الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
8 أكتوبر 2007 21:24
أراد تاجر الخروج إلى بعض الوجوه لابتغاء الرزق؛ وكان عنده مائة من حديد؛ فأودعها رجلاً من إخوانه، وذهب في وجهه· ثم قدم بعد ذلك بمدةٍ؛ فجاء والتمس الحديد، فقال له: قد أكلته الجرذان· فقال: قد سمعت أنه لا شيء أقطع من أنيابها للحديد· ففرح الرجل بتصديقه على ما قال وادعى· ثم إن التاجر خرج، فلقي ابناً للرجل؛ فأخذه وذهب به إلى منزله؛ ثم رجع إليه الرجل من الغد فقال له: هل عندك علم بابني: فقال له التاجر: إني لما خرجت من عندك بالأمس، رأيت بازياً قد اختطف صبياً، ولعله ابنك· فلطم الرجل على رأسه وقال: يا قوم هل سمعتم أو رأيتم أن البزاة تخطف الصبيان؟ فقال: نعم· وإن أرضاً تأكل جرذانها مائة من حديد ليس بعجب أن تختطف بزاتها الفيلة· قال له الرجل: أنا أكلت حديدك وهذا ثمنه· فاردد على ابني· وإنما ضرب هذا المثل لتعلم أنك إذا غدرت بصاحبك فلا شك أنك بمن سواه أغدر؛ وأنه إذا صاحب أحد صاحباً وغدر بمن سواه فقد علم صاحبه أنه ليس عنده للمودة موضع، فلا شيء أضيع من مودةٍ تمنح من لا وفاء له، وحباءٍ يصطنع عند من لا شكر له، وأدبٍ يحمل إلى من لا يتأدب به ولا يسمعه، وسر يستودع من لا يحفظه؛ فإن صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر: كالريح إذا مرت بالطيب حملت طيباً، وإذا مرت بالنتن حملت نتناً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©