9 أكتوبر 2007 01:21
دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى تجديد الخطاب الديني، مؤكدا الحاجة لخطاب ديني متطور ينشر قيم الاعتدال والتسامح ويحاصر الغلو والتطرف ويركز على جوهر الدين في الوقت الذي نشر فيه الأمن المصري نحو 15 الف جندي لانهاء الاضطرابات بين قبيلتين في العريش بشمال سيناء·
وحمل الرئيس المصري في كلمته خلال الاحتفال بليلة القدر أمس العلماء والدعاة والمفكرين مسئولية تجديد الخطاب الديني قائلا لهم ''تلك مسئوليتكم فانهضوا بها''· واكد ان مصر تعي الاوقات الصعبة التي يمر بها العالم الإسلامي وما تموج به المنطقة العربية من أزمات وتحديات· موضحا ان العالم الاسلامي يواجه هجمة شرسة تستتر وراء حرية الرأي والتعبير وأن الصحافة تصف الإسلام بما ليس فيه وتربطه بالإرهاب والتطرف· وقال إن عالمنا العربي يواجه عواصف عاتية تهدد استقرار دوله وشعوبه ما بين ازمات في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال وبؤر توتر جديدة تلوح في الافق بمنطقة الخليج· وشدد على أن مصر الأزهر ستظل حصنا للإسلام تعلي قيمه وسماحته وصحيح تعاليمه وستظل دائما سندا لأمتها تدافع عن هويتها ومصالحها وقضاياها وتسعى من اجل سلام عادل وشامل يعيد الحقوق لاصحابها ويحقق أمن واستقرار منطقتها· سلام يحترم الشرعية الدولية وارادة الشعوب ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة ويعي استحالة ان يفرط زعيم فلسطيني أو عربي أو مسلم في القدس والمسجد الاقصي· سلام يستعيد للعراق استقلاله وسيادته ويحفظ هويته العربية ووحدة أراضيه وأبنائه، سلام يحقق المصالحة الوطنية لابناء لبنان والسودان والصومال ويضع نهاية لنزيف الدم والدمار في افغانستان·
واكد مبارك على أن مصر ستبقى مدافعة عن الإسلام ومقدساته في مواجهة حملات الافتراء والتطاول وتقول لمروجيها إن التطرف والارهاب ليس لهما وطن أو دين· وتقول للداعين لحوار الاديان والحضارات نعم نحن في حاجة لحوار حقيقي وجاد يقوم على التكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة ويسعى للالتقاء حول القيم المشتركة للانسانية·
وصرح مصدر أمني مصري أمس بأن 15 ألف جندي من القوات الخاصة في مدينة الاسماعيلية المصرية وصلوا مساء أمس الاول إلى مدينة العريش واحتلوا ميدان الفواخرية وقاموا بتفرقة متظاهرين، على خلفية حادث إطلاق نار على سرادق عزاء السبت الماضي· من ناحية أخرى ذكر شهود عيان أن حملة اعتقالات عشوائية واسعة بدأت مساء أمس الاول، مستهدفة البدو بشكل عام ولاسيما قبيلة الفواخرية· وكان شهود عيان قد قالوا أمس الاول إن الالاف من أهالي مدينة العريش المصرية نظموا اعتصامات واحتجاجات في شوارع المدينة التي جرى إغلاق جميع محالها التجارية· وقام المتظاهرون بالاعتداء على معظم المصالح الحكومية والتابعة لوزارة الداخلية وعلى مقر الحزب الوطني وحرق سيارات المجلس الشعبي وإغلاق الطرق الدولية·
وقام رجال الامن بإطلاق أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين· ويرجع سبب المظاهرة إلى حادث إطلاق إحدى قبائل البدو في المدينة النار السبت الماضي على سرادق عزاء لاحدى عائلات العريش أدى إلى غضب الاهالي·
وأفادت الأجهزة الأمنية المصرية أمس ان الشرطة اوقفت تسعين شخصا متهمين بالإضرار بممتلكات عامة، اثر مهاجمة افراد من البدو مبان حكومية في مدينة العريش في سيناء· وجاءت هذه التوقيفات بعدما هاجم الاف من بدو الفواخرية مبنى بلدية العريش ومقر الحزب الوطني الحاكم، وذلك ردا على هجوم قام به السبت بدو الترابين واسفر عن جرحى· وعمدت الشرطة الى تفريق الجموع مستخدمة الغاز المسيل للدموع، ونقل عشرون من البدو على الاقل الى المستشفيات· وقال مصدر في الأجهزة الامنية ان وجهاء من الفواخرية والترابين سيلتقون لتحقيق مصالحة· وتتسم العلاقات بالتوتر بين السلطات وبدو سيناء·
المصدر: القاهرة
عدد اليوم
