الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي الكفري: شرط العمل الفني إثارة الدهشة

علي الكفري: شرط العمل الفني إثارة الدهشة
8 أكتوبر 2007 21:54
أعمال علي الكفري تثير الدهشة، وترفد الفن العربي الفلسطيني بمعطيات جديدة، فهو فنان ذو نكهة خاصة يعبر عن الارتباط بالأرض، ويتمسك بالتراث الشعبي الوطني الفلسطيني، ويبرزه في أعمال عديدة ومتنوعة· وقد انطلقت مكتشفاته البصرية من عناصر جميلة، التقطها من بيئة البيت الفلسطيني خصوصاً والبيت العربي عموماً، ثم وظفها في أعمال ولوحات، بتقنيات مختلفة· بدأت موهبة علي الكفري تتضح منذ طفولته، وهو يرسم التفاحة في كتاب الرسم المدرسي، وكذلك في مرحلة الدراسة الثانوية، واختار مهناً قريبة من الرسم فدرس في مصر فن الماكياج، وعمل في التلفزيون، وقام بتدريس الفنون في الثانويات، ثم اغترب لسنوات في ألمانيا وبلغاريا، ودرّس الأطفال هناك فن الرسم، قبل أن يتفرغ لإبداعاته، وكأنه يعد نفسه لمخاض كبير· فكان أول معرض فردي لفت إليه الأنظار عام ،1981 حيث بدأ يشق طريقه الفني· وقد رسم ما يزيد عن 1200 لوحة تراثية، وتم اقتناء أعماله في عدد من البلدان العربية· وعن تجربته في استخدام اللون يقول الكفري: أنا لا استخدم اللون من (الماسورة) مباشرة، ولا أتعامل مع اللون الجاهز، إنما أحضر التراب، وأطوعه، وأستخدمه في ألواني· لذا فليس في لوحاتي لون جاهز، وإنما ألوان أقوم بتركيبها بعد عملية بحث طويلة، أكسبتني تميزاً في هذه المسألة· ويضيف الكفري: في كل مرة أرسم فيها لوحة أشعر وكأنني أرسم لوحتي الأولى، وحين أنجزها، أحاول أن أنساها، وأخفيها عن عيني، حتى أبدأ برسم لوحة جديدة مختلفة، وأتجنب بذلك أن أكرر نفسي· ففي كل لوحة أبدأ من جديد، وبأسلوب مختلف، لأن اللوحة إبداع وخلق شيء جديد دائماً· ومن الواضح أن علي الكفري يتعامل مع اللوحة ككائن حي، فعندما يبدأ برسم لوحة، فإنه يعيش معها بكليته، يقول: عندما أبدأ بالرسم أضع اللوحة البيضاء أمامي، وأتخيل ماذا أريد أن أرسم، بينما تتشكل الخطوط والتفاصيل في ذهني، ثم أبدأ بالرسم، وكأن اللوحة مرسومة، ومهمتي هي أن أنقلها من ذهني· وبعد ذلك أعيش مرحلة اللون، وتوزيع المساحات، وإذا لم أعش جو ميلاد اللوحة هذا، لا أستطيع أن أنجز لوحة متميزة· ولا يخفي الكفري ميوله الواقعية في الفن، فهو يقول: إن الفن ليس له حدود، فهو مثل البحر، مهما مضيت فيه لن تكون أكثر من نقطة في مياهه· لذا فإنهم في جامعة السوربون، يفرضون على الطالب أن يرسم الواقع، وحين يتخرج، فهو حر في رسم ما يشاء، لكن عليه أن يمرّ أولاً بالواقع· أما التجريد فهو فن جميل، لكن عليه أن يكون مدروساً في مساحاته وخطوطه وألوانه وتكويناته، لأن اللوحة في النهاية يجب أن تضفي نوعاً من الراحة النفسية على المتلقي، واللوحة لا تكون ناجحة فنياً، إذا لم تثر شعور الدهشة عندما يقع عليها نظر المشاهد لأول مرة، وتظل تثير هذه الدهشة، كلما نظر إليها بإمعان· ويضيف الكفري: إن شعور الدهشة، هو ما تثيره فينا حتى الآن أعمال عصر النهضة في أوروبا، وأعمال الفنانين الكبار بعد عصر النهضة، فنحن نقف مندهشين أمام لوحات عمرها خمسمائة عام، ونشعر كأنها رسمت اليوم، ونحس أنها طازجة ومثيرة· حكاية مع التراث لقد التفت الكفري إلى إبراز التراث الشعبي الفلسطيني، إثر حادثة تعرض لها في ألمانيا، حيث شاهد امرأة ترتدي زياً فلسطينياً، وقد سرّ بها كثيراً، لأنه ظن أنها امرأة فلسطينية أو عربية، لكنه حين اقترب منها وحدثها، اكتشف أنها (إسرائيلية)· وتأكدت لديه الحقيقة القائلة بأن الإسرائيليين يسرقون تراثنا وفولكلورنا وينسبونه إلى أنفسهم زوراً وبهتانا· ومنذ ذلك الوقت كرس نفسه وفنه للتراث العربي، وانتهى به البحث إلى تراكم معرفي كبير، فهو عندما يرى أي تطريز الآن، يعرف مصدره وهويته مباشرة·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©