الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"قبور الشواطئ" فن جديد يبدعه محمد الاستاد

"قبور الشواطئ" فن جديد يبدعه محمد الاستاد
14 مارس 2010 20:09
هو الفنان التشكيلي الإماراتي، محمد الاستاد، ذاع صيته أنحاء المعمورة وخارجها، فمثّل بلده الإمارات في مختلف المناسبات الوطنية والدولية أحسن تمثيل، تنوع فنه ورسمه، ليترجم لنا عروبة فذة وقضايا شائكة، أثقلت أفكارنا، وأبحرت بخيالاتنا إلى عالم ملؤه الحب والسلام، رسم البحر، فغرقنا في أعماقه، ورسم الصحراء فتهنا بين كثبانها، عشق الريشة فطاوعته، وراح يخربش إحساسه على الورق، لكنه اليوم يأتينا بالجديد، حيث لم يعد الرسم عنده حكراً على الريشة والورق ليجسدا الطبيعة، فعكس الآية وترك الطبيعة هي من يرسم اللوحات، ليبدع فناً جديداً أسماه « فن قبور الشواطئ» !. هو ابن عروس الإمارات، وذرة الطبيعة، جمعت من الجمال الرباني ما يجعلها ملهمة الجميع، فبحرها الصافي الذي تحيطه جبال خضراء، تتراقص أمواجه وتتناغم مع رمال شطآنه، لترسم لنا صورة أبدعها الخالق فأحسن تصويرها، إنها «خورفكان» التي تدغدغ مشاعر الإنسان وتلهبها، فماذا سنقول إن كان هذا الإنسان فناناً، وما الذي ستفعله هذه الدانة فيه وفي خياله، ما الذي ستوقده في نفسه وأفكاره، كل هذه الأسئلة وغيرها، سيجيبنا عنها الفنان الإماراتي محمد الاستاد، الذي رفع شعارا يقول فيه: دعوا الطبيعة ترسم وتبدع لنا! دعم لا محدود قبل أن يحدثنا محمد الاستاد عن بداياته في عالم الرسم والفن التشكيلي، أبى إلا أن ينوه إلى مصدر عنفوانه الإبداعي وابتكاره، كواحد من أبناء هذا البلد الطيب، دولة الإمارات العربية المتحدة، فيقول: «لعلني أستمد قوتي واستمراري في مجال الفنون التشكيلية من ذلك الدعم اللامحدود الذي أحاطني به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي هو أساس دعم الثقافة والفنون في الدولة، وفي أبوظبي بالذات، وهو خلف ما يحدث من طفرة ثقافية وفنية راقية تصب في صالح الفنانين والمثقفين، في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، ولدى العرب وأهل الفن بصورة عامة». ريشة العروبة والإنسانية منذ صغره، والاستاد يحمل هم الفرشاة العربية وقضايا العروبة والإنسانية والمجتمعات المتنوعة، بمشاكلها وتعقيداتها، فيصورها في لوحاته ليحاكي بها الأحاسيس والمشاعر، يخبرنا محمد الاستاد عن ملخص مسيرته الفنية قائلا: «لقد رسمت البحر بكل أطواره ومفرداته وطيوره، ثم عرّجت على الصحراء فرسمتها بكل جمالياتها ومفرداتها من جمال ونخيل وكثبان ذهبية، لأحمل بعدها هم المواهب الوطنية في مجال التصميم «الجرافيك ديزاين» والفنون، فأسست مركز محمد الاستاد للإبداع الفني، ثم خطفت شراع التحدي وخضت بحر التفاصيل والواقعية، مستغلا في ذلك رياحا مؤاتية مصدرها ثقتي بنفسي، وحب الناس، وإعجابهم بلوحات الطبيعة ودقة تفاصيل اللوحات الفنية». يكمل الاستاد حديثه، ليشرح لنا كيف اشتهر برسام البحار والخيول، قائلا: «لقد رسيت لفترة من الزمن في موانئ الطبيعة والكلاسيكية البحتة، حتى عرفني الناس برسام البحر والخيول، حيث أخذني الفضول وتحدي النفس آنذاك لتلك الشواطئ الجميلة، كي أصل لقناعة في نفسي بأنه لا مستحيل مع الإصرار وتحدي النفس للوصول لهدف ما، وبالفعل فقد وصلت لدرجة شبه التشبع بالواقعية وتفاصيلها