الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبايا مدينة الأنفاق تحت غزة

خبايا مدينة الأنفاق تحت غزة
9 أكتوبر 2007 01:21
استغرقت رحلة عودة أبي محمد الى داره نصف الساعة، ولكنها تبدو الاطول في حياته· تقطعت السبل بأبي محمد (22 عاماً) في مصر مع مئات آخرين عقب سيطرة حركة ''حماس'' على قطاع غزة في يونيو الماضي· ومع اغلاق معبر رفح قرر أبومحمد اللجوء لواحد من عشرات الانفاق التي تعبر الحدود بين قطاع غزة ومصر، وتديرها عصابات تهرب كل شيء، بما في ذلك الاسلحة والناس والسلع· دفع للمهرب أربعة آلاف دولار لاستخدام نفق للعودة الى داره مع شحنة من السجائر المهربة، وقال أبو محمد: ''استغرقت رحلة العودة زاحفاً حوالي نصف الساعة، لكنها كانت بمثابة عام بالنسبة لي'' وطلب أبو محمد عدم نشر اسمه الحقيقي بسبب رحلته السرية، ومضى قائلاً: ''زحفت على بطني مثل الثعبان، لم يكن بوسعي أن ارفع رأسي طول مدة الرحلة''· وفي الشهر الماضي أعلنت إسرائيل قطاع غزة ''كياناً معادياً''، وتراجعت حركة تدفق الناس والسلع عبر المنافذ الحدودية تراجعاً حاداً منذ سيطرت ''حماس'' على القطاع، وانعكس ذلك في صورة ارتفاع الاسعار بشدة بالنسبة لسكان القطاع البالغ تعدادهم 1,5 مليون نسمة، وأرباح ضخمة للمهربين والعشائر التي تحفر الانفاق· وقال أبو سلمان الخبير في حفر الانفاق: ''تزايد الطلب بصفة خاصة منذ يونيو، يجري حفر العديد من الانفاق الاخرى''، وأضاف أن كل نفق تكون له اكثر من فتحة حتى يتسنى استمرار عمليات التهريب في حالة قيام القوات الاسرائلية التي تغير على غزة، او المصريين، بإغلاق احدى الفتحات، وحفر الانفاق عمل خطير وشاق، وقد قتل عدد من عمال الحفر في انهيارات خلال السنوات الاخيرة، ولكن أبا سلمان يقول: إن سكان غزة ''يريدون ان يفعلوا اي شيء من أجل توفير المال وإطعام أسرهم''· ويقول أبو سلمان (35 عاماً): ''نجلب السجائر ومحركات السيارات والاسمدة والادوية بما في ذلك الفياجرا''· وتابع ان الاسمدة يمكن ان تستخدم في تصنيع متفجرات· وقد بدأ سكان غزة حفر الانفاق في اوائل الثمانينات لتهريب سلع من مصر، واستغلتها الفصائل الفلسطينية المسلحة لجلب أسلحة في التسعينات للتصدي للاحتلال الاسرائيلي وارساء قاعدة قوتها، وفي السنوات السابقة على الانسحاب من غزة في عام 2005 فجر الجيش الاسرائيلي عشرات الانفاق، ولكن لم يستطع القضاء عليها كلياً· وقال أبو سلمان إن هناك الآن وفرة في الاسلحة في غزة حتى ان عمليات تهريب السلاح التي كانت رائجة يوماً ما توقفت تقريباً، وتابع ''اعتقد ان بوسعنا بيع السلاح لمصر الآن وليس الشراء منها''· وأضاف ان السلع التجارية هي التي تدر ربحاً حقيقياً، وقدر أن مالك النفق يمكن ان يحقق دخلاً لا يقل عن 50 الف دولار من تهريب ثلاث شحنات شهرياً لتجار في غزة· ويستعين ابو سلمان بعشرة من عمال الحفر، وقال إنه لم يسمح إلا لعدد قليل من الفلسطينيين العالقين باستخدام نفق طوله 800 متر حفره تحت منزل اسرته· وتابع ''ليس مفتوحاً للجميع، فقط لمن نثق بهم تماماً، لاننا لا نريد ان نقضي على أعمالنا''·
المصدر: رفح
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©