الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد عدنان: العلاقة بين العروبة والإسلام يخلدها القرآن

محمد عدنان: العلاقة بين العروبة والإسلام يخلدها القرآن
8 أكتوبر 2007 21:22
أكد الدكتور محمد عدنان أفيوني المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين في دمشق، أحد أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة خلال شهر رمضان أن العلاقة بين العروبة والإسلام عضوية وخالدة بخلود القرآن الكريم، وقال في حوار مع ''الاتحاد'': إن تعدد المذاهب الإسلامية يعبر عن التنوع والتكامل في الفكر الإسلامي، وحذر من التسليم بالمصطلحات المستوردة· وفيما يلي نص الحوار: ؟ نعاني في عالمنا الإسلامي من مشكلة المصطلحات التي تصدر من المجتمعات الغربية ونكررها نحن دون تحفظ، مثل مصطلح ''الأصولية الدينية'' باعتباره مرادفا للتطرف، حيث يتم ربط المصطلح بتاريخ مصطلح الأصولية المسيحية وسياقه، في حين لدينا نحن مصطلح ''أصول الدين'' الذي يختلف تماما عن المصطلح السابق، فيكف يمكن مواجهة هذه المشكلة؟ ؟؟ لا شك أن دلالات الألفاظ على معانيها مما يؤخذ بعين الاعتبار في لغة العرب، فقد يكون المعنى اللغوي مرادا أصالة، وقد يكون المعنى الاصطلاحي هو المراد بداهة، كما في لفظ ''الصلاة'' فهي في اللغة ''الدعاء''، ولكنها تؤخذ بمعناها الاصطلاحي عند عموم المسلمين وهي الفريضة العبادية التي فرضها الله عز وجل على المسلمين· ومن هذا المنطق فلا بد من التفريق ما بين المصطلحات سواء كانت في لغة العرب على المعنى الذي أشرنا إليه أو كانت دخيلة على المعاني كما في لفظ ''الأصولية''· فالأصولية في المفهوم الشرعي تعنى الاستناد على الأصول الدينية وهى القرآن والسنة والشريعة، وأما ما درج عليه الغربيون من اعتبار مصطلح الأصولية بأنه ذلك المنهج الديني المتطرف، إنما نشأ نتيجة لمفاهيم عن تاريخ التشدد الديني المذهبي المسيحي في أوروبا في القرون الوسطى وما تلاها جعلهم يطلقون ذلك على كل من يتمسك بأصول دينه بغض النظر عن تطرفه أو اتزانه العقائدي· وذلك يوجب على علماء الأمة والمثقفين والإعلاميين التنويريين ضرورة التفريق بين المصطلحات وعدم قبول خلط المعاني لتنسحب على مفهوم التزامنا بأصول ديننا وهو الشيء المطلوب من كل المسلمين· الخطاب الديني ؟ الدعوة الإسلامية هى الإعلام بالرسالة الإسلامية، أي هي الخطاب الإسلامى·· فكيف تنظرون إلى الدعوة لتجديد الخطاب الديني؟ ؟؟ في الحقيقة هذا موضوع هام جداً ينبغي بحثه باعتبارات علمية وليست انفعالية، فإذا كان المقصود بتجديد الخطاب الديني هو التعامل مع الأصول بهدف تغييرها فهذا مرفوض، وأما إذا كان المقصود تجديد آليات وأساليب الخطاب فهو مما ينبغي أن يكون محل اعتبار في كل زمان وكل مكان، مراعاة لحال المخاطبين، انطلاقاً من قول النبي عليه الصلاة والسلام: ''خاطبوا الناس على قدر عقولهم''، وقول سيدنا على بن أبي طالب: ''ليس كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يقال حضر وقته، ولا كل ما حضر وقته حضر أهله''· فلكل مقام مقال ولكل زمان اعتباراته وظروفه· فالخطاب الديني في القرن الـ21 يختلف عن الخطاب الديني في القرن الـ،15 وهذا أمر بديهي ينبغي أن ينتبه إليه الدعاة لإيصال مفاهيمهم بحسب المخاطبين في عصرهم ومكانهم، وهذا مفهوم الحكمة التي أشار إليها ربنا سبحانه وتعالى في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)· ؟ اختلاف المذاهب في الأصل رحمة، غير أن المتعصبين من الأتباع يريدون أن يحولوا هذه الرحمة إلى فتنة، فكيف السبيل إلى محاصرة الفتنة؟ ؟؟ لا بد من التوضيح لجماهير المسلمين من خلال الخطاب الصادق الواعي بأن المذاهب الإسلامية هي صورة تنوع وتكامل لا صورة تنافر وتخاصم، فالتنوع المذهبي والمقصود به الاختلاف في الفروع الفقهية لا يعني اختلافاً لا في الثوابت أو العقائد أو الأصول ولا في الهدف العام لرسالة الإسلام، فالإسلام في أصوله كل لا يتجزأ، فالإله واحد والنبي واحد والقرآن واحد والقبلة واحدة، والله تبارك وتعالى يقول: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)· والذين يستخدمون التنوع المذهبي لإثارة الفرقة والخلاف بين المسلمين إنما يبتعدون عن جوهر الإسلام وحقيقته إما جهلاً وإما كيداً وفي كلا الحالتين فهم يضرون بهذا الإسلام ويفتون في عضد المسلمين ويدعون إلى الفتنة والتفرقة، وهو ما يجب أن نتصدى له تنفيذاً لأمر الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، وحفاظاً على قوة هذا الدين وبقائه ليمارس دوره في هداية البشر ومواصلة دوره الحضاري الإنساني· ؟ الدعوة إلى الحوار بين الأديان·· أليس المسلمون من كل المذاهب هم الأولى بذلك؟ ؟؟ في الأصل لا يفترض أن يكون هناك خلاف بين المسلمين حتى ندعو إلى الحوار بينهم، وأما المسلمون فقد نهى الإسلام عن الخلاف بينهم مع الفارق بين الاختلاف والخلاف· فالاختلاف في الاجتهاد الفقهي إثراء وإغناء لهذا الدين، وأما الخلاف فهو تنازع وإضعاف للأمة· ولكن لما تباين المسلمون في مواقفهم وتحول الاختلاف الفقهي إلى خلاف مذهبي وسياسي كانت الدعوة إلى الحوار فيما بينهم أولى وأهم من الدعوة إلى الحوار مع الآخر وترتيب البيت أولى أولويات الإنسان ليستطيع العيش بكرامة في الحياة· وفي الحقيقة إن الذي يعجز عن حوار ذاته وأخيه هو أعجز عن حوار الآخرين· ؟ العلاقة بين العروبة والإسلام·· هل هي علاقة تكامل أم تباين؟ ؟؟ لا يمكن الفصل بين العروبة والإسلام، فالإسلام نشأ في جزيرة العرب وقامت الشريعة بلغة العرب، فالقرآن عربي والنبي عربي ودعاة الإسلام في الصدر الأول خرجوا من جزيرة العرب، وهذه العلاقة بين العروبة والإسلام عضوية وأزلية لخلود هذا القرآن الذي نزل بلغة العرب (إنا أنزلناه قرآناً عربياً) وسيبقى شاهداً وحارساً أميناً على هذه العلاقة لا يستطيع دعاة التفريق على مر الدهور والعصور أن يوهنوا عضدها أو أن يفرقوا شملها، خصوصاً وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أكدت دعوته حب العرب واحترامهم، كما ورد قوله ''أحبوا العرب لأني عربي ولأن القرآن عربي، ولأن لسان أهل الجنة عربي''، مما يؤكد هذه العلاقة ويرسخ جذورها لتبقى على مر الدهور والعصور· وأما ما يعتمد عليه البعض من قول النبي ''لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى'' فهو يؤسس لمفهوم العدل في الحقوق والواجبات وعدم التمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس فليس فيه التقليل من مكانة العرب ولا من دورهم في نشر الرسالة وبقائها في العالمين· من هنا ندعو إلى ضرورة العناية بإبراز المفاهيم الصحيحة عن الإسلام وتنوير الرأي العام بما ينبغي أن يعرفوه عن حقائق هذا الخلط في المفاهيم والكيد لهذه التعاليم، فالإعلام الهادف رسالة إيمانية انسانية مثالية ينبغي أن تأخذ دورها الفاعل في النهضة والتنوير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©