الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زينب بنت جحش·· الأطول يــــداً

زينب بنت جحش·· الأطول يــــداً
9 أكتوبر 2007 23:34
زينب بنت جحش أم المؤمنين -رضي الله عنها- زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمت مبكراً وهاجرت مع رسول الله الى المدينة، فخطبها رسول الله الى زيد بن حارثة، فقالت: يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش· قال: فإني قد رضيته لك، فتزوجها زيد، ثم جاء رسول الله منزل زيد يتفقد زيداً فلم يجده، فقامت اليه زينب زوجته فأعرض عنها رسول الله، فقالت: ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي، فرفض الرسول أن يدخل· فلما جاء زيد الى منزله أخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله فقال زيد: ألا قلت له أن يدخل؟ قالت: قد عرضت ذلك عليه فأبى، فجاء زيد الى رسول الله فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي، فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ فما استطاع زيد اليها سبيلا بعد ذلك اليوم· فكان يأتي رسول الله فيخبره فيقول له رسول الله: أمسك عليك زوجك، ففارقها زيد واعتزلها، وانقضت عدتها وظل رسول الله على حاله هذه حتى انزل فيها الله عز وجل قوله: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم اذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا)· ولما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد: اذهب فاذكرها ليّ، فانطلق زيد حتى أتاها فلما رآها عظمت في صدره ولم يستطع أن ينظر إليها فقال: يا زينب أرسلني رسول الله يذكرك· قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت الى مسجدها وكان قد نزل القرآن بتزويجها رسول الله، فدخل عليها بغير إذنها بعد أن أصدقها 400 درهم· وكانت زينب تقول: إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله إنهن زوجن بالمهور وزوجهن الأولياء وزوجني الله رسوله وأنزل فيّ قرآن يقرأ به المسلمون لا يبدل ولا يغير· وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ وتحرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق على المساكين· وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله: ''أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً''· قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا؟ قالت: فكانت زينب أطول يداً؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وأكبر دليل على بذلها الاموال وزهدها في الدنيا ما حدثت به برزة بنت رافع فقالت: لما خرج العطاء ارسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الى زينب بنت جحش بالذي لها· فلما أدخل اليها قالت: غفر الله لعمر بن الخطاب غيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني· قالوا: هذا كله لك· قالت: سبحان الله واستترت منه بثوب ثم قالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا· ثم قالت لي: أدخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها الى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتام لها· فقسمته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب فقالت برزة لها: غفر الله لك يا أم المؤمنين والله لقد كان لنا في هذا المال حق· قالت زينب: فلكم ما تحت الثوب فوجدنا تحته 580 درهما، ثم رفعت يدها الى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا· أول من حُمل بنعش وتوفيت زينب في خلافة عمر وعمرها 53 عاما فحملت في نعش، وهي أول من حمل في نعش· ولما رأى عمر النعش قال: نعم خباء الظعينة· ولم تترك بعد وفاتها دينارا ولا درهما، وأخذت عائشة تبكي وتترحم عليها وتقول: كانت زينب تساميني من بين أزواج النبي في المنزلة عند رسول الله، ولم أر امرأة قط خيراً في الدين وأنقى وأتقى لله تعالى وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم للصدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي يتصدق به ويتقرب به اليه عز وجل منها· وقد روت عن الرسول 11 حديثاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©