ودقتها، وهي المخزون الذي أتكئ عليه في رحلتي الثانية مع فن الطبيعة والتجريد». وآن الأوان ! يرى محمد الاستاد أنه قد أزف الوقت ليدخل عالم التجريد والفن الحديث، قائلا: «آن الأوان كي أحلق في عالم فنون التجريد والفن الحديث، فمن الجنون والضعف والتقوقع في محارة الواقعية البحتة، في وقت يسود فيه التيار المفاهيمي والتجريدي، ويحتفى بالفن الحديث بصورة حضارية لم يسبق لها مثيل في الدول العربية، وتشاد له المتاحف بأرقى التصاميم العالمية، وتنظم من أجله المعارض من شتى بقاع الأرض، وقد بدأ الوعي الثقافي ينتشر بين أفراد المجتمع في مجال الفنون التشكيلية، وأصبح هناك من يقتني تلك الأعمال الفنية». أما عن تأخر تغيير خطه في الرسم، بالرغم من أن الكثير من الفنانين قد رحلوا عن شواطئ الواقعية منذ بداياتهم، فيقول الاستاد: «لقد آثرت التريث قبل خوض بحر تمتد آفاقه لما وراء الواقع والنظرة العادية ومحدودية التفكير، عالم إن لم تأت بشيء جديد فيه، أو إضافة شخصية أو لمسة ابتكارية، فلا تقحم نفسك فيه». دعوا الطبيعة ترسم لنا! توصل الفنان محمد الاستاد إلى قناعة شخصية وفلسفة خاصة في مجال الفنون التشكيلية، حيث تغيرت رؤيته، فاستطاع اختزال خبرته وتجاربه في الواقعية بشكل بسيط في لوحات الطبيعة من منظور تجريدي وعصري حديث. ومن هذا المنطلق، ينادي الاستاد بحثاً عن الجمال الذي ترسمه لنا الطبيعة، قائلا: «دعوا الطبيعة ترسم لنا! فقد رسمناها بما فيه الكفاية، وآن للناس العاديين أن يتمتعوا بفنها وإبداعاتها برؤية من منظار آخر، وكل ما علينا هو البحث بعين الفنان اللاهث خلف الجمال الذي لا يراه الإنسان العادي، ولكن دون الاستخفاف بعقول الناس وأذواقهم». يتابع حديثه: «بدأت تجاربي حاليا بفن البحر، حيث أجهز خامة (الكانفس) وهو قماش يستخدم لصنع أشرعة السفن، ثم أجمع بعض قطع الحديد القديمة الصدئة لأضعها على سطح الكانفس وأقوم بدفنها في منطقة ما على الشاطئ، بحيث تتعرض للبلل وعوامل ومياه البحر لفترة تتراوح بين أسبوعين أو شهر أو ربما أكثر، والنتيجة رائعة، حيث يظهر لون الصدأ بتعرجات مختلفة ودرجات البني والبرتقالي في تشكيلات جميلة، ولعل ميزة هذا النوع من الأعمال أنها لا تتكرر وكل لوحة هي فريدة من نوعها، حيث لا يستطيع أي فنان تكرارها». رجاء وتمن يرى محمد الاستاد أن الفنان الحقيقي المنتج لا يجب أن تحده الحدود ولا تكبله أغلال العمل والمشاغل اليومية والالتزامات، وعليه أن يقوم بدوره الثقافي في خدمة وطنه فهو الواجهة الحضارية له، وحتى يقوم بدوره على أكمل وجه، يضيف حول هذا السياق: «أتمنى من المسؤولين وأصحاب القرار أن ينظروا في قضية تفريغ الفنان المحلي ومنحه الحرية، فالحرية هي أساس العطاء لديه، لقد سمعت سابقا بقرار يفيد بتفريغ الفنانين الإماراتيين، ولكن للأسف بدأت أحدث نفسي بأنه كان حلماً من أحلام اليقظة حيث لا أرى تفعيلا لهذا القرار»!. «أتمنى حقيقة أن أرى من الأخوة الفنانين، ومن المؤسسات الراعية للفن في جميع أنحاء الدولة تواصلا حقيقياً من أجل الوطن، لا من أجل مصالح أفراد ومحاباة لشخص على حساب أشخاص، وأن لا تكون هناك أنانية، وأن يتم التنويع في اختيار الفنانين الذين يمثلون الدولة في المحافل الثقافية العالمية، ولا يكتفى بأسماء معينة في كل مرة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©