مهرجان نادي تراث الإمارات الرمضاني يواصل فعالياته

تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات، تواصلت فعاليات المهرجان الرمضاني الثاني لنادي تراث الإمارات وبنجاح كبير لليوم السادس والعشرين على التوالي· وفي إطار برنامج المحاضرات وبحضور سعادة عتيق قنون الفلاسي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان مساعد المدير العام للأنشطة وجمع غفير من الجمهور، ألقى الدكتور أحمد نور الدين الزامل رئيس قسم الإفتاء والبحوث في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساء أمس الأول في مسرح أبوظبي بجانب القرية التراثية بكاسر الأمواج محاضرة بعنوان ''كيف نستثمر ليلة القدر'' استهلها بتبيان عظمة هذه الليلة المباركة، والوسائل التي توصلنا لتحصيل الثواب، ومن أهمها دخول الإنسان إليها بقلب مفعم بالمحبة لجميع من حوله من البشر· وأشار الزامل إلى أن ليلة القدر سميت بذلك كونها ليلة القضاء والحكم والتدبير، حيث يقدر الله فيها ما يكون إلى السنة القابلة، كذلك لأن الله عز وجل أنزل فيها قرآنا بقدر على رسول ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر، ولأنها ليلة الشرف والعظمة للعامل وللعمل· وتطرق الزامل في محاضرته - التي أدارها وقدم لها محمد حسن المرزوقي رئيس قسم العلاقات العامة في النادي - إلى أهم علامات ليلة القدر وقال:'' هي سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، وشمسها ضعيفة، حمراء، لا شعاع لها''· موجها بضرورة أن يستثمر المسلم كل لحظة في هذه الليلة العظيمة لأنها ليلة العطاء بلا حدود وبلا قيود، وأن يكثر من الدعاء وخاصة ما جاء في حديث الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) عندما سألته السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن خير الدعاء في ليلة القدر فقال: ''قولي اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا''· واستطرد المحاضر في السياق ذاته بضرورة أن يجعل المسلم هذه الليلة محطة للتزود بالحسنات من خلال الإكثار من الطاعة وصلة الأرحام والعفو عن الناس والإحسان إلى المحتاجين والضعفاء· وفي الجانب المعاصر أوضح الزامل أن ليلة القدر هي ليلة سلام، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن الإسلام هو دين السلام والأمان والمحبة والعدالة بين الجميع، وعلى المسلم أن يكون عاملا بما جاء في القرآن الكريم ليبرز للعالم المعاني العظيمة لهذه الليلة التي تحتاجها البشرية جمعاء· وقال ''جاء الإسلام رحمة وسلاما لأنه جاء رحمة ليس للانسان فقط ، بل للحيوان والشجر والنبات، لأنه جاء سلاما لكي شيء في الدنيا، داعيا لتحقيق قيام هذه الليلة الى المحافظة على صلاة المغرب والعشاء والفجر في جماعة، وقيام الليل بحدود معقولة منطقية، حيث إن قيام الليل بأكمله قد ينعكس سلبيا على الإنتاج لدى العامل أو الموظف، فيكفي المسلم أن يقوم جزءا من الليل يتضرع فيه إلى الله عز وجل ليقوم في صباح غده نشيطا إلى عمله لأن الدين هو العمل· ووجه رسالة إلى كل أب وأم مسلمين أن يحثوا أبناءهم على الاجتهاد في هذه الليلة قدر استطاعتهم، وان يغرسوا في أبنائهم المعاني العظيمة التي أرادها الله عز وجل من هذه الليلة المباركة· وكانت لجنة المسابقات قد استبقت بدء المحاضرة بعمل سحوبات ضخمة على بطاقات الدخول للمهرجان، كما قدمت أربعة من مضمون المحاضرة بعد ختامها وقدمت الجوائز الفورية العينية والمادية للجمهور وسط إقبال جماهيري يزداد يوما بعد يوم لا سيما وان المهرجان شارف على ختام فعالياته استعدادا لإقامة مهرجان العيد الفطر السعيد مباشرة ولمدة ثلاثة أيام·