أسرة صينية من 9 أفراد تعلن إسلامها

تمرد على ديانته السابقة منذ نعومة أظافره·· رفضها من داخله، مستنكراً الولاء لها، فكيف لصنم أن يعطي المال والصحة؟ وكيف يرتكن إليه عند الحاجة طالبا منه الدعم والمدد؟ مما أصابه بحالة من القلق والتوتر، وزرع في داخله التمرد على الوضع القائم· ربما انعكست تلك الرؤية عليه وعلى أفراد أسرته جميعا فلم يعرفوا الطريق إلى المعبد إلا في المناسبات الدينية فقط· وقرر ''هوانج في خين'' أن يكثف جهوده للعمل والتجارة وأن ينحي مسألة الدين جانباً، حتى يجد لنفسه مخرجا·· واستمرت الحياة بالنسبة له تسير على نفس الوتيرة، وحضر أحد أولاده للعمل في دبي، لكنه لم يدرك أن الله قد كتب له النجاة على يدي هذا الابن الذي اعتنق الدين الإسلامي بعد عمله في دبي، وحج بيت الله الحرام، وتحول إلى داعية أسلم على يديه 25 مسلماً ومسلمة· وبدأ الأب يسمع عن ابنه الكثير من التغير والاختلاف عبر الذاهبين أو العائدين من دبي، ومهما سمع الأب فإنه لم يصدق، إلا أنه كان سعيداً بالخير الذي أصبح فيه ابنه من راحة البال والهدوء والنعم الكثيرة· وعلى الجانب الآخر أيقن الابن منذ إسلامه أن الأقربين أولى بالمعروف، لذا فإنه لم يدخر وسعاً في أن يدعو والديه وشقيقه الصغير الى الإسلام بالتي هي أحسن، وكلما حدثهم تليفونيا أخبرهم بأمر جديد من أمور الدين الإسلامي·· لكن الأمور ليست بهذه السهولة عليهم، ففي بلدتهم المعلومات المتوفرة عن الإسلام والمسلمين مشوشة ولا تساعد بأي حال من الأحوال على الدخول في الإسلام· لكن عمر يحتاج المزيد من الصبر، ولأنه يدرك تماما معنى الوحدانية لله والخلاص من براثن الأصنام للفوز بالراحة في الدنيا وحسن الخاتمة، فقد قرر ألا يترك والديه وشقيقه في الضلالة، ولأنه يعلم أن النقاش والقناعة عن قرب أكثر تأثيرا وجدوى·· فقرر توجيه دعوة عاجلة لهم لزيارته لعل الله يكتب لهم الهداية، ويلحقهم جميعا في جنة الخلد· لم يتردد الأبوان والشقيق في الحضور إلى دبي، حيث وجدوا أنفسهم وسط عالم جديد لم يألفوه من قبل، ووجدوا ''عمر'' في حالة مغايرة من الروحانية والإيمان والصدق والتسامح، كما أن معاملته لهم تحولت الى الأفضل مع زيادة كبيرة في البر والإحسان·· ولما سألوه أخبرهم أنه الإسلام الذي أدبه ورباه، وحكى لهم ما للأبوين من منزلة عظيمة في الدين الإسلامي· وكانت دلالة الله الواحد الأحد الفرد الصمد هي طوق النجاة بالنسبة لهم للخروج من الظلمات الى النور· وقرروا أن يحضروا المحاضرات الأسبوعية الدينية، التي يقيمها قسم المسلمين الجدد بدائرة الأوقاف والشئون الإسلامية لأبناء الجالية الصينية من المسلمين الجدد· حيث وهبهم الله أفضل النعم، وأنعم على ثلاثتهم بالإسلام في يوم واحد، لتكتمل فرحة الابن بإسلام أفراد أسرته الصغيرة، وواصل دعوته ليسلم تسعة من أفراد أسرته لتكون أكبر أسرة مسلمة من الجالية الصينية على أرض الدولة·