الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللهم إني صائم

11 أكتوبر 2007 01:10
قال لي صديق انه سيقضي إجازة العيد في جزر سيشيل، ودعاني آخر الى السفر معه في رحلة سريعة وقصيرة، طالباً مني تحديد الوجهة على أساس أنني خبير في مثل هذه الأمور·· ووجدت من ينصحني في هذه الحالة بأن أبتعد عن أوروبا لأنها باردة وغالية، فقد تجاوز اليورو الخمسة دراهم، والدولار كما هو لا يزيد بل ينخفض، ودرهمنا العزيز لا يزال مربوطا بالدولار بسلاسل فولاذية ولا سبيل الى كسرها أبداً، وهي قصة طويلة لن يفهمها واحد مثلي· وقال لي صديقي هذا بصوته الناصح الأمين عليك بجنوب شرق آسيا فلا تزال المعقل الوحيد حيث الدرهم لا يزال هو السيد المطاع· واكتشفت أن عددا كبيرا من الشباب يخططون للسفر والسياحة خلال إجازة العيد، وبالرغم من محاولاتي المستميتة في إقناع نفسي بأنني لست متخلفا اجتماعيا الى هذه الدرجة وأنني عصري في كل شيء غير أن ذلك لم يساعدني في تخطي الشعور بالشفقة على نفسي لأنني لم أساير الشباب تماماً في هذا المجال· يبدو أنني لا زلت تقليديا بعض الشيء في مثل هذه الأمور، لا زلت أقضي نصف إجازة العيد في البلاد، مستغلاً الإجازة لزيارة اكبر عدد من الأصدقاء والمعارف والأقارب الذين لن تزورهم ولن تراهم طوال العام، وتأتي هذه الفرصة الوحيدة من العام الى العام، وأقضي النصف الثاني من إجازة العيد في الدوام· وربما أقطع الرتابة برحلات مكوكية بين العين وأبوظبي ودبي· وإذا حاولت اللحاق بالشباب والشعور بالعصرنة فإنني سأذهب الى ''الكوفي شوب'' وفي نفسي ريبة وشعور بعدم الراحة· هل يعقل أنني غبت عن الساحة الاجتماعية الى هذا الحد فلم أشعر بالتطور الذي طرأ على حياتنا الاجتماعية وعلى عاداتنا في العيد؟ وشعرت بالرعب من أنني كبرت بسرعة وصرت متخلفا اجتماعيا و''دقة قديمة'' كما يقولون وأنني لم أعد أساير العصر والشباب·· ماذا حدث هل تطورت الأمور في يوم وليلة؟ لاشك أن كل شيء تغير والتطور والتغير سنة الحياة لكن تبقى هناك أشياء جميلة لابد أن نحتفظ بها حتى لو جارينا العصرنة والحداثة· ووجدتني أغرق في بحر من ذكريات العيد·· لازلت أذكر تلك الأعياد أيام الطفولة، وهي بالمناسبة أيام بعيدة جدا·· لكنها تبقى أياماً جميلة· كانت فرحتنا بالعيد لا تعادلها فرحة، العيد يمثل ذلك الشيء الكبير والمهم بالنسبة لنا، الملابس الجديدة والحلوى وجولة الصباح من أجل العيدية وضجيج الناس ودوي طلقات الألعاب النارية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©