الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماليزيا.. طقوس رمضانية بطعم البهارات

ماليزيا.. طقوس رمضانية بطعم البهارات
9 أكتوبر 2007 23:28
يجتمعون على مائدة واحدة لتلاوة القرآن بشكل يومي، يستبدلون مدفع الإفطار بضرب الدفوف، وينتشر المسحراتي في أركان قراهم ومدنهم·· يتناولون مشروب ''الكولاك'' عقب السحور ليروي ظمأهم على مدار نهار رمضان، ويمنحهم الطاقة والقوة خاصة لأولئك الذين يمارسون أعمالاً شاقة·· يعشقون ''الغتري ماندي'' و''اللمان'' وغيرها من الوجبات الرمضانية التي تعكس ملامح حياتهم واحتفالاتهم بشهر رمضان· وأجواء رمضانية أخرى في ماليزيا ''أرض الملايو'' يعيشها الماليزيون والعرب خلال الشهر الكريم· خلال جولة ''الاتحاد'' في العاصمة الماليزية كوالالمبور وعلى الرغم من طبيعة التركيبة السكانية والعرقية لماليزيا المكونة من الصينيين البوذيين والهنود الهندوس والمسلمين الملايو الذين يشكلون أغلبية تصل الى 65% من إجمالي عدد السكان، إلا أن الكثيرين أكدوا أن شهر رمضان يحظى بمكانة خاصة في حياة الأسرة الماليزية التي تجتمع على مائدة واحدة بشكل يومي لتلاوة القرآن الكريم، مع الحرص على أن يكون التعاون والتراحم وغرس القيم النبيلة من بين الحصاد الكبير للشهر الكريم· في البداية، أكد طلاب عرب مقيمون في ماليزيا أن أيام وليالي الشهر الكريم لها طابع خاص يختلف عما هو متعارف عليه في الدول العربية، وتحديداً في طعامهم الخاص واستبدالهم مدفع الإفطار بضرب الشباب للدفوف كبيرة الحجم إعلاناً بقرب موعد أذان المغرب، حيث لا تكاد تمر خمس دقائق حتى يؤذّن لصلاة المغرب، وتقوم لجان المساجد بجمع التبرعات لإعداد وجبات الإفطار لبعض العاملين والموظفين الذين ليست لديهم أسر بالمدينة· تنوع فريد ويقول علاء عبد الرحيم -طالب بجامعة مالتيمديا الخاصة: على الرغم من الخصوصية التي تحظى بها الوجبات الماليزية والتي لا تخلو من ''البهارات''، هذا إلى جانب انتشار الجمبري المقلي على المائدة الماليزية في وجبة السحور، إلا أنه وفي شارع ''بوكت بنتان'' أحد أشهر شوارع العاصمة الماليزية كوالالمبور والذي يحظى بأهمية خاصة لدى العرب المقيمين في ماليزيا، تنتشر العديد من المطاعم التي تقدم كافة الوجبات المعروفة في الدول العربية خلال الشهر الكريم، وتكون لها طقوسها الخاصة في الاحتفال بقدوم رمضان· ويضيف: نحرص خلال أيام الشهر الكريم على تناول الإفطار الجماعي سواء داخل المطاعم أو داخل السكن الجامعي، موضحاً أن هناك محلات صغيرة خاصة لبيع المأكولات الجاهزة والتي توجد بكثرة في ماليزيا، وتقام هذه المحلات على أرصفة، وميزة الطعام الذي تبيعه هذه المحلات انه أرخص من الوجبات التي تعدها الأسر في البيوت تسهيلاً على العزاب أو الموظفين أو بعض الأسر التي لم تجد وقتاً لإعداد الطعام، نظراً لظروف العمل الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحا وينتهي في الخامسة مساء· وأشار علاء إلى أن هناك بعض الإغراءات المادية المقدمة للأطفال الصائمين ممن هم في سن السابعة· إنتاج متواصل ويسرد فوزان فوزان -وهو سعودي التحق ببرنامج الدراسات العليا بجامعة (USM) الحكومية الماليزية- تفاصيل الحياة اليومية خلال الشهر الكريم، مشيراً إلى أن الحكومة الماليزية تشجع المسلمين على العمل والإنتاج في رمضان من خلال رصد الحوافز لهم في رمضان· وأضاف: بمجرد أن يبدأ الشهر الكريم، حتى تقوم البيوت والأسر والعائلات والجيران بتبادل الهدايا والأطعمة والحلويات تدعيماً لأواصر المحبة والوئام بين المسلمين وتعظيماً لهذا الشهر، كما أنه وطوال شهر رمضان لا تُغلق المساجد، ويقبل المسلمون منذ صلاة التراويح في أول ليلة على المصاحف لقراءة القرآن في مجموعات أو أفراد، ولا تكاد تخلو مساجد ماليزيا من قارئ للقرآن أو مصل راكع أو ساجد طوال ليل رمضان، وتتعاهد الأسرة الماليزية على قراءة القرآن كاملاً في