”. وقال الوزير التركي “نريد خلق منبر دولي إذا لم تتحرك الأمم المتحدة، لكي نبرهن تضامننا مع الشعب السوري في مواجهة حمام الدم هذا، وهذه المذبحة” دون تفاصيل حول مكان وزمان المؤتمر.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©