مكتبات أوروبا العامة تتصارع لـ«أرقمة» الكتب ونشرها على الإنترنت

بينما لاتزال جوجل تسعى إلى نشر كتب على شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة تجرى حالياً أرقمة كتب إلكترونياً في أنحاء مختلفة من أوروبا في ظل عدد من البرامج التجريبية. فقد أعلنت جوجل مؤخراً عزمها تصوير نصوص إيطالية قديمة تشمل مطبوعات لجاليليو جاليلي ومطبوعات عن التداوي بالأعشاب ضمن أول شراكة نشر لجوجل مع إحدى الحكومات، وتشمل الاتفاقية أرقمة ما يصل إلى مليون كتاب محفوظة في المكتبات الوطنية في روما وفلورنسا. كذلك لجوجل اتفاقيات مماثلة تخص كتباً خارج النسخ مع كل من جامعة أكسفورد وجامعة مدريد ومتحف بافاريا ولكن اتفاق جوجل مع الحكومة الإيطالية مؤخراً يعتبر منعطفاً تاريخياً. وفي النرويج عقدت المكتبة الوطنية العام الماضي مع اتفاقية مجموعة تمثل جميع الناشرين والمؤلفين الاسكندنافيين لنشر 50.000 من الكتب ذات حقوق النسخ على الشبكة، ولعل هذا المشروع النرويجي التجريبي المسمى بوك شيلف Book Sheef (يعني رف الكتب) يدفع النرويج إلى نشر جميع الكتب البالغ عددها مليونين والموجودة في مكتبتها الوطنية على الشبكة مجاناً. وهناك مكتبات وطنية أخرى في أوروبا تدرس حالياً ذلك المشروع منها أيضاً المكتبة البريطانية الوطنية. ولسنوات تتصارع مكتبات أوروبا العامة مع الناشرين حول طريقة أرقمة مجموعات الكتب بحيث يتيسر للقراء الإطلاع على كتب على الشبكة دون انتهاك حقوق النسخ، وفي ذات الوقت دأب ناشرون أوروبيون مثلهم مثل نظرائهم الأميركيين على محاولة التوصل لطرق تحقيق مكاسب مالية من الكتب الإلكترونية وخصوصاً تلك التي نفدت من السوق. ويسعى المشروع النرويجي إلى الاتفاق مع جمعيات المؤلفين والناشرين من أجل الإسراع من العملية، وكان من الضروري للمنظومة تغيير قانون حقوق النسخ النرويجي بحيث يجيز للمؤلفين والناشرين النرويجيين التفاوض على إعادة إصدار أعمالهم المطبوعة المحفوظة في المكتبات والمتاحف والأرشيفات الوطنية كجماعات وليس كأفراد، وقبل التغيير كانت أكبر عقبة تواجه أرقمة مجموعات هائلة من الكتب تكمن في أن الأمر استغرق سنتين من المكتبة الوطنية لتوقيع اتفاقيات حقوق النسخ المختلفة للنشر المباشر مع الكثير جداً من دور النشر. أما مساعي أرقمة الكتب في الولايات المتحدة فإنها عموماً سلكت مساراً آخر، حيث لجأت جوجل إلى إنشاء مكتبة ضخمة على الشبكة من خلال تصوير الكتب ثم نشر مقتطفات أو مستخرجات منها على الموقع، وتنشر هذه المقتطفات وفق مبدأ “الاستخدام المشروع” الذي يجيز قانونياً إعادة إصدار عمل معين في ظل شروط معينة منها مثلاً الأغراض التعليمية أو النقد الأدبي، ومتى يصبح العمل متاحاً على الشبكة يجوز لصاحب حق النسخ أن يحصل على أجر أو أن يطلب إزالة العمل من موقع جوجل. وقد أنشأت النرويج بالفعل منظمة تمثل جميع الناشرين والمؤلفين في الدولة تسمى كوبينور Kopinor تضم 22 جمعية مؤلفين وناشرين حيث وافق نحو 25.000 منهم بأغلبية ساحقة على أن تمثلهم كوبينور. ويخشى بعض الناشرين النرويجيين من أن تضر هذه الاتفاقية بمبيعات كتبهم بالمكتبات أو بالمواقع الإلكترونية الخاصة على الشبكة ولذلك فهم يطالبون بزيادة أجورهم التي تبلغ ما يعادل 9 سنتات أميركية للصفحة الواحدة التي تنشر على الشبكة، يذكر أن الكتب المصورة لا يمكن أن تقرأ إلا على شاشات كمبيوترات في النرويج فقط ولا يمكن تحميلها أو طباعتها. عن: وول ستريت جورنال