الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زكاة الفطر·· تعوّد المزكي على العطاء والبذل

زكاة الفطر·· تعوّد المزكي على العطاء والبذل
8 أكتوبر 2007 21:15
لا يخفى على أحد أهمية فريضة الزكاة بشكل عام، وزكاة الفطر للصائم بشكل خاص، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إنها طُهرة للصائم من اللغو والرفث''· وزكاة الفطر تعد فرضاً من الفرائض الواجبة على كل مسلم ومسلمة، كبيرا كان أو صغيرا، حرا أو مملوكا، وجد قوت يومه، فمن أخرجها قبل العيد كانت له زكاة فطر، أما من أخرها لأي سبب من الأسباب فهو آثم وتبقى في ذمته ويجب عليه إخراجها بعد العيد وكانت له صدقة جارية من الصدقات· يقول ناصر آل علي -موظف في الثلاثينات: إن لزكاة الفطر الأجر والثواب العظيم، وذلك لما تحمله من أهمية عظمى في نفوس المسلمين، فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي فرض من الفروض التي أمرنا بها الله -عز وجل- وذكره في كتابه الكريم في عدد من الآيات والسور، فهي واجبة إذاً على كل مسلم ومسلمة موقن بالله وبوجوب فرائضه· ويضيف آل علي: ''بالنسبة لي كفرد، فالزكاة تساهم في تربية النفس، فاقتطاعي جزءا من مالي لإرضاء الله تعالى هو ما يعود علي بالخير في حياتي، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ''ما نقص مال من صدقة''، فما بالك إذا كانت هذه الصدقة هي زكاة واجبة ومفروضة أوجبها الله على عباده في شهر تكثر وتضاعف فيه الرحمات وترفع فيه الدرجات''· بدوره أكد خالد الهرمودي -موظف حكومي- أهمية إخراج الزكاة في رمضان، وقال: ''إن أهمية إخراج الزكاة لا تتوقف فقط عند شرط وجوبها على المسلم، بل لها العديد من الايجابيات التي تساهم في رفع رصيد حسنات المسلم وتطهير نفسه من الشوائب سواء له أو على من تزكى وتصدق عليه، فبالنسبة للشخص نفسه تعود الزكاة عليه بالخير وذلك من خلال تجنيبه شح النفس إلى جانب العائد المادي المضاعف له بإذن الله، كما تحسن الزكاة الجانب النفسي والاجتماعي للمزكي، وبالنسبة للفرد المزكى عليه، فيكون المردود الايجابي هو غنى النفس والبعد عن البغض والحسد والتعفف عن السؤال والتسول وغيرها من الأمور والصفات الأخرى غير الايجابية''· وأوضح الهرمودي أن الزكاة تعد تدريبا نفسيا للمتزكي، لأنها تطهره من الحب الزائد للمال والبخل وتعوده على العطاء والبذل في سبيل الله أولا وفي سبيل الآخرين ثانيا، كما ترفع الزكاة من معنويات وشعور الفقير، وذلك بالاهتمام به كشخص يمثل جزءا من المجتمع الذي يعيش فيه·· كما تساهم الزكاة في تخليص الفرد من الشعور بالحقد والحسد والغل الذي يتلاشى ويحل محله الإيمان بالرحمة والحب والإخاء· ويضيف فيصل أحمد -موظف- أن للزكاة أهمية كبيرة تساهم في بناء المجتمع، موضحا أن المسلمين في رمضان وغيره يسارعون إلى دفع أموال زكاتهم، معتبرا أن الزكاة عبادة مالية تقرب المسلم من الله وتعوده على الامتثال لأوامره، كما أن الله عز وجل خص بها فئة دون أخرى وذلك ليتسنى لهذه الفئة أن تشكر الله تعالى على نعمه، وذلك عن طريق إعطاء الفقراء حقهم في مال الله نيابة عنه· وأشار فيصل إلى القول المأثور: ''الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر''، حيث أن الله تعالى منّ على المتزكي بالأموال، ولذلك وجب عليه الشكر عن طريق إعطاء الزكاة·· كما منّ عليه بالصبر وذلك عن طريق تخليه عن جزء من ماله وهو الشيء المحبب لقلبه وهو من أكثر الأمور التي تستدعي من الشخص نفسه الصبر، وبالنسبة للشخص المتلقي للزكاة فينطبق عليه الحديث أيضا وذلك من خلال صبره على فقره وشكره لله على حاله وعلى ما سيأتيه من زكاة مال أو غيرها· زكاة الفطر من جانبه قال الشيخ طالب الشحي الواعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: إن الله عز وجل قد شرع للمسلمين في ختام الشهر الفضيل عددا من العبادات الجليلة التي تزيد المسلم إيمانا وتكمل بها عباداته وتتم بها نعمة الله عليه، ومن هذه العبادات زكاة الفطر· وأضاف الشحي أن صدقة الفطر أو زكاة الفطر تعد فريضة من الفرائض التي أمرنا بها سبحانه وحثنا عليها نبينا الكريم، حيث دلَّ على فرضيتها ما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: ''فرض رسول الله صدقة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين''، لافتاً إلى أن الزكاة فريضة على عموم المسلمين ذكورهم وإناثهم صغارهم وكبارهم، وعلى كل من يستطيع إخراجها، وذلك لعموم السنة الدالة عليها، فيؤديها المسلم عن نفسه وعمن ينفق عليه من الزوجة والأولاد والأبوين إن كان ينفق عليهم، ويؤديها عمن ينفق عليهم ممن يستخدمهم في منزله· وتحدث الشيخ طالب الشحي عن الحكمة من فرض هذه العبادة في نهاية شهر الصوم، مؤكدا أن الحكمة من ورائها هي إطعام المساكين وإغناؤهم عن السؤال في يوم العيد، وذلك ليشاركوا إخوانهم فرحتهم بيوم العيد وسرورهم· وأوضح الواعظ في الشؤون الإسلامية أن الزكاة طهرة للصائم من اللغو والرفث، حيث قال عبد الله بن عباس: ''فرض رسول الله صدقة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات''· وشدد فضيلة الشيخ على وجوب إخراج الزكاة عن كل فرد مسلم وقال: يخرج المسلم زكاة فطره وذلك من قوت أهل البلد لحديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: ''تخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط''، والصاع يقدَّر بالوزن بمقدار 3 كيلو جرامات إلا ربعا تقريبا، فمن أخرج ذلك فقد أبرأ ذمته، ويجب على المسلم المزكي أن يخرج الطيب من الطعام المزكى به ويتجنب الرديء منه· وقت إخراجها وحول وقت إخراج الزكاة أكد الشيخ طالب الشحي أن وقت إخراج زكاة الفطر يكون من غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان حتى وقت صلاة العيد، فإذا أدرك المسلم غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان وجبت عليه صدقة الفطر، كما يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، فمن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين فإنها مجزئة إن شاء الله، ولا حرج أن يؤديها المسلم للجمعيات الخيرية قبل العيد بأكثر من يومين، حيث لا تجزئ الزكاة بعد صلاة العيد إلا إذا كان الإنسان جاهلاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©