أسماء الله الحسنى (الماجـــــــــد)

من داوم على ذكر اسم الله تعالى الماجد مئة مرة كل يوم جعل له الله تعالى صدق المراقبة· ومن هنا كان اسم الماجد من الأسماء التي يمكن أن يتعبد بها المسلم ويبغي من ورائها النعيم الأوفر· وتقول د·آمال يس -استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: ''الماجد'' اسم من أسماء الله الجمالية والتي تشير الى معاني العطاء والرحمة والعفو والمغفرة· والماجد مشتق من المجد وهو اللانهاية في الكرم والفضل والسخاء والعطاء· وكل هذا لله تعالى بلا حدود· فالله تعالى يعطي العبد بلا حساب ويمنح الرحمة لمن يشاء ويهب الملك لمن يشاء ويعز من يشاء· واسم الله الماجد له هذه المعاني كلها· وقد ورد هذا الاسم في السنة النبوية باللفظ، وورد في القرآن الكريم بالمعنى فيقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً رسوله: (ووجدك عائلا فأغنى) أي وجدك فقيراً لا مال لك فأغناك بخديجة -رضي الله عنها· وقيل: أرضاك بما أعطاك من الرزق· وقيل: قنّعك بالرزق· وقال الله تعالى ايضا: (إنك حميد مجيد)، ومن ثم فإن الماجد يدل على الهبة والعطية، فالله تعالى ماجد له من المجد والكرم والرزق والعفو والمغفرة والرحمة ما يكفي كل مخلوقاته من بداية الخلق وإلى ما لا نهاية، بل يزيد على هذا كله لأنه الله تعالى الماجد، وهو وحده الذي يملك الكرم والفضل، واذا كان للإنسان شيء في ذلك فهو ناقص يسير، كما ان الله تعالى هو مانحه للانسان لأنه وحده الماجد المطلق والرزاق المطلق والرحيم المطلق· كما أن الانسان يمنح من شيء، أما الله -تعالى جل شأنه- فإنه يمنح من لا شيء، فسبحانه تنزه عن كل شيء، وتفرد بصفات الجلال والجمال على سبيل الاطلاق·وتضيف د·آمال: والماجد هو الكريم المفضال، وهو الله تعالى وحده، ومجده ظاهر في خلقه وظاهر في عظمتهز وقد قال بعض العلماء: إن الماجد مصدر كل موجود، فهو الماجد الواجد لكل ما في الكون وما وراء الكون وما فوق الكون، فالوجود نعمة مقترنة بمجد الماجد· ومن عظمة هذا الاسم أن جعله الله تعالى سبباً في تقوية كلام العبد فقيل: من ذكر اسم الله تعالى الواجد الماجد على كل لقمة حين يأكلها فإن الله يقوي قوله، ومن أكثر من ذكر الواجد الماجد جل جلاله جعل الله لمن يرددها يوميا صباحا ومساء 100 مرة صدق المراقبة وتدريب البصيرة على الانطلاق في ملكوت السماوات والارض، فالماجد من الأسماء التي يمكن للعبد أن يتعبد ويتقرب بها لله تعالى؛ وذلك لما في هذا الاسم من معان جليلة، فهو يشير الى ذروة الإحسان والفضل فلا إحسان ولا فضل بعد إحسان وفضل الله الماجد· وتوضح د·آمال أن حظ العبد من هذا الاسم أن يداوم على حمده لله تعالى الماجد وشكره لله تعالى الواجد الذي أوجده في الكون، وبفضله وإحسانه ومجده وفر له سبل الحياة، فلا أقل من الحمد والشكر لله إزاء هذه النعم الجليلة التي يمنحها الله الماجد للانسان، كما على العبد أن يداوم التعبد بذكر هذا الاسم حتى يجعله الله له عونا ويجعل منه نورا يهتدي به الناس·