ترويكا أوروبية إلى لبنان لدفع التوافق على الرئيس

اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس عن اعتزام وزراء الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والاسباني ميجيل انخيل موراتينوس والايطالي ماسيمو داليما القيام بزيارة الى لبنان قريبا سعيا لانهاء الازمة السياسية· وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن هذا المشروع بحث خلال عشاء الاثنين الماضي في روما بين الوزراء الثلاثة وان كان لم يتخذ بعد أي قرار حول تحديد موعد الزيارة· فيما اكدت وزارتا الخارجية الاسبانية والايطالية المعلومات لكن ايضا من دون تحديد موعد وان كان الاعلام اللبناني توقع حدوث الزيارة في 19 اكتوبر الجاري وهو ما اكده ايضا السفير الاسباني في بيروت ميجل بينزو بيريا قائلا إن الدول الثلاث تود دعم ومواكبة اللبنانيين بهدف التوصل الى اتفاق حول مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، لافتا الى ان دعم لبنان في هذه المرحلة ينبع من الحرص على تطبيق الدستور فى مايخص الانتخابات الرئاسية ومن القناعة بضرورة حل هذه الازمة في أقرب وقت ممكن، مشددا على أن الدول الثلاث لا تريد التدخل في مسار أمور الاستحقاق الرئاسي الذي يقرر فيه اللبنانيون وحدهم اسم الرئيس عبر اتخاذ قرار حر من دون تدخل أجنبي· جاء ذلك، في وقت تضاءلت امكانية احياء الحوار بين زعيم الاكثرية النائب سعد الحريري وزعيم المعارضة رئيس البرلمان نبيه بري، بعد عطلة عيد الفطر الاسبوع المقبل، حيث استبعدت مصادر الاكثرية امكانية التوافق على حل قريب لمشكلة الرئاسة· فيما رجحت مصادر دبلوماسية عربية أن لا ينتخب للبنـان قبل انتهاء المهلة المحددة بيوم اي في 23 نوفمبر· وحمل نائب الامين العام لـ''حزب الله'' نعيم قاسم فريق الاكثرية مسؤولية الضرر الذي قد يحلق بلبنان اذا قررت ونفذت انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد، وقال ''سيكون الرئيس صنع في اميركا ولم يصنع في لبنان وهذه رغبة الادارة الاميركية وهذه مصلحة البيت الابيض التي تصب في خدمة المؤامرة وتؤدي الى انقلاب على الصيغة اللبنانية واتفاق الطائف''· وشدد رئيس كتلة ''الوفاء للمقاومة'' النائب محمد رعد على أن رئيس الجمهورية الذي لا يتوافق عليه اللبنانيون اكثرية ومعارضة لا يشكل ضمانة لوحدة لبنان والرئيس الذي يأتي بنصاب النصف زائد واحد هو رئيس لا يصنعه اللبنانيون بل يصنعه الاميركيون الذين يقطعون كل الطرق المؤدية الى التوافق منذ بداية الازمة· فيما قال النائب ميشال موسى إن الاتصالات بين بري والحريري مستمرة وبشكل سليم وستستكمل بعد عطلة العيد في محاولة جادة للتوصل الى حل حاسم لمشكلة الاستحقاق الرئاسي· وشن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة هجوما على الخطاب الاخير للامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله ووصفه بـ''الفجيعة وخيبة الامل''، وقال ''إنه يعمل لتبرئة القاتل ويمهد الطريق لنفوذه على قاعدة إرضاء القتيل وليس القاتل''· كما شن رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط هجوماً عنيفاً على نصرالله من دون ان يسميه، قائلا ''إن الكذب ملح الرجال عندما تنبري بعض الاحزاب للدفاع عن النظام السوري وتسعى لتعمية الحقائق وقلب الوقائع، لان من يحاول تحوير الانظار عن لائحة القتل الطويلة التي مارسها النظام السوري من سليم اللوزي وكمال جنبلاط الى كل شهداء انتفاضة الاستقلال هو كمن يشارك في كل هذه الجرائم''· واكد تمسكه بالقرار 1559 الذي يتحدث صراحة عن الانسحاب السوري والانتخابات الرئاسية، وايضاً عن نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وقال ''آن الاوان للقبول بالاستراتيجية الدفاعية التي ينضوي فيها السلاح تحت امرة الدولة والا تسقط نهائياً مقولة المقاومة''· وقال ''لن نقبل بخطف الاستحقاق الرئاسي ولن نقبل باعادة انتاج الوصاية السورية من بوابة قصر بعبدا، فنحن وكل القوى السياسية امام الامتحان فاما أن ننجح باختيار رئيس يمثل طموحات اللبنانيين بالسيادة والحرية والاستقلال والديمقراطية والعدالة، واما أن تستمر محاولات بعض القوى الشمولية بجر لبنان إلى محاورها الاقليمية الشمولية''·