السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البستكية.. 117 عاماً تحمل ملامح تراث الأجداد

البستكية.. 117 عاماً تحمل ملامح تراث الأجداد
9 أكتوبر 2007 23:29
برائحة الماضي ورونق الحاضر تستقبل زوارها من كل مكان في العالم·· لا يكتفي القائمون عليها بالأحاديث عن تاريخها، وإنما يستوحون منها مفردات الثقافة الإماراتية والعادات العربية الأصيلة، لتتحول إلى وسيلة فعالة للحوار بين الحضارات والثقافات التي تتفق في حب ذلك المكان·· ''البستكية التاريخية''· ووفقاً للمعطيات التاريخية فإن منطقة البستكية التاريخية تقع في شرق دبي، وفي بر دبي تمتد بمحاذاة الخور لمسافة نحو ثلاثمائة متر، وبعمق مائتي متر تجاه الجنوب·· بداية من مبان سكنية للأغنياء، مروراً بالبسطاء، نهاية بمنطقة تاريخية لها مكانتها وزوارها، يرصد التاريخ بداية القصة مع عام 1890م·· حيث كانت البستكية -وما زالت- من أعرق أحياء دبي القديمة ذات التراث العمراني المتميز صاحب المباني المنفصلة التي كانت تسكنها عائلات غنية قادرة على الحفاظ عليها بحالة جيدة·· تركها الأغنياء قاصدين المناطق الجديدة خلال الحقبة النفطية، لتصبح مأوى للبسطاء أو من غير السكان الأصليين، فتدهورت حالتها·· ممرات لا تصل إليها الشمس معظم أوقات النهار وتفصل بين 58 وحدة سكنية يتكون معظمها من طابقين، إلى جانب أزقة تتلاقى في أفنية داخلية متفاوتة الأبعاد والمساحات، وغالباً ما كان يحتل المسجد أحد هذه الأفنية· أدلة إرشادية خلال جولة ''الاتحاد'' في المنطقة، أشاد عدد من الزوار بالاهتمام المتعاظم بالمنطقة من جانب بلدية دبي، منبهين إلى حاجة المنطقة للمزيد من الأدلة والعلامات الإرشادية، وأوضح أحمد محمود مدير إدارة المباني التاريخية في بلدية دبي أنه توجد بالفعل علامات إرشادية في ثلاثة مداخل بالبستكية، وهي عبارة عن خريطة بالمنطقة التاريخية، هذا بالإضافة إلى أسهم تحدد مواقع المباني الرئيسية في المنطقة· وأشار إلى أن الجزء البسيط من المنطقة غير مستغل حاليا، حيث تتواصل به أعمال الترميم وسيتم الانتهاء منها نهاية العام الجاري· وأكد مدير إدارة المباني التاريخية أن مشروع الترميم الذي خضعت له البستكية حاول الحفاظ على التراث العمراني في المنطقة ليتم تسجيلها ضمن التراث العالمي، مشيرا إلى أن عدد المباني الموجودة حاليا بالمنطقة التاريخية 57 مبنى بالإضافة الى مبنى واحد من ''العريش''· قيمة المكان ولأن المكان يكتسب سحره من ساكنيه، فإن أصحاب المشروعات التراثية الخاصة التي تتضمن عدداً من الجاليريهات التراثية التي أنشأتها مجموعة من الشركات والمؤسسات العالمية في جانب من وحدات المنطقة التراثية، والتي تمارس عملها تحت إشراف بلدية دبي، يحاولون التعمق في قيمة المكان من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية الرمضانية للزوار الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، ومن بينها تنظيم إفطار جماعي للزوار، وتنظيم فعاليات ثقافية من بينها محاضرات حول سلوكيات المسلم خلال الشهر الكريم المفتوح وإطلاعهم على أبرز ملامح التراث الإماراتي· ومثلما قالت ليلى عربوس مديرة أحد المشروعات الاستثمارية بالمنطقة التاريخية، فإن التعمق في دلالات المكان تمنحه مكانة متزايدة في نفوس الزوار، ونحاول دائما أن نجعل من ذلك المكان فرصة حية للتواصل الحضاري والثقافي مع كافة الجنسيات التي تزور المنطقة، خصوصاً وأنها لا تقتصر فقط على المشروعات الاستثمارية، وإنما بها مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري وجمعية الصحفيين وجمعية التراث العمراني ومتحف راميش للصور النادرة، نسبة إلى ''راميش'' أقدم مصور عاش في المنطقة التاريخية·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©