الصاروخ لينكس أول عربة عملية للسياحة الفضائية

أعلنت شركة جديدة تدعى ''إكس كور آيروسبيس إنكوربوريتد'' الأربعاء الماضي عن اعتزامها دخول سوق السياحة الفضائية بطائرة صاروخية يمكنها حمل مسافر واحد إلى جانب القائد إلى مدار حول الأرض مقابل 100 ألف دولار· وذكر المدير العام التنفيذي للشركة جيف جريسون، التي يوجد مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية في مؤتمر صحفي عقد في مدينة بيفرلي هيلز أمس السبت، أن الطائرة الصاروخية الجديدة التي حملت اسم ''لينكس''، سوف تكون قادرة على الإقلاع والانطلاق إلى مدارها حول الأرض بقوة دفعها الذاتية ومن دون الحاجة لحملها فوق طائرة مساعدة· وسوف تبلغ ''لينكس'' في كل رحلة تقوم بها، مداراً حول الأرض يصل ارتفاعه عنها إلى 200 ألف قدم (37 ميلاً أو 60 كيلو متراً)، وبما يكفي لشعور السياح الفضائيين بحالة الانعدام الظاهري للوزن لفترة 90 دقيقة· وأعلن مدير الشركة عن أن الرحلات التجريبية للطائرة سوف تبدأ في عام ·2010 و''إكس كور'' هي ثاني شركة سياحية تقتحم القطاع الناشئ للسياحة الفضائية بعد شركة ''سكيلد كومبوزيت'' التي أسسها مصمم الطائرات الشهير بيرت روتان في ولاية كاليفورنيا أيضاً عام 2004 والتي كشفت مؤخراً عن طائرتها الفضائية الثانية ''سبيس شيب ·''2 وكان روتان قد سجل انتصاراً تاريخياً عندما تمكن من الإقلاع بطائرته الصاروخية ''سبيس شيب ''1 التي أكمل بناءها في 21 يونيو من عام ،2004 إلى مدار حول الأرض يبلغ ارتفاعه 100 كيلو متر ليفوز بجائزة ''أنساري'' التي بلغت قيمتها 10 ملايين دولار· إلا أن طائرته تلك كان مصيرها الانضمام إلى مقتنيات ''متحف سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء'' في الولايات المتحدة، حيث اتخذت مكانها قريباً من الطائرة التاريخية الشهيرة التي ابتدعها شارل ليندبيرج، وبهذا أصبحت طائرة روتان تمثل رمزاً لحلول عصر جديد تصبح معه الرحلات السياحية الفضائية مشاعاً لكل الناس· وفي التجربة التاريخية التي أنجزتها الطائرة الفضائية ''سبيس شيب ،''1 تم تثبيتها فوق طائرة نقل حملتها إلى ارتفاع 47 ألف قدم -وهو ارتفاع عادي لتحليق الطائرات الكبيرة- حيث بدأ محرك الطائرة الصاروخية بالعمل وانطلقت بطريقة المكوكات الفضائية حتى بلغت حالة الانعدام الظاهري للوزن على ارتفاع 100 كيلو متر عن سطح الأرض· وما لبث روتان أن أسس شركة ''سكيلد كومبوزيت'' للسياحة الفضائية؛ ووقع عقب تأسيسها عقداً مع مدير عام شركة ''فيرجين جروب'' التي يملكها ملياردير بريطاني يدعى ريتشارد برانسون، لبناء أسطول يتألف من خمس طائرات سياحية فضائية، وسوف تتكفل كل طائرة بنقل المسافرين إلى الفضاء في رحلات تستمر كل منها ساعتين ونصف الساعة مقابل 200 ألف دولار للرحلة الواحدة· وخلافاً للطائرة الصاروخية الجديدة ''لينكس''، فإن طائرة ''سبيس شيب ''1 مصممة لتكون ''تاكسي فضائياً'' يمكنه نقل 6 مسافرين دفعة واحدة إلى الفضاء، كما يتطلب إقلاعها إلى مدارها حملها بواسطة طائرة ضخمة إلى ارتفاع مناسب قبل أن تعمد إلى تشغيل محركها الذاتي والإقلاع إلى مدارها حول الأرض بعد أن تنفلت من ظهر الطائرة الأم· وأعلن برانسون أن نشاطه في مجال السياحة الفضائية سيتم تحت مظلة الشركة التي أسسها تحت اسم ''فيرجين جالاكتيك''، والتي سوف تشرع في اختبار طائرة روتان الثانية خلال العام الجاري· وقال في مؤتمر صحفي انه تمكن حتى الآن من جمع مبلغ 30 مليون دولار من الحجوزات المسبقة لرحلاته المقبلة التي تبلغ قيمة تذكرتها الفردية 200 ألف دولار· وقال جيف جريسون، أحد مؤسسي شركة ''إكس كور'' أنه يأمل تحقيق نجاح استثماري عريض للطائرة ''لينكس'' من خلال قيامها بأربع رحلات إلى الفضاء كل يوم وبحيث تستغرق الرحلة الواحدة نحو ساعتين ونصف· وقال ريك سيرفوس، الطيّار المتخصص بتجريب ''لينكس'' ورائد الفضاء السابق في وكالة الطيران والفضاء الأميركية ''ناسا''، إن الشكل الكروي للأرض سوف ينضم إلى الذكريات التي يحملها المسافرون بالطائرات الفضائية· عن صحيفة لوس أنجلوس تايمز