موراتينوس: التعايش السليم مع المسلمين حاجة أخلاقية

أكد وزير الخارجية والتعاون الإسباني ميجيل أنجيل موراتينوس على الأهمية القصوى للمؤتمر الدولي المقرر ان يعقد اليوم وغدا في قرطبة حول ظاهرة عدم التسامح والتمييز ضد المسلمين برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لا سيما في ظل التغير الديموغرافي الملموس الذي شهدته السنوات الأخيرة الكثير من بلدان العالم حيث أصبح المسلمون يعدون بالملايين في الاتحاد الأوروبي· مشيرا إلى ان تفادي التمييز ضد المسلمين وخلق مناخ من التعايش السليم الذي يسمح بسهولة ممارسة كل أصناف العقائد أضحى في يومنا هذا حاجة أخلاقية لا مناص منها· وأعرب موراتينوس الذي سيفتتح المؤتمر اليوم في مقال كتبه حول المؤتمر عن قلق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إزاء ظاهرة التمييز ضد المسلمين، مشيرا إلى عمل بلاده على اغتنام فرصة رئاستها للمنظمة خلال العام الحالي من أجل مواجهة هذه المشكلة وحرصها على جعل تطوير وترسيخ ما يسمى بالبعد الإنساني من بين أولوياتها وسعيها أيضا لمكافحة اللاسامية وأشكال أخرى من التمييز العرقي أو العقائدي· ودعا موراتينوس إلى تشجيع مبادئ التعايش والحوار وروح التسامح واللقاء بين مختلف الديانات والثقافات بهدف تحسين التعارف المتبادل ومكافحة التصورات الجاهزة وإلى تعزيز التماسك داخل المجتمعات المتعددة الديانات والحرص على مساواة الفرص بين الأشخاص الذين يعتنقون الديانات المختلفة وعدم التمييز بينهم في سوق العمل أو السكن أو التعليم· وأضاف أن المؤتمر وإلى جانب تطرقه إلى العواقب المترتبة على عدم التسامح والتمييز الذي يطال المسلمين سيتحدث أيضا عن وسائل الإعلام والخطاب الإعلامي كأدوات ناجعة للتصدي لهذه الظاهرة، مشددا على أهمية هذه الناحية نظرا للدور الذي تضطلع به وسائل الاعلام في تطوير التصورات والسلوكيات الجماعية لافتا إلى ضرورة أن تؤدي هذه الوسائل رسالتها بموضوعية تامة وبدون أي تحيز أو تحامل· وأكد أيضا على ضرورة تشجيع التسامح والتفاهم الثقافي والديني وعدم التمييز والحرص على الترويج لصورة موضوعية عن الإسلام من خلال التربية· وطالب الدول بسن قوانين داخلية تهدف إلى ملاحقة سلوكيات التمييز وإلى إبداء الاهتمام بالمنظمات الإسلامية التي تمارس عملا نشيطا وبناء في مجتمعاتها كما دعا المسلمين أنفسهم إلى تفادي الغموض والخطاب المزدوج والانخراط في حياة المجتمعات التي ينتمون اليها· ويركز المؤتمر على مدى يومين بشكل أساسي على أسباب وتداعيات ظاهرة عدم التسامح والتمييز ضد المسلمين في أوروبا ودور الإعلام الجماهيري والتعليم في الحد منها· وتشارك في المؤتمر وهو أول مؤتمر دولي يعقد في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول الموضوع وفود من الدول الاعضاء في المنظمة من كل من أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا الوسطى إلى جانب الدول الشريكة من حوض البحر الأبيض المتوسط وآسيا والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي سيلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية· وتساهم في النقاش شخصيات من الساسة والدبلوماسيين وعلماء الاجتماع والباحثين الأكاديميين مع تركيز الاهتمام على منح الفرصة للمسلمين الذين يعيشون في بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للتعبير عن آرائهم وفي هذه المناسبة·