السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
14 مارس 2010 20:29
قبل خمس عشرة سنة، تشرفت بمجاراة قصيدة للمغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه،«اصبر ولا تشتط تندم»، وكانت المشاركة مفتوحة آنذاك لكل شعراء النبط، وتم نشر المشاركات جميعاً، وتباعاً، في صفحة الشعر الشعبي، في جريدة الاتحاد. بعد نشر المجاراة، بفتره، تلقيت عرضاً مفاجئاً، من جهة ثقافية مرموقة لطباعة ونشر قصائدي الخاصة، رافق ذلك العرض إلحاح من قِبل الأهل، والصديقات، والمعارف لقبول المكرمة. رجعت حينها لدفاتري وأوراقي، فوجدت بأنّ كل ما يستحق الطباعة والنشر، لايتعدّى أصابع اليد، و بعض المحاولات التي لم تكتمل، وعليه أرجأت خطوة الطباعة، حتى نضوج تجربتي الشعرية أكثر، وبقيت على تماس موسمي، مع صفحات الشعر الشعبي، بنشر نصوص ناضجة، مكتملة الشروط!. لم أسرد ذلك الموقف الجميل لغرض دعائي، لأني لم أستغل تلك الفرصة في قبول المكرمة الثمينة، بل طوقني آنذاك شعور مبكر بالمسؤولية، خالجه حذر بالغ سبق سنيّ الصغير، وبقوة: أنّ هناك من هو أحق مني بتلك المكرمة!. اليوم، وبعد أن ودعنا عرسنا الثقافي السنوي، احتفاءً بالكتاب و صُنَّاعه وناشريه، احتفالية ننتظرها دائماً بشغف، لاقتناء ما نريد من كتب، من بين ملايين العناوين المعروضة، وكعادة كل معارض الكتب، تكاد لا تخلو من إصدارات لعناوين «استهلاكية»، لا تستحق الدعاية، أو ذلك الزخم الذي يترافق مع صدورها. مسألة الطباعة والنشر، قد يستهين بها البعض، إلى حد الاستخفاف، إذا ما علمنا أنّ عملية نشر المادة، وطباعتها على شكل كتاب، كمنتج يتداول بين أرفف المكتبات، والمعارض، هي إثبات لشرعيتها، وصلاحيتها، بغض النظر عن جودة المحتوى!. قد يتبرع أحدهم ويقّدم تبريراً اعتباطياً لشرعنة وجودها ورواجها، بإستنادهم إلى مقولة شائعة، وهي: «لو توحدت الأذواق لبارت السلع»! الكتاب بات يُصنّف اليوم، كسلعة تخضع للعرض والطلب، شأنه، شأن أي سلعة استهلاكية تضمها أرفف أي سوبرماركت! بهذا المنظور التجاري يجتمع الغث بالسمين، ودخول بعض «الوراقيّن الجدد» الذين ينظرون للكتاب وصناعته بمنظور الربح والخسارة، ساعد على فتح منافذ غير شرعية، وغير مؤهلة، تمنح شهادات عبور للكثير من الطبعات، والمصنفات الضعيفة والمشبوهة احياناً، التي لا ترقى، ولا ترتقي لأي منتج يستحق منا التصفح، وليس الطباعة غالباً! لهم، ولأصحاب التجارب الغضّة، أهدي أبياتاً من نبع حكمة الغائب عنا جسداً، الحاضر فينا وبيننا فكراً وحكمة ووصايا ومنهاجاً للوالد زايــ ـد طيّب الله ثراه: اصبر.. ولا تشتط تنــــدم يا كان تبغي الشي تنضـيه.. يا كم واحد قبلك إزتـــْــــــم يركض ولا يوصل لي يبغيــه.. و من الحماقة جسمه انحْـــــــــمْ ومن العيا ما تقبض إيديـــــــــــه.. باوصيك كأنك رجل تعــــلم اتأنْ في أمر بتعنيــــــــه.. اصبر ومترى الصبر يسهـم في الجزل يوم إنك توافيـــــــه. فاطمه اللامي -Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©