الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أنا وجزيرتنا العربية

أنا وجزيرتنا العربية
29 مارس 2008 01:21
أكثر من ثمانين قصيدة من الشعر الحر المقفى والشعر العمودي يضمها كتاب الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى (أنا وجزيرتنا العربية) الذي صدر مؤخرا في محاولة من الشاعر لوضع هذه القصائد على مسطرة الثيمة الواحدة التي تشترك فيها، ألا وهي تلك القصائد التي كتبها خلال سنوات حياته عن منطقة الخليج العربي أو الجزيرة العربية حسب وصفه رغم أنه ضمَّ إليها بغداد وعواصم أخرى باستثناء صنعاء التي على ما يبدو أن شاعرنا سيخصها بكتاب مستقل لأنه عاش فيها ردحاً من حياته الطويلة· يقرأ الشبان العرب قصائد العيسى في عدد من مناهج التعليم في وطننا العربي، ويحفظونها في عز صباهم وشبابهم لتبقى، تلك القصائد، مغناة متى ما جاشت النفس وهي تحن إلى الوطن والأمة والأرض والمصير· وأسلوب العيسى في قصائده واضح المعاني والكلمات، وتجد فيه براعة اللغة العربية في تمثيل الأحاسيس والمشاعر والوجدان· قسم العيسى مختاراته الشعرية التي تعود تاريخياً إلى منتصف أربعينيات القرن الماضي إلى ثلاث مجموعات؛ أسماها على التوالي (مع الماضي)، و(مع الحاضر)، و(مع الأطفال)· المجموعة الأولى تضم قصائد تتغنى بالتراث العربي التليد وبرموزه الدينية والسياسية والأدبية، وبمجموعة من المناسبات الدينية والتاريخية العربية والإسلامية ذات الصلة بالجزيرة العربية؛ فهو يتحدَّث مثلاً عن المولد النبوي الشريف، ويعدّه الفجر المنير الذي أضاء بنوره المتوهج الجزيرة العربية بقية بلاد المسلمين والعالم· ويدخل العيسى إلى عالم الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، الذي أسماه بـ ''الثائر من غفار'' ليستجلي فيها بطولة هذا الصحابي المناضل الذي وقف في وجه الظلم والجهل في حينه، ويعرج إلى ''وصية أبي بكر'' في قصيدة قصيرة، بينما يورد نصا من مسرحية (ابن الأيهم) التي تدور أحداثها في مكة المكرمة· ويقف العيسى على طلل في مضارب عبلة برمال نجد ليقول شاعراً: ''أطلق صهيلك هذا الرملُ والطللُ هذي جُذُرك في عينيك تشتعل''· وفي قصيدة له كتبها عام ،1997 يخص الربع الخالي بقصيدة قال فيها: ''أنا في جوارك كم وددتُ لو أنني في عمق عمقك أطوي السماء براحتي وأنتشي بوميض برقكَ''· في قصيدة أخرى يحييِّ بها الرحّالة الإماراتي ابن ماجد وهو يقف عند مراسيه الخالدة: ''أبا الموجة الزرقاء·· دعني حكاية على شطك المسحور''· تضمُّ قصائد مع الحاضر مجموعة من النصوص الشعرية المهداة إلى شخصيات خليجية عديدة، منها: الدكتور راشد المبارك، والدكتور عبد الله الغذامي، وعبد الله الجفري، وغيرهم· ويخص نزوى العُمانية بقصيدة نقرأ في مطلعها: ''أجر إليك العُمر وهو هشيم عتيق هوانا·· يا عُمان قديم·· وتسأل نزوى وهي ترثي حرائقي: بأي بساتين الرماد تقيم، بأي الزوايا من دمارك تحتمي؟؟''· إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث يتجوَّل العيسى في شوارعها وأزقتها منتشيا بجملها الأخاذ· وفي صباح ظبياني راقَ للشاعر أن يتمشى على شارعها المحاذي للبحر (الكورنيش) فكتب يقول: ''أُغادر غرفتي في الفندق أمتطي نسمة من نسمات الصباح وأنحدر إلى رصيف اللازورد كورنيش أبوظبي·· قصيدةُ لازورد تمتدُّ حتى الأفق أمشي على الرصيف·· في موكب من الزهر والطير والشجر اليد التي حوَّلت الرمل الأجرد إلى خُضرة تأخذ بالألباب·· لا بدَّ أن تكون شاعرة''· قصائد أخرى كتبها العيسى عن الرياض والشارقة ودبي والدوحة، وهي مدن عربية خليجية جميلة ورائعة أثارت في الشاعر مشاعر الحب وروعة الأمكنة· وفي المجموعة الثالثة التي جاءت بعنوان (مع الأطفال) يقدم لنا العيسى مجموعة من القصائد التي كتبها للطفولة العربية، لكنها قصائد ذات صلة بالجزيرة العربية، ومن ذلك قصيدة ''ابن ماجد''، وقصيدة ''عصفورة عُمان''، وقصيدة ''القطار الأخضر'' التي تمر في سرديتها الشعرية على عواصم خليجية عديدة· الكتاب: أنا وجزيرتنا العربية، شعر· المؤلف: سليمان العيسى/ شاعر سوري· الناشر: المركز الثقافي العربي، بيروت ·2008
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©