السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف نبدأ الإصلاح؟

كيف نبدأ الإصلاح؟
8 أكتوبر 2007 21:27
قلنا إن ما نحتاجه هو ''فك الاشتباك بين الناقد والمنقود'' وأن من يمارس هذا النقد أيا كان ، يرى نفسه خارج إطار المجال الذي انبرى لنقده·· أي أنه بريء من التهم التي يكيلها للأمة ومعافى من جميع الأمراض التي يرى أنها تستوطن بقية الأمة، ولا يدري صاحبنا المفكر العاجي أو الإمام المنوه أو الخطيب المنبري أنه واحد من هذه الأمة تصيبه صحوة مؤقتة عندما يتكلم، ولكنه في بقية شؤون حياته وأموره يقتسم مع مجتمعه كل أبعاد تخلف وكل نواحي بعده عن الدين وانغماسه في ملذات الدنيا· فصاحبنا الناقد لم ير في نفسه أنه شريك لن ينتقدهم في مآسيهم لذلك لن يستطيع تحريك واحد منهم ولن يقدر على علاجهم إلا إذا شعر أنه منهم، وبعبارة أخرى لن يستطيع أن يحقق الإصلاح إلا إذا كان جزءاً من هذه الأمة مشاركاً لها شاعراً بكل مشكلاتها معتبراً نفسه جزءاً من هذه المأساة التي نعيشها· وفي الحقيقة جميعنا نقع في هذا الفخ ونتكلم عن آخرين لسنا منهم ولن نستطيع الإصلاح إلا إذا كنا فيهم ومنهم· لعل أول ما ينبغي البداية به في تحقيق الإصلاح هو إصلاح الإصلاح أي اصلاح المؤسسات والحركات والجماعات القائمة على الإصلاح والداعية اليه سواء أكانت هذه المؤسسات أو الحركات ذات طبيعة دينية أو علمانية وسواء أكانت تعليمية أو سياسية أو اقتصادية لأن جوهر الأزمة ان أدوات ووسائل الإصلاح فاسدة لذلك لن تستطيع ان تحقق اصلاحاً ولو يسيرا مهما طال الزمن لأن الله سبحانه وتعالى قد أجرى التاريخ الى سنة انه لن ينال عهد الله الظالمون· فلا بد ان تكون وسائل الإعلام مهيأة لاستقبال النور الإلهي الذي يجعل من حركتها صائبة ومن فكرها سليماً ومن حكمها عادلاً· وعملية اصلاح مؤسسات الاصلاح أصعب بكثير من اصلاح المجتمع والأمة لأن القائمين على هذه المؤسسات يرون انهم رواد الإصلاح وأول ما يحتاج الى الاصلاح المسجد والوعظ الديني والإعلام الديني ومؤسسات التعليم والحركات الدينية·· الخ، وكل من تصدي لهذه العملية على مدى قرن من الزمان· وثانياً فإن عملية الاصلاح هذه يجب ان تكون من موقع لا يجعل القائمين عليهم منعزلين عمن يحاولون اصلاح حالهم حتى لا تعيد انتاج نفس العملية فنحتاج الى اصلاح اصلاح الاصلاح وهكذا· فلا بد ان نتعلم الأدب النبوي في الاصلاح ولا بد ان نتعلم نكران الذات والعمل في صمت ودون ضجيج والبعد عن الأضواء والنجومية، اي لا بد ان نترك حب الدنيا والانغماس فيها· ولعل تجربة الصوم عند فهمها واستوعابها تمثل مدرسة حقيقية لمن يريدون ان يكونوا في طليعة المصلحين في الأرض وليس الآخرين أعمالاً· وللحديث بقية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©