البيوت خلال شهر رمضان· إسماعيل جاراد -طالب بالدراسات العليا بالجامعة- يتطرق إلى نقطة أخرى تتعلق بحالة التضامن والتكافل التي تغلف الحياة في رمضان، ويقول جاراد: عند صلاة المغرب يحضر المسلمون ميسورو الحال معهم بعض الأطعمة والأشربة وتوضع على مفارش طويلة في الأروقة داخل المساجد· فعاليات رمضانية من خلال ''اتحاد الطلاب الأجانب في ماليزيا'' والذي يقدم خدمات اجتماعية وترفيهية وتعليمية للطلاب العرب، يتم تنظيم الفعاليات الرمضانية للطلاب العرب في الجامعات الماليزية، من خلال الفطور الجامعي الذي يشارك فيها أساتذة الكليات المختلفة· هذا ما يؤكده عبدالله أحمد -وهو يمني التحق بجامعة USM الماليزية- موضحاً أن هناك أجواء من التراحم والتكافل تغطي شكل الحياة في ماليزيا خلال رمضان، حيث يتم تنظيم جدول للفطور الجماعي في منازل الطلاب العرب بالتناوب· ويضيف عبدالله: تقوم لجان زكاة أهلية بجمع الزكاة وتوزيعها على المحتاجين في جو رائع من التكافل والتراحم، كما يقوم الشباب والفتيات الذين تخرجوا من المدارس والمعاهد الدينية قبل العيد بأيام قليلة بعمل لجان في المساجد لتحصيل الزكاة وتوزيعها على الفقراء، وبذلك يشيع جو من التكافل الاجتماعي، حيث يوزع البعض الملابس وحلويات العيد والأموال على الفقراء والمحتاجين، وسط أجواء من النقاء الروحي الذي يعد نتاجاً للشهر الكريم· ويتحدث عبدالله عن طعام ''اللمان'' والذي يعد الأشهر خلال أيام عيد الفطر المبارك، وهو عبارة عن أرز محشو في نوع مجوف من الجيزان ويوضع على بُعد من نيران الفحم حيث يسند الجيزان المجوف المحشي بالأرز على زوايا حديدية بالقرب من النار لمدة خمس ساعات حتى ينضج ويقدم للزوار· الدوق و''الدودواي ·· احتفالات خاصة يحتفل المسلمون في قرى ماليزيا بدخول شهر رمضان بقرع الطبول، والذي يطلق عليه ''الدوق''، كما تقوم الأسر بعد أداء صلاة التراويح بإعداد مائدة الرحمن الصغيرة والتي يطلق عليها ''موري''، وذلك وفق جدول زمني يحدد كل الأسر التي تقوم بهذا العمل طوال الشهر الكريم· وهناك أيضاً حلويات ''دودواي'' التي تتكون من الدقيق الذي يضاف إليه بعض السكر، ويوضع في وعاء كبير، ثم يقلّب بواسطة مجموعات كبيرة من أقارب الأسرة، حيث تقوم كل مجموعة بتقليب العجين حتى لا يحترق، وما أن ينضج بعد خمس ساعات على النار حتى يتم تقديمه كحلويات للأقارب والجيران وكل من يزور الأسرة يوم العيد· أشهر مسجد يحظى مسجد بوترا في العاصمة الماليزية كوالالمبور بمكانة خاصة لدى الماليزيين خلال شهر رمضان، ويتسع المسجد لأكثر من 15 ألف مصل خلال الشهر الكريم، كما تنتشر بجانبه موائد الرحمن لأهالي المنطقة· ويتميز المسجد بطرازه المعماري الفريد، حيث تحمل القبة اللون القرمزي، إلى جانب أعمدة المرمر المزخرفة بالورود، أما الجدران الداخلية فشُيدت من الأسفل على غرار جامع الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب· ويقع مسجد بوترا الذي أنشئ عام 2001م في وسط مدينة ''بوترجايا'' بالعاصمة كوالالمبور والتي تضم كل مباني الوزارات ومبنى رئيس الحكومة ومقر اقامته ومقر إقامة نائبه، ومن المتوقع أن يكون خلال السنوات الثلاث المقبلة مقراً لسكن جميع الوزراء· ويتميز حرم الجامع بالبساطة والأناقة معززاً بنحو 12 من الأعمدة، فيما تبلغ المسافة بين أرض حرم الجامع وأعلى مكان أسفل القبة نحو 2500 قدم· وتم تزيين العمود أو الفناء الخارجي بنوافير مائية ذات ديكورات رائعة تحيط بها مساحات واسعة لأداء الصلاة· من جهة أخرى استوحى تصميم منارة الجامع التي يبلغ ارتفاعها نحو 116 مترا، من منارة جامع الشيخ عمر في العاصمة العراقية بغداد، والمسجد مجهز بغرف خاصة لاستقبال كبار الشخصيات ومكتبة وغرفة للمحاضرات ومتحف لمخطوطات القرآن الكريم وقاعة اجتماعات وصالة مخصصة لإقامة المعارض·
المصدر: كوالالمبور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©