الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التنين الصيني يقطع طريق الحرير على مدينة هراة الأفغانية

9 أكتوبر 2007 23:19
شكلت مدينة هراة الجميلة بحكم موقعها على طريق الحرير طيلة قرون محطة جذب للتجار والمسافرين لكنها تخوض اليوم معركة غير متكافئة للحفاظ على تراثها في حياكة الشرنقة التي كانت رمزاً لعظمتها وإشراقتها في الماضي· ولا تزال المدينة الواقعة في شمال أفغانستان على بعد 120 كلم الى شرق إيران والتي حكمها التيموريون السلالة المتحدرة من تيمورلنك، تفخر بمهارة حرفييها في تربية دودة القز ومعالجة الشرنقة وحياكة قماش الحرير الفاخر· لكنها سحقت أمام منافسة الصين التي تمثل لوحدها 70% من السوق العالمية، وكذلك باكستان وإيران المجاورتين· ومن المؤسسات البالغ عددها 156 في الولاية قلة منها تتكرس لانتاج خيط الحرير الذي لم يعد يعيل سوى مئة عائلة· وأكد سكرتير اتحاد الصناعات في الولاية مير محمد مشوف: ''بات يفضل الاستثمار في المنتجات التي يسهل تصديرها مثل البسكويت الذي يباع في الجمهوريات السوفياتية السابقة المجاورة''· وأوضح حاجي عبدالقدير اكباري الذي ورث عمله في تربية دود القز عن عائلته والمسؤول عن الاتحاد الاقليمي للنقابات، ''تتطلب تربية 40 كلج من الشرانق ما بين 45 و50 يوماً للعائلة المتوسطة المؤلفة من خمسة اشخاص''· وأضاف ''يسلمون اوراقاً من شجر التوت الأبيض لتغذية الدود في علب تضم الشرانق المقبلة مستوردة من الصين'' مصدر الشرنقة· وفي المرحلة التالية ينبغي الحرص على عدم قطع الخيطان الناعمة والرقيقة جداً التي يتراوح طولها بين 300 و1500 والمحيطة بالشرنقة· ولفت الى أنه ''في العام 2002 كان هناك أكثر من ثلاثمائة مشغل يعمل فيها 800 شخص في الولاية· أما اليوم فلم يبق فيها سوى مئة''· وفي مدينة هراة بالذات ''تستمر اربعة او خمسة مصانع في العمل بصعوبة ومعالجة الشرنقة ما زال يتم باليد'' لان الاموال غير متوافرة لاجراء التحديث· ويملك غلام حيدر عظيمي احدها في هراة في مبنى قديم متواضع حيث يعمل عماله العشرة ثماني ساعات في اليوم على مدى ستة ايام في الاسبوع، لانتاج اربعين كلج من الخيوط الخام شهرياً لـ''يباع الكيلو بأربعين دولاراً'' في افغانستان كما قال· وهو سعر مرتفع ليأمل في تصديره الى سوق عالمية حيث يتداول بسعر أقل بمرتين· ولفت الى انه ''يوجد هنا في السوق خيط حرير صيني وفي أغلب الأحيان باكستاني مقلد (بولييستر) ارخص ثمناً''· ويؤكد محمد امين الذي يدير متجراً للحياكة والبيع بالقرب من المسجد الكبير: ''اليوم يبلغ سعر خيط الحرير الصناعي من باكستان 20 دولاراً للأربعة كيلوات والملون· هنا يبلغ ثمن الأربعة كلج من الخيوط 160 دولاراً ويجب ايضا تلوينها''· ويسهل استخدام الخيط الباكستاني كما يؤكد هذا المقاتل السابق الذي فقد ساقه في محاربته طالبان في التسعينات· وقال: ''يحاك ثلاثة شالات بهذا الخيط في اليوم مقابل شال واحد بخيط الحرير الأصلي هنا''· وتبقى شالات الحرير رائجة في المنطقة· فالرجال يستخدمونها تقليدياً في عماماتهم وهي تعتبر كدليل ثراء· وأقر جمشيدي غلام محمد الخبير في هذا المجال ''انه عمل مضن مع أرباح قليلة''· لكن يبقى سوق سجاد الحرير مع أن سوق ايران هو الاكثر رواجاً كما قال، مضيفاً ''قبل ثلاثين عاماً كانت سجادة الحرير الأفغانية تباع بسعر جيد وكان 75% من الانتاج يصدر مقابل 2 % بالكاد اليوم''·
المصدر: هراة-افغانستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©