الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختلاف العلماء رحمة واتفاقهم حجة

اختلاف العلماء رحمة واتفاقهم حجة
11 أكتوبر 2007 01:11
أي عمل يراد له النجاح وبلوغ الغاية المتوخاة يتطلب أن تكون له منطلقات وأغراض محددة· والسعي نحو التقريب بين المذاهب يستهدف تحقيق أمور متعددة· حول هذه القضية أوضح الشيخ أحمد فرحات -كبير أئمة مسجد الإمام الحسين بالقاهرة- أن من أهم منطلقات التقريب تحديد الطرق العلمية والعملية والمسالك المستنيرة لفهم أبعاد الرسالة الإسلامية، وضبط مفهوم ما يسمى الاختلافات المذهبية، الفقهية منها والأصولية، والإسهام في التعريف بأن التفرقة المذهبية المفتعلة التي أدخلتها النزاعات المشبوهة والصراعات الفكرية غير المشروعة، والتي تجاوزت حدود الاختلافات المحمودة والمقبولة إسلامياً، ليست لها جذور إسلامية، ولا مرجعية تشريعية، ليتجنبها المسلم، حفاظاً على اللحمة الإسلامية، وأن الاختلافات الفقهية اجتهادات فكرية وآراء ظنية، تنمو بنمو الوعي الإسلامي الصحيح، وتتعدد بتعدّد نوعية الحياة، وتتجلى أبعادها ومقاصدها في إطار تطبيق أهداف هذه الاستراتيجية وتحقيقها· ثقافة التقريب وقال إن من المنطلقات المهمة للتقريب بين المذاهب الارتقاء بثقافة التقريب المذهبي والفقهي لدى الأجيال الإسلامية، لفهم ما برز على الساحة العلمية، وما يستجد فيها، فى إطار تصحيح فهم مقاصد ما أطلق عليه اختلافات فكرية وفقهية، وتذويب النزاعات الجدلية، بالقدر الممكن، والاستفادة من التعددية الفكرية في إطار الشريعة الإسلامية· وإبراز أسس العلاقات المتينة التكاملية القائمة بين المذاهب الفقهية الإسلامية القائمة، وتنشيط مبدأ العمل الاجتهادي وفتح آفاقه وعلومه، وفق الأصول والقواعد المقررة فقهياً، وحصر المسائل الخلافية في المسائل والقضايا الظنية، وردّها إلى مصادرها الصحيحة، بغرض إزالة أنواع الشك حول نوازع الاختلاف العقدي، بما يوضح الصحيح من العقائد الإيمانية والقواعد الإسلامية الجليلة وتذويب الغلوّ والتعصب المذهبي، أينما وجد، والارتقاء بمفهوم الاختلافات الفقهية إلى مقاصدها، وإعادتها إلى جذورها الإسلامية الصحيحة، دون حيف أو تشنج أو تعصب، بغرض إيجاد أرضية إسلامية صلبة للتبادل المعرفي، وتكوين وحدات فكرية إسلامية تتفاعل مع المستجدات الحياتية، وتعي التحديات الجديدة التي تحدق بالعالم الإسلامي· موجهة التيارات المعادية ودعا الشيخ أحمد فرحات الى السعي لمضاعفة الجهود الإسلامية الهادفة، بغرض الوقوف أمام التيارات المعادية للإسلام، والتصدّي لها بعزيمة إسلامية موحدة، وبالذات هيئات التنصير التي تستهدف هدم البنية الإسلامية، أو التشكيك فيها، وللتمكّن من صد الغزو الفكري المعادي للإسلام والمسلمين، ومواجهة الانحلال المعرفي الذي يروج له عبر مغريات العصر، والعمل على تسخير التقنيات العلمية والآليات المتطورة ووسائل الاتصال الجماهيري ذات الأثر الايجابي، لمصلحة المسلمين، حفاظاً على عقيدتهم السمحة، وهويتهم الإسلامية التي عليها عماد حياتهم· وأكد أهمية هذا الميدان وإمكانية إسهامه في نشر ثقافة التقريب، لحاجة شريحة كبيرة ومهمة من أبناء المسلمين القاطنين في المهجر إليه· الحوار الملتزم أما د· جمال الحسيني أبو فرحة -أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة طيبة في المدينة المنورة- فيرى أن من أهم منطلقات التقريب أن تتوقف الأقلام، وتكف الألسنة عن التشنيع والاستفزاز والاستخفاف والتحامل وإثارة المشاعر على نحو يعمق سوء الظن والنفور والتباعد بين أتباع المذاهب، ولابد من التوسع في الدراسات الفقهية المقارنة، وإجراء الحوار الملتزم والمستمر بين فقهاء المذاهب المختلفة· وبيان أن الوحدة الإسلامية ليست مجرد عمل ترغيبي يدعى إليه، وإنما هي أمر واجب يلزم كل مسلم، ولما كان كل ما يؤدي إلى الوحدة فهو واجب، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والتقريب بين المذاهب واجب شرعي، لأنه عماد الوحدة الإسلامية· وأوضح أن الأئمة الفقهاء لم يتعصبوا لآرائهم· ومما حفظ عن أهل العلم من أقوال تعبر عن هذا الاحترام المتبادل بينهم، قولهم ان ''العلم رحمة بين أهله'' و''اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية'' و''رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب'' و''اختلاف العلماء رحمة واتفاقهم حجة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©