بالصافرة

تجربة الحكمين الإضافيين سبق وتوقعت قبل ثلاثة أعوام فشل تجربة الكرة الذكية وشريحتها الإلكترونية خصوصاً أن نجاح تجربتها خاضع بشكل أساسي للعديد من الحالات المختلفة التي تحصل في المباراة الواحدة اضافة لمسألة وضوح الكرة بكامل استدارتها أو حجبها عن الرؤية من قبل تجمع اللاعبين والتي تتولى الأجهزة المتصلة بالشريحة تحديد مسألة اجتياز الكرة بكامل محيطها خط المرمى بين القائمين وتحت العارضة وهي حالات تكاد تكون نادرة الحدوث إضافة لصعوبة نقل المعلومة الصحيحة في حال تواجد لاعبين يحجبون الكرة·· وهذا ما استوجب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر للإعلان صراحة بأن التجربة رغم كل تكاليفها الباهظة لم تنجح عملياً وأن الفيفا لن تعمد مستقبلاً لأية تجربة إلكترونية من هذا القبيل والاستعاضة عنها بتطوير اللمسة الإنسانية في القرار التحكيمي·· وهذا ما كان سبباً مباشراً في اتخاذ قرار بديل من قبل اللجنة التشريعية الدولية ''البورد'' في اجتماعها الأخير يتعلق بإجراء تجربة جديدة تتناول استخدام حكمين مساعدين اضافيين تكون مهمتهما المساعدة في ضبط الأخطاء وحالات سوء السلوك داخل منطقة الجزاء دون أية تفصيلات واضحة ومقنعة حول هذه التجربة التي سبق رفضها في اجتماع سابق للبورد قبل خمسة أعوام من الآن·· وقد كانت أسباب رفضها في تلك الفترة تتمحور حول مكان تواجد هذا الحكم المساعد الاحتياطي·· هل سيكون خلف المرمى أم على أحد جوانبه·· وفي كل هذه الأماكن المحدودة فإن زاوية الرؤية المتاحة له ستكون صعبة وضعيفة في ظل تواجد العديد من اللاعبين مهاجمين ومدافعين داخل منطقتي الجزاء والمرمى خصوصاً في الركلات الركنية أو الركلات الحرة القريبة من المرمى·· وما دام الحكم الرئيسي سيبقى صاحب القرار النهائي فإنه سيواجه العديد من المصاعب واعتراضات اللاعبين في حال عدم موافقته على اشارة الحكم المساعد الاحتياطي بارتكاب مخالفة داخل منطقة الجزاء خصوصاً وان هناك وبشكل دائم خلافا بين حكم وآخر في تقدير طبيعة الأخطاء وخاصة منها المخالفات التي تستوجب اتخاذ قرار مؤثر كالإعلان عن ركلة جزاء وإشهار البطاقات الملونة· وفي كل الظروف والأحوال·· فما علينا إلا انتظار تفاصيل التجربة أولاً ثم التأكد من نتائجها سلباً كانت أم ايجابا خلال الأعوام المقبلة التي لن تقل عن الفترة الزمنية التي استغرقتها تجربة الكرة الذكية التي تم إدخالها ثلاجة الفيفا بعد ثلاثة أعوام متتالية على بدء انطلاقتها··!