الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مباراة في قصيدة

مباراة في قصيدة
22 ابريل 2009 23:20
لا أتصور أنني أحببت شاعراً واحترمته مثل محبتي لصلاح عبد الصبور واحترامي له، وقد عرفته شاعرا في سنوات دراستي بقسم اللغة العربية الذي تخرج فيه قبلي بقرابة خمسة عشر عاماً، وكان الأساتذة يتحدثون عنه بوصفه أحد أعلام القسم في سماوات الإبداع الشعري، فكان من الطبيعي أن نقرأ شعره. وقد فتنني هذا الشعر منذ قرأت ديوانه الأول «الناس في بلادي» الذي صدر في يناير 1957، إن لم تخني الذاكرة، فقد كان يحمل قصائد في التنديد بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956. وقرأت بعد هذا الديوان ديوانه الثاني «أقول لكم» وتأثرت بقصائده الوجودية، وكنت أردد لنفسي هذا زمان السأم، نفخ الأراجيل سأم، دبيب فخذي امرأة بين إليتي رجل سأم وكنت أتبارى وزملائي في تفسير الجملة الأخيرة ودلالتها الجنسية التي تعلقنا بها بحكم الشباب، ولا أعرف لماذا أسرني شعر صلاح عبد الصبور، ودفعني إلى كتابة شعر متأثر كل التأثر بشعره، ولا أزال أذكر أنني، وقبل التخرج، كنت أكتب قصائد على طريقة صلاح، مستعيراً صوره وكيفية تراكيب جمله، لكن سرعان ما انتبهت إلى هذا التقليد بفضل الناقد الأدبي الذي كان قد أخذ يتشكل داخلي، ولذلك تركت الشعر كله، وكففت عن ممارسة إبداع غيره من أنواع الأدب، وقررت الاكتفاء بدور الناقد فحسب. الطريف أنني لم أر صلاح عبد الصبور شخصيا إلا عندما وصلت إلى السنة الأخيرة من دراستي في قسم اللغة العربية، فقد أسعدني الحظ بأن أغدو أحد رواد الندوة الأسبوعية للجمعية الأدبية المصرية، وقد كانت إحدى هذه الندوات مخصصة لقراءة صلاح لجزء من مسرحيته الشعرية الجديدة، مأساة الحلاج وذهبت مع زميلي حسن توفيق الذي سبقني إلى التردد على الجمعية ومعرفة أعضائها، وانحشرنا في صالة طويلة مزدحمة بعشاق شعر صلاح، وابتدأ يقرأ لنا بصوته الحزين الإيقاع القسم الأول من «مأساة الحلاج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©